عندما دخلت ماسبيرو لأول مرة في عام 2014 كنت في غاية السعادة ليس لأنني سأتحدث في برنامج عن أحد كتبي. ولكن لأنني لم أتوقع يومًا أن أكون في هذا المكان المجيد . المكان الذي كان به عظماء مصر من علماء ومثقفين ومذيعين ومذيعات علموا الوطن العربي كله.
وبعد سنوات عندما دخلت استديو بابا شارو وتذكرت فيلم صغيرة على الحب واستعدت تواجد سعاد حسني ورشدي أباظة وسمير غانم. شعرت بشعور جميل لا أعرف أن أصفه وعندما مررت في الطرقات ووجدت أسماء المذيعين الذين اسعدونا سنوات مكتوب على باب الاستديو وشاهدت تابلوه الصور الكبير الذي يحمل صور جميع المذيعين الكبار الذين كنت اتابع برامجهم زيارة الي مكتبة فلان وفنجان شاي وقال الفيلسوف و برامج التلفزيون النادي الدولي وبرامج الاطفال م ٧ وسينما الاطفال و غيرها الكثير و تخيلت أماكنهم و تواجدهم وتمنيت لو كنت في عصرهم لاراهم واسلم عليهم .
ماسبيرو ليس مجموعة من الغرف المبطنة بالعوازل الغالية الثمن والتي تسمي استديو . وليس مبنى من طوب واسمنت وهياكل خرسانية .
ماسبيرو هو نبض شعب، ماسبيرو الشاهد على الدولة المصرية والذي يقول للعالم كله هنا مصر هنا القاهرة . هنا بدأنا نعلم العالم ماهو الارسال وما هو البث المباشر.
ماسبيرو يوم خاطب الزعيم جمال عبد الناصر عمال الموانيء في الدول العربية فتوقفوا عن تحميل السفن الأمريكية بالبضائع في المغرب وفي تونس وكل الدول العربية . ماسبيرو كان يبث للعالم العربي ما يدور وما يحدث وكان وسيلة الاخبار الأولى والوحيدة.
ماسبيرو ليس مكان للبث فقط، ماسبيرو مثل الهرم مع اختلاف الأزمنة واختلاف التقنيات ولكن ليس اختلاف الحب .
ماسبيرو هو هرم الأجيال الحالية والمعاصرة.
هو رمز فلماذا نخرب الرموز . صحيح المبني يحتاج صيانة. ولكنه مازال شاهدا على كل ما حدث في الفترات الأخيرة، منذ نشأته والي الآن، اتركوا ماسبيروا كما هو لسان الدولة في مكانه الجميل المميز . صحيح ليس هو كمبني الذي يبث والذي يتحدث و البرامج ممكن تقدم من اي مكان . ولكن هو تاريخ على مصر الحديثة بعد إلغاء الملكية هو الجوهرة الجميلة التى تطل على النيل فتشع على مصر والعالم .
اتركو ماسبيرو شاهدا على مصر التي كانت منارة العالم يوم كان العالم يغط في النوم في الصحاري والجبال، علكم تعلمون أنه يوجد فى أمريكا متحفا ؟ تعرفون ماذا به ؟ به ملابس الفنانين الاوائل والقدامى، وله زوار يدفعون تذكرة للزيارة، يريدون صناعة مجد لهم من لاشيء، ونحن نريد أن نهدم مجدنا . لماذا ؟ ولأجل من ؟.
من يريد تحويل ما سبيرو لاي شيء غير أن يكون مقر الإذاعة والتلفزيون فهو حاقد على بلدنا وعلى حضارتنا السابقة لهم والمتقدمة عليهم.
اتركوا ماسبيروا وحاولوا أن ترجعوه كما كان منارة العالم جددوا ولكن لا تغيروا النشاط فهو ليس محلا تجاريا.