الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رحلة العذاب..

ذهبوا لتغطية مركب الموت كادوا يفقدون حياتهم..ماذا حدث للإعلاميين اللبنانيين بعرض البحر؟

ارشيفي
ارشيفي

 لم تكن رحلة الإعلاميين اللبنانيين على مركب الإنزال والذي خصصته قيادة الجيش اللبناني لهم لمرافقة الغواصة الهندية المعنية بأعمال البحث عن زورق الموت - والذي غرق في عمق البحر منذ ما يقارب الأربعة أشهر- سهلة. 

زورق الموت 

 زورق الموت كان يحمل علي متنه نساء وأطفال إختاروا طريق الهجرة غير الشرعية بعدما سدت في وجوههم كل السبل في تأمين حياة كريمة في بلدهم الذي ينكوي بنار جهنم فكان القدر لهم بالمرصاد حيث غرق مركبهم  ليكونوا الى جوار ربهم وتنتهي رحلة البحث عن الأمن والأمان.

غرق المركب 

وبحسب صحيفة اللواء اللبنانية ؛ لم تكن رحلة الاعلاميين  بأفضل حال من رحلة الأهالي حيث المشقة والتعب والارهاق وهم يقومون بواجبهم في تغطية حدث من شأنه أن يضع النقاط على الحروف ويكشف حقيقة غرق المركب بعدما يتم إنتشاله من قبل الغواصة ويبدأ التحقيق.

رحلة شاقة ومتعبة 

وأشارت الصحيفة الي انه كان من المفترض أن يكون الإعلام شاهدا على هذه الحقيقة بدلا من تعرضه لضغوطات دفعته للتأكيد على أن رحلة البحر شاقة ومتعبة في كل الأحوال فكيف هي بالنسبة لأطفال ونساء عانوا الأمرين وهم يجتازون البحر في ظروف صعبة ومركب غير مجهز ليضمن السلامة لهم؟


فما الذي جرى وما هي الحقيقة؟

بالأمس وجهت قيادة الجيش اللبناني  الدعوة لوسائل الإعلام لتغطية حدث بدء أعمال الغواصة المكلفة بالبحث عن زورق الموت على أن يمتد عملها على سبعة أيام شاقة وهذا ما لفت إليه قائد القوات البحرية العقيد الركن هيثم ضناوي في كلمته الصباحية وهذا ما أكد عليه الضناوي  أن مهمة الغواصة صعبة وعلينا أن نتوقع كل شيء.

واستطردت الصحيفة في تقريرها قائلة " وبالفعل كان يجب توقع ما يمكن أن تتعرض له وسائل الإعلام في عرض البحر لتغدو مهمتها مستحيلة وبدلا من أن تكون شاهدا باتت تحتاج الى من يشهد على معاناتها لفترة تجاوزت الأربع ساعات وهذا ما لم يكن مقررا عند الإنطلاق من مرفأ طرابلس عند الساعة الثامنة والنصف حينما صعد الاعلاميون الى ظهر المركب وإنطلقوا في رحلتهم ضمن مهمة تهدف الى تصوير الغواصة وهي تنزل للمرة الأولى في النقطة التي تحددها حيث المركب العالق في عمق البحر.

رحلة بلا ماء 

وتواصل الصحيفة اللبنانية قائلة : وبعد إجتياز مسافات بعيدة عن اليابسة وصل المركب مقابل الونش الذي يحمل على متنه الغواصة والمكان على بعد أميال من جزيرة رامكين، وهنا بدأت المعاناة ساعات طويلة من الإنتظار ، الصحفيون يترقبون لحظة نزول الغواصة لكن طال الإنتظار تحت أشعة الشمس الحارقة وفي ظل عدم تأمين الضرورات الملحة لهذه الرحلة ومنها المياه على أقل تقدير بدأت شرارة الغضب تظهر على الوجوه خاصة بعدما بدأ العطش يطيح بصبر الاعلاميين وتبادرت لأذهانهم حادثة إحدى قوارب الهجرة حينما لجأ أب الى مياه البحر المالحة ليروي بها ظمأ أحد أطفالها الذي ما لبث أن توفي.

وارجفت الصحيفة : مأساة تحدث عنها العديد من الاعلاميين الذين طلبوا المياه من عناصر الجيش مع إيجاد التفسير لكل هذا التأخير فما كان منهم إلا أن رفضوا الإجابة مع الإشارة الى عدم وجود المياه على متن المركب والعطش الذي يعاني منه الصحفيون يعانون هم منه.

إغماء الإعلاميين 

واضافت الصحيفة : معاناة استمرت لساعات الى أن بدأت حالات الإغماء في صفوف الصحفيين الأمر الذي أدى الى حالة من الفوضى استدعت تحركات سريعة لعناصر الجيش الذين عملوا على تأمين المياه ( والتي ظهرت في حينها) وبدأت عمليات الإسعاف في الوقت الذي علت فيه الصرخة طلبا بالعودة الى البر هربا من المعاناة ولم يعد أمام الاعلامي أي رغبة في تصوير حدث لم تكتمل فصوله.

وختمت الصحيفة تقريرها عن الرحلة : وفي طريق العودة بدأت البيانات تظهر على وسائل التواصل الاجتماعي والصادرة عن قيادة الجيش والتي أكدت بأن الغواصة لم تقم بمهامها بسبب الرياح العاتية وهذا ما لم يكن ظاهرا خلال الرحلة مما يطرح الكثير من علامات الإستفهام حول ما الذي جرى بالتفصيل ولماذا وضعت الوسائل الإعلامية أمام خيار وحيد وهو العودة قبل تحقيق الهدف؟