الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بالإنابة عن القارة السمراء.. كيف تستعد مصر لاستضافة مؤتمر المناخ COP27| تحليل

مؤتمر المناخ COP27
مؤتمر المناخ COP27

مؤتمر المناخ.. تتعامل مصر مع قضية التغيرات المناخية ومؤتمر المناخ باهتمام كبير، وتدرس تطوراتها باستمرار، ولأن مصر من الدول المتأثرة بظاهرة التغيرات المناخية، فإن سياستها في هذا الملف تتجه لرفض أي التزامات إجبارية على الدول النامية لمواجهة أثار هذه الظاهرة، بسبب أنها من أكثر الدول المعرضة للمخاطر الناتجة عن تأثيرات التغيرات المناخية، على الرغم من أنها من أقل دول العالم إسهاما فى انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى عالميا.

استعدادات مؤتمر المناخ بشرم الشيخ

وفي هذا الصدد، استقبل سامح شكري وزير الخارجية، الرئيس المعين للدورة ٢٧ لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ، صباح اليوم الإثنين، آلان ريتشارد دونواهي، رئيس الدورة ١٥ لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر.

وقدم الوزير شكري خلال اللقاء التهنئة على استضافة كوت ديفوار الناجحة للدورة ١٥ لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر بمدينة أبيدجان في مايو الماضي، وهي الاتفاقية التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً باتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ، مرحباً بمخرجات الدورة ١٥ لمؤتمر الأطراف ممثلةً في "نداء أبيدجان" الذي سيتم تناوله خلال مؤتمر COP27 المقرر انعقاده في مصر خلال شهر نوفمبر المقبل، أخذاً في الاعتبار كون التصحر أحد التداعيات الأكثر شدة لتغير المناخ. 

وتم عقد أول اجتماع لمؤتمر الأطراف في برلين بألمانيا في مارس 1995، كما تم اختيار مصر لاستضافة الدورة القادمة (COP27) نيابة عن القارة الأفريقية، ومن المقرر ان يعقد المؤتمر في مدينة شرم الشيخ خلال الفترة من ٦ -١٨ نوفمبر ٢٠٢٢، وتركز مصر خلال استضافتها على الموضوعات الملحة ذات الأولوية في القارة الافريقية خاصة والدول النامية عامة كموضوعات التكيف وتمويل المناخ.

أهم القضايا التي سيناقشها المؤتمر 

ويقول الدكتور ماهر عزيز استشاري المناخ والخبير البيئي، إن ظاهرة التصحر واحدو من أخطر الظواهر التي ترتبت أيضا على التغيرات المناخية، لأن التغيرات المناخية تسببت في تغير أحزمة الأمطار، وتغير كثافة وشدة التهطال، حيث أن تلك التغيرات المناخية تسببت في تغير بعض أنظمة البيئة. 

وأضاف عزيز- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن تلك التغييرات تسببت في تغير الأماكن الممطرة أصبحت غير ممطرة، والعكس صحيح، واختل الرجيم التي كان يوجد بالبيئة، وتصحرت الأماكن التي تخلت عنها الأمطار، مما أثرت على السكان التي كانت تتواجد في تلك الأماكن وتعتمد على تلك الأراضي في مصدر غذائها. 

وأشار عزيز، إلى أن ظاهرة التصحر في بعض المناطق أدت إلى حدوث هجرة داخلية للسكان في هذه المناطق التي تصحرت، مما يزيد كثافات غير متزنة على الأماكن الصالحة للسكن، وبالتالي هناك خلل أساسي ناتج عن التغيرات المناخية في الأمطار، تسبب عنها التصحر، ولكن هناك اتفاقية لمواجهة التصحر والتغير البيولوجي وتغير المناخ، فهناك علاقة وثيقة بين كل تلك التغيرات المناخية، وهو ما يهدف إليه مؤتمر المناخ التي سيعقده الدولة المصرية في نوفمبر القادم بشرم الشيخ. 

مؤتمر المناخ سيواجه ظاهرة التصحر
مؤتمر المناخ سيواجه ظاهرة التصحر

الاستعدادات الخاصة بالفنادق قبل المؤتمر 

واستعدادا لمؤتمر المناخ، طلب اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء من مديري الفنادق والمنتجعات السياحية تركيب إنترنت فائق السرعة قبل انعقاد مؤتمر التغير المناخ .

وطالب المحافظ الجميع بالانتهاء من جميع الاستعدادات الخاصة للفنادق منها توصيل كابلات الإنترنت الفائق السرعة، وتركيب وحدات شحن السيارات والحافلات بالكهرباء ـ وتشغيل الطاقة الشمسية بالفنادق.

كما وجه فودة  بسرعة الانتهاء من أعمال التشجير و الزراعات وأحواض الزهور والتجميل امام الفندق كل في نطاق فندقه في إطار التحول للأخضر وتحويل شرم الشيخ مدينة ذكية صديقة للبيئة مع الحفاظ على الاستدامة.

