الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سيناريو كارثي ينتظر العالم حال استمرار الحرب في أوكرانيا 3 شهور| تفاصيل

الأزمة الروسية الأوكرانية
الأزمة الروسية الأوكرانية

ألقت الأزمة الروسية الأوكرانية بآثارها على اقتصادات العالمية أجمع ولم تفرق بين الدول الكبرى والنامية بل كان واقعها كارثيا على الجميع، ودفعت البلاد نحو التضخم بشكل غير مسبوق، متسببة في أزمات طاقة وغذاء، ما أدى أيضا إلى ارتفاع الأسعار في العالم وتكبدت الاقتصادات خسائر كبيرة.

الأزمة الأوكرانية الحرب الأطول

وقال المفكر الاستراتيجي اللواء سمير فرج، إن الأزمة الروسية الأوكرانية هي أطول حرب حدثت داخل القارة الأوروبية، منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية.

وأضاف فرج- خلال تصريحات إعلامية، أن ما يحدث بين موسكو وكييف أثر على جميع دول العالم، وكان من المقدر ألا تستمر هذه الحرب كل هذه المدة، منوها بأن الحرب بين روسيا وأوكرانيا مستمرة حتى دخول الشتاء، مؤكدا أن الولايات المتحدة الأمريكية تهدف لإطالة الحرب الروسية مع أوكرانيا، بهدف إنهاك موسكو من الناحية الاقتصادية.

وأشار فرج، إلى أن  الأزمة الروسية الأوكرانية تم تصنيفها من قبل العسكريين على أنها حرب محلية محدودة بين دولتين، وعلى الرغم من أنها محلية إلا أن لها تأثيرها على العالم، موضحا أن الشتاء المقبل سيكون قاسيا على القارة الأوروبية، موضحا أن روسيا تصدر ما يقرب من 50٪ من الغاز لأوروبا، وأن خلال الثلاثة أشهر المقبلة سيتغير شكل المنطقة بالكامل بل العالم.

وفي هذا الصدد قال الكاتب المتخصص في العلاقات الدولية،  نبيل نجم الدين، إن الأزمة الروسية الأوكرانية التي دأبت باجتياح روسيا للأراضي ‏الأوكرانية، تطورت من تخريب وهدم وتدمير للمدن، إلى قتل ونزوح ‏للملايين من المدنيين الأوكرانيين وتركهم لديارهم، موضحا أن هذه ‏الحرب يمكن وصفها بالحرب الأكبر في الساحة الأوروبية منذ نهاية ‏الحرب العالمية الثانية من حيث كمية النيران وكمية المباني التي ‏هدمت وكمية الخسائر في الأرواح وحجم التداعيات المحلية عبر ‏المستوي  الروسي والأوكراني وعلي المستوي الاقليمي الأوروبي ‏والبعد الدولي‎.

الحرب الروسية خلفت خرابا شاملا‎ ‎

وأضاف نجم الدين - خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن هناك 3 ‏تداعيات خلفتها الحرب الروسية، وأولها التداعيات المحلية وهي أن ‏اجتياح الجيش الروسي لأوكرانيا والدمار الشامل الذي أحدثه في ذلك ‏البلد فإنه يحتاج ما لا يقل عن 500 مليار دولار، لإعادة أوكرانيا إلى ‏ما كانت عليه قبل 195 يوما، ‏فقد خلفت هذه الحرب خرابا شاملا للمنشآت والطرق والموانئ والمدن ‏والمزارع الأوكرانية.

وأكد نجم الدين، أن موقف روسيا اليوم لم يكن ‏كما كان قبل الحرب، والدليل على ذلك التغيرات المستمرة في قيادة ‏القوات المسلحة الروسية،  كما أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ‏وضع نفسه بهذه الحرب وهذا الاجتياح المسلح لأوكرانيا وضع نفسه ‏في اختبار سياسي كبير، فإما أن ينتصر في هذه المغامرة العسكرية او يخسر، وحيث أنه  لا ‏يرى سوى الانتصار من حيث انه يحلم بروسيا جديدة، فإن هذة الحرب ‏مرشحة للامتداد ..بما في ذلك من استمرار النزيف الاقتصادي ‏والبشري والعسكري الروسي المر الذي سينعكس بلا شك على ‏مقومات ومصداقية القيادة الروسية شعبيا وحزبيا.

وأشار نجم الدين، إلى أن تعاظم التداعيات الاقليمية الاوروبية في ‏اوروبا الشرقية والغربية، فهناك تغيرات جيوسياسية تجري في اوروبا ‏الغربية، فقد كانت هناك دولتان أوربيتان علي الحياد ومع استمرار ‏الحرب طلبًا للانضمام للاتحاد الأوروبي، وبشكل عام نستطيع القول إن ‏الاتحاد الاوروبي يتحول وبسرعة واضحة الي قوة جغرافية سياسية، ‏وهناك اصوات في اوروبا تطالب ان علي الاتحاد الاوروبي الاستقلال ‏بخططه الدفاعية، ليصبح قوة دفاعيه مستقلة عن الولايات المتحدة ‏الأمريكية.

وتابع نجم الدين: "اما ‏عن التداعيات الدولية، فقد خلفت الحرب الروسية تداعيات دولية ‏حادة، وأولها أزمة الغذاء، واتضح أن اوكرانيا هي المورد الكبير ‏للقمح على المستوى الدولي ومنذ اندلاع الحرب انعكست هذه الحرب ‏علي الصادرات الاوكرانية، الأمر الذي إذا استمرت الحرب لشهور ‏قادمة فإن العالم معرض للاصطدام بكساد عالمي كذلك الكساد الذي ‏ضرب العالم منذ مئة عام .

