الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

العرب والأزمة الروسية الأوكرانية.. هل تنجح جهود الوساطة في وقف آلة الحرب

الأزمة الروسية الأوكرانية
الأزمة الروسية الأوكرانية

تعمل الدولة المصرية على مواجهة تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية التي ألقت بظلالها على دول العالم أجمع ومن بينها مصر.

وتباطأت حركة الصادرات المصرية والواردات بفعل تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على حركة التجارة الدولية، بعد تأثر ملحوظ بسبب أزمة كورونا "توقفت حركة التجارة الدولية تماما بسبب فرض الإغلاق الكلي داخل بعض الدول".

موقف الدول العربية من الأزمة

وفي هذا الصدد، جدد وزير الخارجية سامح شكري، دعوة مصر لأهمية العمل على إصلاح منظومة الأمم المتحدة، وعودة المجتمع الدولي إلى الاعتماد على قواعد الشرعية الدولية، المتمثلة في ميثاق الأمم المتحدة، والتعامل وفق هذه القواعد بدون انتقائية أو ازدواجية في المعايير.

ودعا شكري - في حوار مع الكاتب الصحفي علاء ثابت رئيس تحرير "الأهرام" - إلى إطلاق عملية سياسية شاملة، لحل الأزمة الروسية الأوكرانية، من شأنها أن تؤدي إلى مراعاة مصالح الطرفين، والعمل على تجاوز تصعيد العمل العسكري، مشيرًا إلى أن الوضع الراهن أصبح شديد الخطورة، في ضوء حدة التصعيد من الجانبين، والتداعيات المترتبة عليه.

ومن جانبه وجه الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي، رسالة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وشكره على دوره في التوسط للإفراج عن أسرى أجانب كانت تحتجزهم روسيا.

وقال زيلينسكي في مقابلة مع موقع "عرب نيوز" إن روسيا "لم تكن تريد تسليمنا الرعايا الأجانب لتفادي إظهار الانتصارات والمكاسب السياسية التي حققتها أوكرانيا".

زيلينسكي يتوجه بالشكر للسعودية 

وأضاف: "أود أن أتوجه بالشكر إلى السعودية على هذه الجهود، كانت المحاولة الأخيرة جيدة جدا، تمكنا من إعادة أكثر من 205 أشخاص مقيمين ورعايا بلدان أخرى".

ويقول حامد فارس، أستاذ علاقات دولية، إن المنطقة العربية بشكل عام وكل الدول العربية لديها موقف ثابت في التعامل مع الأزمة الروسية الأوكرانية وهو ضرورة حل الأزمة بالحوار، ولا بد أن يكون هناك حل سياسي للأزمة الروسية الأوكرانية، على اعتبار أنه لا يوجد هناك حل لهذه الأزمة إلا من خلا التفاوض وجلوس الطرفين الروسي والأوكراني على مائدة حوار واحدة والعمل على حل القضية سلميا. 

وأضاف فارس - خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن هناك مجهود كبير جدا قامت به الجامعة العربية من خلال تشكيل مجموعة الاتصال العربية، والتي تم تشكييها خلال مارس الماضي، وكان هناك وفد توجه إلى موسكو حينها للقاء بوزير الخارجية الروسي وتوجه أيضا إلى بولندا للقاء بوزير الخارجية الأوكراني، وذلك لإيجاد حل دبلوماسي لإنهاء هذه الأزمة. 

وأشار فارس، إلى أن مصر لها دور كبير في تلطيف الأجواء وإيجاد حل سياسي سلمي للأزمة الروسية الأوكرانية، على اعتبار أن مصر لديها علاقات مميزة مع الطرفين الروسي والأوكراني، وأيضا يكون لمصر مصلحة في انتهاء هذه الصملحة في أسرع وقت ممكن، نتيجة التداعيات الكارثية التي سببتها هذه الحرب على أزمتى الغذاء والطاقة. 

الرؤية المصرية والسعودية والأزمة 

وأكد فارس، أن السعودية أيضا من الدول الفاعلة للمشهد العربي والدولي، ولديها ثقل سياسي واقتصادي كبير، وهناك علاقات متنامية ومترابطة بينها وبين موسكو من ناحية وأيضا من الإدارة الأمريكية وبين أوكرانيا من ناحية أخرى، وبالتالي هي تسعى لإيجاد حل سياسي سلمي شامل، وتتفق مع الرؤية المصرية أنه لا حل للأزمة الروسية الأوكرانية إلا بالحوار الدبلوماسي. 

واستكمالا للجهود العربية لإيجاد حل سياسي سلمي للأزمة الروسية الأوكرانية، فأنه سبق ودعا الجانب العربي إلى مواصلة مسار المفاوضات المباشرة بين الجانبين الروسي والأوكراني، كما أكد استعداده للقيام بجهود وساطة ودعم مسار التفاوض المباشر بين الجانبين بهدف التوصل إلى إيقاف عاجل للعمليات العسكرية الجارية والبدء في مناقشة عدد من إجراءات بناء الثقة وبما يكفل حل هذا النزاع بطريقة سلمية ومقبولة من قبل الطرفين.

وسبق، وعقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اجتماعا أمس؛ لمتابعة جهود مختلف أجهزة الدولة في التعامل مع تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية، وذلك بحضور المهندس طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية، والدكتور على المصيلحي، وزير التموين والتجارة الداخلية، والسيد القصير، وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، واللواء عبد الرحمن هويدي، مدير مركز الأزمات بالقوات المسلحة، والسفير ايهاب نصر، مساعد وزير الخارجية للشئون الأوروبية، وأشرف بهي، وكيل محافظ البنك المركزي.

وأكد رئيس الوزراء، فى مستهل الاجتماع، حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، على المتابعة المستمرة لجهود الحكومة فى التعامل مع تداعيات الأزمة العالمية الحالية، مشيرا إلى أن لقاء اليوم، يأتي فى إطار الاجتماعات واللقاءات الدورية التى يتم عقدها لمتابعة مستجدات موقف التعامل مع تداعيات تلك الأزمة، وانعكاسات استمرار الأزمة الروسية – الأوكرانية على عدد من القطاعات الحيوية.

تخفيف الآثار الناجمة عن الأزمة 

ومن ناحية أخرى، أكد مجلس الوزراء السعودي برئاسة العاهل السعودي خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود على دعم المملكة للمساعي الرامية لإيجاد حل سياسي يؤدي إلى إنهاء الأزمة الروسية - الأوكرانية، ومواصلة المساهمة على الصعيد الإنساني في تخفيف الآثار الناجمة عنها.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية، أن المجلس استعرض خلال اجتماعه بمدينة جدة، نتائج مشاركة المملكة في الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة، وما أبرزته خلالها من التأكيد على الاستمرار بدعم العمل المشترك وتعزيز التعاون الدولي لمواجهة تحديات العالم، والمبادرة بكل ما يسهم للوصول لعالم أكثر سلمية وعدالة، ويحقق مستقبلاً واعداً للشعوب والأجيال القادمة. 

من جانبه، أضاف وزير الإعلام السعودي المكلف الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي، أن المجلس شدد على مضامين البيان الصادر عن المجموعة الرباعية الدولية حول اليمن، وما اشتملت عليه من إدانة التعزيزات العسكرية لميليشيا الحوثي وهجماتها داخل اليمن ما يهدد بعرقلة الهدنة، والتأكيد على دعم جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة لتمديد الهدنة وتوسيعها، والتنفيذ الكامل لشروطها.