ومن ناحية أخرى، تم توقيع بروتوكول للتعاون بين العربية للتصنيع ومجموعة المصريين للاستثمار وشركة برق الإماراتية للمركبات الكهربائية، بمقر العربية للتصنيع بالقاهرة بحضور كل من الفريق عبد المنعم التراس رئيس الهيئة العربية للتصنيع، ورجل الأعمال أحمد أبو هشيمة مؤسس مجموعة المصريين للاستثمار، وأحمد سهيل فارس المزروعي الشريك المؤسس لشركة برق الإماراتية للمركبات الكهربائية.

جهود رئاسية لقضية تغير المناخ 

ويأتي هذا البروتوكول في إطار جهود مستمرة تقوم بها الهيئة العربية للتصنيع، لتنفيذ توجيهات الرئيس السيسي بتعزيز التعاون مع كبرى الشركات الصناعية المتخصصة  لتوطين صناعة المركبات الكهربائية في مصر بداية بمراحل التجميع وصولاً إلى التصنيع المتكامل، وذلك في إطار تنفيذ الإستراتيجية الوطنية للتحول الأخضر، والتعاون في تقديم منظومة النقل والخدمات اللوجستية الذكية الصديقة للبيئة، وتصنيع الدراجات الكهربائية الخفيفة والثقيلة لصالح السوق العربي والإفريقي .

كما أطلقت الحكومة المصرية فى 19 مايو 2022 "الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ في مصر 2050" كأحد أركان ضمان جودة واستمرار مشاريع التنمية، والنجاة من كوارث المناخ ، الأمر الذى عكس الخطوات الكبيرة التى قطعتها مصر وما زالت فى طريق العمل المناخى محليا ودوليا لمواجهة أزمة تغير المناخ التى تشكل تهديدا لكافة مناحي الحياة بخطين متوازيين هما تقليل الانبعاثات والتعامل مع التغيرات المناخية المحتملة.

والجدير بالذكر، أنه من ضمن استعدادات مصر لقمة cop 27، شارك الرئيس عبدالفتاح السيسي في 17 يونيو 2022 عبر الفيديو كونفرانس فى قمة منتدى الاقتصاديات الكبرى حول الطاقة وتغير المناخ الجمعة 17 يونيو 2022، وذلك تحت رعاية الرئيس الأمريكى "جو بايدن"، ومشاركة لفيف من رؤساء الدول والحكومات وسكرتير عام الأمم المتحدة .

الرؤية المصرية لمواجهة تغير المناخ 

كما أشار الرئيس السيسى إلى أنه مع قرب انعقاد الدورة الـ ٢٧ لقمة المناخ العالمية في مصر وما تمثله من فرصة سانحة لإعادة التأكيد على التزامنا بدعم وتعزيز جهود مواجهة تغير المناخ والتكيف مع آثاره السلبية، والبناء على الزخم الدولي والإرادة السياسية المتوافرة من كافة الأطراف لهذا الغرض.

وتتمثل الأهداف والرؤية المصرية في أن يكون مؤتمر المناخ cop27 مؤتمرا للتنفيذ حيث يهدف إلى الخروج بنتائج موضوعية شاملة وطموحة ومستندة إلى قواعد تتناسب مع التحدي القائم على النواحي العلمية؛ مسترشدة بالمبادئ التي تستند إلى الاتفاقيات والقرارات والتعهدات والالتزامات، منذ اتفاق باريس2015 إلى مؤتمر جلاسكو عام 2021.

وتستضيف مصر المؤتمر نيابة عن القارة الأفريقية وتسعى مصر من خلاله إلى تسريع العمل المناخي العالمي عن طريق الحد من الانبعاثات وزيادة جهود التكيف وتعزيز تدفقات التمويل المناسبة للدول الأفريقية والنامية.

كما وضعت مصر فى إطار الحد من تأثيرات التغيرات المناخية استراتيجية تنمية منخفضة الانبعاثات حتى عام 2030 والتي يجري تحديثها حتى عام 2050 لتتناول خطط التنمية الوطنية وخطط تغير المناخ في إطار متسق ومتناغم، ووضع استراتيجية الطاقة المستدامة لمصر 2035 والتي تستهدف زيادة مساهمة الطاقة المتجددة في توليد الكهرباء وتحسين كفاءة الطاقة، وتنفيذ العديد من مشروعات الطاقة المتجددة (مثل مشروعات طاقة الرياح، مشروعات الطاقة الشمسية بقدرة 1,6 جيجا وات في بنبان بأسوان).

وتعد مصر واحدة من أكثر الدول عرضة للآثار السلبية لتغير المناخ على العديد من القطاعات منها السواحل والزراعة والموارد المائية وقطاعات الصحة والسكان والبنية الأساسية ، وهو ما يؤدي إلى إضافة تحد جديد إلى مجموعة التحديات التى تواجهها مصر فى إطار سعيها لتحقيق أهداف التنمية المستدامة ، حيث تولى رؤية مصر 2030 أهمية لمواجهة الآثار المترتبة على التغيرات المناخية، من خلال وجود نظام بيئي متكامل ومستدام يعزز المرونة والقدرة على مواجهة المخاطر.