موسكو تفرض العملة الروسية

وأوضح نجم الدين،إلى أن التغييرات التي ‏تطرأ على التجارة الدولية وتحديداً على أسواق وبورصات الدولار ‏والذهب ..فمن حيث الدولار أطاحت الحرب الروسية الأوكرانية بعرض ‏العملة الأمريكية بشكل مباشر وغير مباشر وأعلنت كل من روسيا ‏والصين  اعتمادهما العملات المحلية من الروبل الروسي واليوان ‏الصيني في التجارة بينهما.

واستردف نجم الدين: "اتجاه موسكو لفرض العملة الروسية ‏الروبل في صادرات الغاز إلى أوروبا كل هذا البدايات الغير مسبوقة ‏في سوق العملات الدولية ستترك آثارا بعيدة المدى على التجارة ‏الدولية وستدفع دولا أخرى إلى السير في طريق بعيد عن الدولار ‏وإعتماد عملات محلية بدلا من الدولار في تجارتها الخارجية‎."‎

واختتم: "في النهاية نستطيع القول إن إجتياح روسيا لأوكرانيا أحدث صدمة ‏إقتصادية وسياسية محلية وإقليمية ودولية وإذا إستمر هذه الحرب إلى ‏بداية العام القادم 2023م فإن الصدمة سستحول إلى بداية دخول ‏الكون في عالم جديد مختلفة ملامحه السياسية والاقتصادية هذا ‏بفرضية أن الرئيس الروسي بوتين لم يستخدم الخيار النووي الصفري ‏ولهذا حديث مختلف".

ومن ناحية أخرى، نتيجة للعملية العسكرية التي أطلقتها روسيا في أوكرانيا، أطلقت الدول الغربية مجموعة كبيرة من العقوبات ضد موسكو ما زاد الأمر سوءا وارتفعت الأسعار بشكل كبير بعد فرض العقوبات خاصة أسعار الطاقة والبترول وأصبح هناك عجز في كميات البترول التي يحتاجها العالم.

ولم تقف روسيا صامتة أمام العقوبات التي فرضتها عليها الدول الأوروبية بجانب الولايات المتحدة، فقد ردت الأولى بمجموعة عقوبات أخرى قامت من خلالها بخفض نسب الغاز إلى الدول الأوروبية مثل ألمانيا وإيطاليا وقطعها نهائيا عن دول أخرى مثل فنلندا والسويد، ما ترتب على هذه العقوبات زيادة في أسعار الطاقة وعمل أزمة عالمية في التضخم الاقتصادي.

تأثيرات الأزمة الروسية الأوكرانية 

كما أدت الأزمة الروسية الأوكرانية إلى خفض نسب الإمداد من  المواد الغذائية من القمح، خاصة وأن كلا من روسيا وأوكرانيا يعتبران أكبر مصدري القمح في العالم وهما سلة العالم الغذائية من حبوب القمح، وبذلك فقد قلت نسب القمح في العالم وأصبحت هناك مشكلة حقيقية في الغذاء ما أثر على باقي السلع الأساسية.

ومن جانبه، أكد الدكتور محسن السلامونى أستاذ الاقتصاد بجامعة لندن للعلوم الاقتصادية، أن المواطن الإنجليزي لم يتعرض لـ المواقف الحالية منذ سنوات طويلة جدًا، مؤكدًا أن الأزمة الروسية الاقتصادية أثرت كثيرًا على أوروبا وإنجلترا.

وأضاف أستاذ الاقتصاد بجامعة لندن للعلوم الاقتصادية، خلال تصريحات إعلامية، أن أوروبا تتعرض لت أزمة طاقة كبيرة، وهذا يؤثر على الصناعة، و على حياة المواطنين بشكل عام.

ولفت إلى أنه يتوقع غلق مصانع فى لندن، و فى أوروبا بالكامل، بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية، وعدم التقدير الصحيح، بعد القرارات التى تم اتخاذها ضد روسيا.

أوروبا تعاني من نقص الطاقة

وأشار إلى أن المصانع فى أوروبا تعانى بسبب نقص الاحتياطي الاستراتيجي للطاقة، وذلك بعد الاستعانة به، وأن الجميع شاهد مناشدة الرئيس الفرنسي، لـ شعبة بتقليل استخدام الطاقة، وأنه سيحصل على كهرباء من ألمانيا.

والجدير بالذكر، أن هناك استمرار تفاقم الأزمات الاقتصادية والسياسية جراء الحرب الروسية التي من المتوقع أن تستمر لسنوات نتيجة تصاعد الصراع بين الولايات المتحدة وحلفائها من جهة وروسيا وحلفائها من جهة أخرى.

تطورات الأزمة الروسية الأوكرانية أصبحت سريعة وعواقبها الإنسانية مدمرة خاصة وأن روسيا تحقق نجاحات عسكرية كبيرة في أوكرانيا وآخرها السيطرة على لوجانسيك، حيث أن أغلب دول العالم تأثرت اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا بهذه الحرب التي ألقت بظلالها في وقت قياسي، مقارنة بغيرها من الحروب.

ومنطقة الشرق الأوسط كانت من أكبر المناطق التي تضررت اقتصاديا بعد دول الاتحاد الأوروبي، خاصة وأن منطقة الشرق الأوسط ودول شمال شرق إفريقيا بحكم قربها من مناطق الصراع وأنها من أكبر الشركاء التجاريين للدول الفاعلة في الأزمة الأوكرانية.