الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

توفيق الحكيم يكشف كيفية التفريق بين الإبداع الحقيقي والكتابة الرخيصة.. نوستالجيا

توفيق الحكيم
توفيق الحكيم

تحدث الكاتب توفيق الحكيم، الذي تحل اليوم ذكرى رحيله، في حواره النادر الذي أجريه معه الكاتب فؤاد دوارة عام ١٩٦٤ ونشر في كتاب "عشرة أدباء يتحدثون"، عن المشكلة التي شغلت  الأذهان حينها، وبالخص في الوسط الثقافي،  وهي التفرقة بين الأدب الحقيقي حين يتعرض لموقف جنسي وبين الكتابة الرخيصة التي تصور المواقف الجنسية بقصد الإثارة والرواج.

وقال توفيق الحكيم في هذا الأمر، الفارق بينهما هو نية الكاتب وفلسفته، وهذا شيء لا يمكن الحكم عليه إلا بشعـور القارئ وما خرج به من الـقـصـة أو العمل الفني، فإذا خرجت من مطالعة القصة بإحساس المتعة الجنسية فقط، وكان هذا هو كل ما ترسب في نفسك منها فأنت أمام عمل الغرض منه الإثارة الجنسية، لأن هذا هو ما حصلته منه فعلا، ولكن عندما تبقى في نفسك مبادئ أخرى تترسب من الموقف الجنسي، بمعنى أنك عندما تطالع عملا أدبيا موضوعه الجنس ولكنه يؤدى بك إلى التفكير في شيء اجتماعي أو روحي أو فكري، فإنك في هذه الحالة لا تكون أمام عمل القصد منه الإثارة الجنسية لا أكثر.

واستشهد  ذلك كتاب د. هـ . لورانس "عشيق الليدي تشائرلی"، لقد صور فيه مواقف جنسية كأصدق بل كأفظع ما يمكن أن يصور في هذا المجال، ولكن كل هذه الصور تؤدى بك في النهاية إلى فكرة معينة وفلسفة محددة أرادها المؤلف، ويدركها القارئ الذي يعرف ماذا كان يتفشى في المجتمع الإنجليزي إذ ذاك من عدم مبالاة بالناحية الجنسية في الحياة الزوجية ، فعندها يقول لنا لورانس، إن الحياة في إنجلترا وصلت إلى درجة من الانحراف عن الطبيعة لا بدمعها من هزة، وقد حاول هو أن يحدث هذه الهزة بكتاباته، فإننا نجد بعض المفكرين يعتبرونه لذلك كاتبا أخلاقيا رغم ما في رواياته من مواقف جنسية شديدة الصراحة والوضوح.