EN 
لما كنا في سنة تالتة بالكلية قال لنا الدكتور هلالي في المحاضرة ولا اذكر موضوعها تحديدا . قال إن الراجل مش هو اللي بيروح يخطب البنت اغلب الزواج بيكون أن البنت هي اللي خلت الولد يخطبها . وقتها ما فهمت بالضبط لكن بمرور الزمن وتراكم المشاهدات ومعاصرة الواقع اكتشفت أن كلامه فيه كثير جدا من الصح احيانا البنت او المرأة هي اللي بتخليه يخطبهاهي شخصيا بمحاولاتها لفت نظره لها هي ..أو بتخليه يتزوج عليها بمحاولتها لفت نظره الي الأخريات .. ولكن غالبا لا يتزوج عليها لأنها سيئة العشرة ولا لاي سبب من اسباب الزواج بأخرى المعروفة . ولكن لغباء في تفكيرها.
فمثلا قد يكون موظف ومتزوج وراضى بقسمته و نصيبه فتخطر على بال زوجته بعض الأسئلة مثال مين معاك في الشغل ؟ ودي ظروفها ايه ؟ ومخطوبهولا مطلقة ولا أرملة . ويبدأ هو الاهتمام بشيء كان بعيد عن اهتمامه أساسا .وقد يحدث فعلا من كثرة الكلام أن يفكر في الزواج بها . وقد يحدث أن يتعرض لموقف محرج ورفض جارح وقد يقابل طلبه بالموافقة.
واذكر يوما اتصلت بي زوجة تسألني هل يزوجها ممكن يتزوج فلانه ؟ فقلت لها لأ، وايه سبب السؤال، قالت لانها بتكلمه علطول فسألتها ليه بتكلمه ؟ قالت بيعمل لها شغل قلت لها شغل ايه؟ قالت عندها عمارة وعاوزة يؤجر لها الشقق مقابل عمولة.
فاستغربت وكنت هرد عليها اقولها هو زوجك اساسا فيه ايه ممكن تبص له عليه . دي موظفة ومرتاحة ماديا وزوجك ما عنده مؤهل ولا غني ولا وسيم و كمان متزوج وعنده اولاد كبار .
يعني ضاقت بيها الدنيا لكن مسكت لساني ورديت رد محترم، فقلت لها لا طبعا مستحيل .. هي مش محتاجه له في حاجه عندها مال ومركز ولو فكرت اكيد سيكون مش زوجك.
ولا اعرف لماذا تتخيل الزوجات أن البنات اللواتي تأخرن في الزواج أو النساء المطلقات أو الأرامل سيقبلن أي زوج مهما كانت صفاته أو عيوبه . أو الفوارق بينهما ربما كان ذلك في عهد مضى عندما كانت الزوجة ترى الزوج يوم الفرح والرأي الاول والاخير لوليها والذي له حسابات اخرى في الموافقة والقبول قد لا تتناسب اطلاقا مع الفتاة ولكن تتناسب معه هو شخصيا كونه يريد عزوة أو نسبا أو مالا أو شراكة أو يتخلص من مسئوليتها وخلاص . ولكن الآن تغيرت المفاهيم والحياة عموما و زمن ضل راجل ولا ضل حيط انتهى، بالعكس ضل الحيط أكثر أمانا واحسن من ضل كتير من الرجال لمشاكلهم وتطاولهم وطمعهم.
طبعا لا اقصد الكل . ولكن حقيقي أصبح الزوج المحترم الصالح من العملات الصعبة والنادرة جدا جدا وفي حال وجوده لابد من التضحية بأشياء كثيرة إذا تطلب الأمر، فلا يهم المال ولا حتى المركز، المهم كما يقول المثل ابن ناس . صحيح كلنا اولاد ناس لكن ابن الناس الحقيقي هو الذي يراعي الله في بيته وأولاده ويحترم زوجته في وجودها وفي غيبتها ويقف بجانبها في مرضها ويقويها في ضعفها ويشد أزرها في حزنها . يكون عونا لها على الأيام وليس وسيلة ضغط عليها. ويحترم اي سيدة أو فتاة يتعامل معها فيتعامل كأخ يخاف على أخته.
عندما تختارين اختاري ابن الناس قبل اي صفات أخرى مهما كانت . وكوني له السكن كما قال الله تعالى . قضايا الطلاق والخلع ملأت المحاكم كأنها مرض أصاب المجتمع .فلا تتزوجي من أجل الزواج وخلاص لو غير مناسب لا تتزوجيه.
