الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لماذا احتفظ ترامب بملف سري عن ماكرون في منزله؟

لماذا احتفظ ترامب
لماذا احتفظ ترامب بملف عن ماكرون في منزله؟

كشفت مذكرة التفتيش الخاصة بمداهمة منزل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، عن وثائق ومستندات بعضها "سرية للغاية" عثر عليها عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي في منتجع الملياردير الجمهوري بفلوريدا.

وأمرت المذكرة، التي نشرتها محكمة في فلوريدا، بتفتيش مقر إقامة ترامب في منتجع مارلاجو، ومصادرة أي مستندات ووثائق تتعارض مع قوانين نقل مواد الدفاع الوطني والمواد السرية.

ومن بين الملفات السرية التي عثر عليها عملاء "إف بي آي" في منزل ترامب يوم 8 أغسطس، ملف ذو أهمية خاصة لباريس معنون بـ"رئيس فرنسا".

ملف خاص عن ماكرون

صادر المفتشون 11 مجموعة من الوثائق كانت في منتجع الرئيس السابق دونالد ترامب، ما بين "سرية" و"سرية للغاية"، إضافة إلى مستندات ومذكرات مكتوبة بخط اليد وألبومات صور.

ومن بين الوثائق السرية في خزنة ترامب، يكشف ملف "رئيس فرنسا" عن معلومات حساسة عن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، احتفظ بها المليادير الجمهوري في منزله، حسب مجلة "لاكسبرس" الفرنسية.

ونقلت المجلة عن مسؤول استخباراتي قوله إن كل دولة تحتفظ بملفات خاصة برؤساء الدول الأجنبية، موضحا أنها سياسة اعتيادية.

وأضاف أن هذه الملفات تضم معلومات حساسة عن الرؤساء، حيث يمكن استخدامها بأكثر من شكل، عبر الضغط في المفاوضات على سبيل المثال.

وأشار إلى أن الشيء الملفت واللافت للنظر أن "ماكرون هو رئيس الدولة الأجنبي الوحيد الذي له ملف باسمه في خزنة ترامب".

وتساءل محللون ومراقبون عن سبب احتفاظ دونالد ترامب بملف سري عن الرئيس الفرنسي، في حين يقول أنصاره إنه رفع السرية عن هذه الوثائق.

وفي هذا الإطار، أشارت مساعدة سابقة لهيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية والمرشحة الرئاسية الأمريكية السابقة، إن ترامب كان لديه فضائح تخص ماكرون، وأن ذلك قد يكون مفيدا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

هل يستغل بوتين ملف ماكرون؟ 

وقالت جينيفر بالميري، مديرة حملة كلينتون في انتخابات عام 2016، في تغريدة عبر تويتر، إن المعلومات المتعلقة بماكرون التي عُثر عليها بمنزل ترامب، يمكن أن يستخدمها زعيم عالمي بشكل ضار، في إشارة إلى بوتين، حسب موقع "بيزنس إنسايدر".

وذكر الموقع أن بالميري، يبدو أنها تشير لمعلومات محرجة أو ضارة، يمكن استخدامها لابتزاز الشخصيات العامة أو تشويه سمعتها، فيما لا يوجد حاليا معلومات رسمية كافية عن الملف الذي صادره عملاء "اف بي آي" من منتجع الرئيس الأمريكي السابق.

وأشار في تقريره إلى أن ماكرون، الذي حاول في البداية الانخراط في الدبلوماسية مع موسكو وسط الحرب الأوكرانية، لديه خلافات قوية مع زعيم الكرملين حاليا.

وكان متحدث باسم الكرملين أكد أن فرنسا تعتبر الآن "دولة غير ودية"، وأن ماكرون وبوتين لم يتحدثا عبر الهاتف منذ شهرين.

وسبق أن اتهمت بالميري عام 2017، حلفاء ترامب بالتواطؤ مع روسيا، ووصفت ترامب بأنه "مؤيد لبوتين"، لكن التحقيق الذي أجراه المحقق الخاص روبرت مولر في هذا الشأن عام 2019، لم يجد أدلة كافية لاتهام أي شخص من حملة ترامب بالتآمر رسميا بشكل غير قانوني مع موسكو.

وفي وقت سابق، اتهمت الولايات المتحدة وبريطانية قراصنة روس مدعومين من الدولة، بشن هجوم إلكتروني على حملة ماكرون الانتخابية عام 2017.

وزعمت تقارير غربية وقتها، أن هناك تعاون بين موسكو ومتطرفين يمينيين لتشويه حملة ماكرون، والتأثير على الانتخابات الرئاسية الفرنسية.

انتهاك قانون التجسس

قال ترامب إن الوثائق المصادرة تم رفع السرية عنها، موضحا أنه كان سيسلمها إلى وزارة العدلحال طلب منه ذلك.

وكشفت مذكرت التفتيش عن أن  السلطات الفيدرالية كانت تحقق مع ترامب في إتلاف مستندات حساسة، وعرقلة قوانين العدالة، وانتهاك قانون التجسس، بما في ذلكك رفض إعادة وثائق الأمن القومي، ما يمكن أن يؤدي لسجنه أو توقيع غرامة عليه.

وتصل عقوبة انتهاك قانون التجسس بحد أقصى إلى السجن مدة 10 سنوات، ويتعلق ذلك بإساءة استخدام الوثائق التي تضر بالأمن الوطني للولايات المتحدة.

كما يعد إخفاء السجلات الحكومية أو تدميرها تهمة جنائية، وإذا ثبت انتهاك ترامب لقانون السجلات الحكومية وإدانته بالقضية، قد يحرم من شغل منصب اتحادي، ويواجه عقوبة قد تصل إلى السجن 3 سنوات.

على جانب آخر، يواجه ترامب تحقيقات قضائية أخرى تتعلق بمحاولة قلب نتائج انتخابات 2020، والهجوم الذي شنه أنصاره على مبنى الكابيتول في السادس من يناير.

ولم تعلن وزارة العدل رسميا توجيه اتهامات رسيمة لترامب في إساءة استخدام لوثائق سرية، وما إذا كانت الوثائق التي عثر عليها عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي في منتجع ترامب بفلوريدا قد تضر بالولايات المتحدة أم لا.