الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مظاهرات طهران.. الآلاف يحتجون بجامعة النخبة الإيرانية

المظاهرات تخرج من
المظاهرات تخرج من الجامعات.. الآلاف يحتجون بجامعة النخبة

حولت جامعة شريف النخبوية للتكنولوجيا في إيران، ومركز  ألمع العقول في البلاد، إلى بؤرة الاحتجاج الرئيسية المؤيدة للمظاهرات الشعبية ضد النظام.

ويتولى الخريجون من هذه الجامعة أعلى المناصب الحكومية، ويخدم الآلاف منهم، في مراكز  حساسة، بما في ذلك الطاقة النووية والفضاء.

ومع اندلاع المظاهرات في جميع أنحاء إيران، التي انطلقت لأول مرة بعد وفاة مهسا أميني البالغة من العمر 22 عامًا في سبتمبر الماضي، تحولت الجامعة إلى مركز للمظاهرات المؤيدة للتغيير والمنددة بقمع الشرطة للشعب.

وفي جميع أنحاء البلاد وعلى الرغم من حملة القمع العنيفة، نزل الإيرانيون إلى الشوارع، للتنفيس عن غضبهم من القمع الاجتماعي واليأس الاقتصادي والعزلة العالمية، وهي كلها أزمات قلصت طموحات جيل الشباب والمتعلم في إيران.

وخلال الأسابيع القليلة الماضية، أصبحت هذه الجامعة بؤرة للمعارضة بعد سنوات من السكون، حيث يتولى الطلاب الآن عباءة النشاط السياسي الذي حرموا منه منذ سنوات.

ونُظمت احتجاجات كل يوم تقريبا على مدار الشهر الماضي في جامعة شريف، وتصاعدت بعد أن شنت قوات الأمن حملة عنيفة في 2 أكتوبر، مما أدى إلى مواجهة استمرت لساعات بين الطلاب والشرطة مما أثار غضبا دوليا وصدم البلاد.

 

وشهدت جامعة شريف، من بين جامعات أخرى، احتجاجات على مر السنين، أبرزها عندما أشعلت الجماعات الطلابية الماركسية والإسلامية فتيل الثورة عام 1979، قبل أن يستولي رجال الدين على السلطة.

بمجرد وصولهم إلى السلطة، عمل "الثيوقراطيون" الشباب على ضمان أن الجامعات لن تكون أبدا مكانا للمعارضة لعلمهم بدورها الريادي.

قام رجال الدين بالتضييق على الأساتذة واعتقال الطلاب المنشقين وإنشاء جمعيات طلابية قوية خاصة بهم.

لكن القضايا السياسية الملحة دفعت الطلاب دائما إلى التظاهر رغم المخاطر.

واحتج الطلاب المؤيدون للإصلاحيين في جامعة طهران في عام 1999، مما أدى إلى حملة قمع مروعة من قبل قوات الأمن التي قتلت أحد الطلاب وأطلقت النار على آخرين من النوافذ.

يقول الطلاب وخبراء إن جامعة طهران أصبحت مكبوتة على مدى عقود، ولا سيما جامعة شريف - وهي مركز عالي التقنية، لكن يعتبر أقل ليبرالية ونشاطًا من غيره في العاصمة.

ووسط العقوبات الأمريكية والتضخم الهائل، قال بعض الطلاب مازحين إن الجامعة أصبحت مطارا، حيث سارع أفضل وأذكى الطلاب إلى المغادرة إلى أوروبا والولايات المتحدة بعد التخرج.

وقال الطلاب إن نقطة التحول جاءت في عام 2018، عندما سحب الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، الولايات المتحدة من الاتفاق النووي التاريخي وأعاد فرض عقوبات قاسية.

وأقنعت العزلة والإحباط بسبب تأخر الإصلاحات السياسية العديد من الطلاب أنه لن يتحقق أي شيء من التعامل مع النظام.

بعد ذلك بعام، في خريف عام 2019، تسبب ارتفاع أسعار الوقود في حدوث أعنف اضطرابات وطنية منذ الثورة الإسلامية.

ونظمت "جمعية الشريف الإسلامية"، وهي تسمية خاطئة للهيئة التمثيلية للطلاب العلمانيين إلى حد كبير، يقول شهود لأسوشيتد برس، مظاهرات في الحرم الجامعي.

وفي عام 2020، قاطعت مجموعة الطلاب الفصول الدراسية ونظمت وقفة احتجاجية بعد أن أسفر إسقاط الجيش الإيراني لطائرة ركاب أوكرانية عن مقتل 176 شخصا، من بينهم أكثر من عشرة من خريجي جامعة شريف.

وفي وقت لاحق من ذلك العام، اعتقلت السلطات اثنين من أبرز الطلاب بتهم أمنية "جاهزة"، مما أثار الغضب أكثر.

قال ناشط في اتحاد الطلاب "ليس لدينا صناعة، نحن في وضع اقتصادي سيئ، البيئة مدمرة"، موضحا أن هذه إحدى أسباب الاحتجاج، لكن السبب الأكبر برايه "هو الحرية.. نريد فقط الأشياء الأساسية التي لدى أقراننا في جميع أنحاء العالم".

عندما انتشرت أنباء وفاة أميني بعد اعتقالها بزعم انتهاكها القواعد الإيرانية الصارمة المتعلقة بملابس النساء، صدم الطلاب.

وتُصر الحكومة الإيرانية على أن أميني لم تتعرض لسوء المعاملة في حجز الشرطة، لكن عائلتها تقول إن جسدها ظهرت عليه كدمات وعلامات أخرى للضرب بعد اعتقالها.

قال مُعين: "حتى أصدقائي المحافظون، قالوا إذا لم نخرج إلى الشوارع الآن، فلن نخرج أبدا".

وقال طلاب إن سلطات جامعة الشريف رفضت منحهم تصريح احتجاج، ورغم ذلك، تظاهرت الحشود، وراحت تردد "الموت للديكتاتور!"وهو  شعار استخدمه المحتجون في جميع أنحاء البلاد.

في 2 أكتوبر، تحولت الاحتجاجات إلى فوضى عنيفة، وفقًا لبيانات الجمعية.

وبينما هتف مئات الطلاب ضد خامنئي، داهمت قوات الأمن في ثياب مدنية الحرم الجامعي.

وشكل الأساتذة درعا بشريا حتى يتمكن الطلاب من الفرار، لكن قوات الأمن ضربت الأساتذة وطاردت المتظاهرين.

وأطلق رجال الأمن الغاز المسيل للدموع والكريات المعدنية على الطلاب الصاخبين.

وجرح عدد منهم بينما اعتقل 40 معظمهم قبل أن يفرج عنهم لاحقا.

قال أحد الأساتذة الذين شهدوا الأحداث: "كان الأمر وحشيا".

ثم تابع "من أجل مستقبلها، يجب على الحكومة أن تهتم بهؤلاء الطلاب، من الواضح أنها لا تهتم إلا بقمعهم".

واشتعلت التوترات أكثر عندما زار وزير التعليم العالي، محمد علي زولفيغول، الحرم الجامعي وبدلا من طمأنة الطلاب، اتهمهم بـ "الخروج عن القانون" وحذرهم من تحميلهم المسؤولية، وفقا لطالب هندسة الكمبيوتر الذي حضر الاجتماع.