الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في أخر حديث قبل رحيله| أحمد مرسي: أكافح منذ 50عامًا للحفاظ على التراث

صدى البلد

رحل اليوم عن عالمنا الدكتور أحمد مرسى، أستاذ الأدب الشعبى والفولكلور بجامعة القاهرة، بعد تعرضه لوعكة صحية، أدت لدخوله أحد المستشفيات.

وشارك الدكتور أحمد مرسي باسهامات عديدة في العمل الثقافى،  حيث عين مديرا لمركز الفنون الشعبية، بوزارة الثقافة من عام 1976 حتى 1978 (ندبا)، ورئيسا لتحرير مجلة الفنون الشعبية بالهيئة المصرية العامة للكتاب، عام 1987، ومستشار وزير الثقافة لشئون التراث الشعبى عام 1997، ورئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لدار الكتب بوزارة الثقافة سابقًا.

وكانت أخر اسهاماته المشاركة في تقديم إحدى الندوات خلال معرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته الـ٥٣ والتي حملت عنوان: "تراثنا مستقبلنا"، وقد تحدث حينها الدكتور أحمد رفقة الدكتور عبدالعزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث.

وتحدث الدكتور أحمد مرسي، عن واقع التراث العربي خلال اللحظة الراهنة، إذ قال: "مازلت أشعر أن القابض على قضية التراث الشعبي والثقافي غير المادي، كالقابض على الجمر، وأنا أكافح منذ خمسين عامًا من أجل الحفاظ على تراثنا الشعبي، لكن كما قلت لم يثمر هذا النضال قدر إثماره في إمارة الشارقة بالإمارات وذلك بسبب دعم السلطان "القاسمي"، إذ خصت اليونسكو الشارقة واعترفت بمعهد التراث بالشارقة مركزًا معترفًا به وهو مسئول عن دعم التراث غير المادي في المنطقة العربية".

أرواح شريرة

واستطرد: التراث الشعبي مصاب بلعنة ما،  ويحتاج لطرد هذه الأرواح "الشريرة، لأننا لم نقصر في خدمة التراث، وأنا أرى أن العرب لم يجتمعوا على شيء سوى التراث الشعبي، كما أننا الثقافة الوحيدة في العالم التي أنتجت سيرة بطلتها امرأة وهي: "الأميرة ذات الهمة".

وأضاف الدكتور أحمد مرسي: التراث الثقافي المادي يسهل استيعابه، فإذا تم كسر تمثال فنحن يمكن أن نرممه مرة أخرى، لكن التراث غير المادي لا يمكن بأي حال أن نستوعبه مرة أخرى فحين يضيع فهو يضيع للأبد، فأغلب الاهتمام المرتبط بالتراث الثقافي، موجه إلى التراث الثقافي المادي، وهذه إحدى المشكلات، فقد ذكر "حكيم أفريقي": أنه إذا مات راوي حكايات شعبية أفريقي فكأن مكتبة قد احترقت، وبالفعل هذا الأمر صحيح.

وتابع أن بعض الرواة نتيجة المد السلفي الذي اجتاح منطقتنا، تركوا غناء المواويل لأنه فن "حرام"، وهذا بالمناسبة على عكس الحقيقية لأني لم أجد في المواويل ما يدعو للحرمانية، فهي لا تحمل أي إيحاءات جنسية، أو ما شابه ذلك، والمواويل لا تحمل أي قيم منحطة، وذلك لأن الوجدان الشعبي، دائما ما يقف في صف الإيجابي وليس السلبي، وفي صف القيم الرفيعة، لا الوضيعة، لكن للأسف الشديد كانوا -هم- أعلى صوتا، لذلك فما زالت هناك الكثير من التحديات الكبيرة التي تواجه التراث خلال الفترة المقبلة، وأتمنى المحافظة على التراث غير المادي لأنه من السهل أن يضيع في أي وقت.