الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عملية دهس تعيد التوتر للمشهد الفلسطيني.. ماذا صنع البطل الشهيد محمد الجعبري

الجعبري
الجعبري

تقبع فلسطين منذ 75 عاما تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي، ويعاني شعبها من ممارسات قوات الاحتلال غير الآدمية خاصة في الخليل والقدس المحتلة وغزة والضفة الغربية وغيرها من المدن والبلدات الفلسطينية.

وتزداد الممارسات والاعتداءات الوحشية من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب العربي الفلسطيني يوما بعد يوم، وسط تجاهل تام من جانب المجتمع الدولي للصرخات الفلسطينية والنداءات بوقف الاعتداءات.

وضاق الحال بالفلسطينيين ذرعا وفاض بهم الكيل جراء ما يحدث لهم من قتل وعنف وظلم وتهجير من قبل المحتل، ونتج عن ذلك تنفيذ أعمال مقاومة متعددة كان آخرها ما حدث مساء السبت قرب مستوطنة "كريات أربع" بـ الخليل جنوب الضفة الغربية، حيث قتل مستوطن إسرائيلي وأُصيب 5 آخرون، فيما استشهد المنفذ، وهو محمد كامل الجعبري.

 

ماذا كتب منفذ عملية الخليل قبل تنفيذ عمليته؟ | اخبار فلسطين - موقع كل يوم
البطل محمد الجعبري

الشهيد  الجعبري 

والشهيد محمد الجعبري هو أستاذ التربية الإسلامية في مدينة الخليل (35 عاما)، والجعبري هو شقيق الأسير المحرر وائل الجعبري، الذي خرج بصفقة "وفاء الأحرار" عام 2011، وأبعد إلى قطاع غزة.

وبحسب موقع "واللاه" العبري وصل الجعبري إلى موقع العملية بسيارة، وتوقف بالقرب من متجر، وأطلق النار تجاه مستوطنين بالقرب منه، ومن ثم توجّه إلى حاجز تابع لجيش الاحتلال، وأطلق النار تجاهه أيضًا، قبل أن يعود إلى المنطقة الأولى التي وصل إليها بدايةً مشيًا على الأقدام، إلى أن تتمكن سيارة أمن تابعة لمستوطنة كريات أربع من دهسه وإطلاق النار عليه.

وكشف الموقع أن أول الجنود الواصلين إلى المكان جندي من لواء جولاني خارج الخدمة الرسمية ويستوطن في الخليل، وخرج من منزله بعد سماع أصوات إطلاق نار، قبل أن يتمكن مسؤول أمن المستوطنة من دهس الشهيد الجعبري (هو شقيق الأسير المحرر وائل الجعبري، المبعد إلى قطاع غزة، والذي تحرر في صفقة “وفاء الأحرار”، وهو أب متزوج ولديه طفلان).

وقالت القناة الـ12 الإسرائيلية إن قوات جيش الاحتلال والفرق الطبية الإسرائيلية احتاجت 15 دقيقةً من أجل الوصول إلى موقع عملية إطلاق النار. وأعلن صباح اليوم، عن مقتل المستوطن رونان حنانيا، الذي أصيب برأسه خلال العملية.

ونقلت إصابات المستوطنين إلى مستشفيات هداسا، عين كارم، وشعاري تسيدك بالقدس المحتلة، فيما أعلن تسريح إصابتين طفيفتين من المستشفى، فيما بقي المستوطن المتطرف عوفر أوهانا (ضابط أمن مستوطنات الخليل المعروف بتنفيذ اعتداءات على الفلسطينيين، وتنفيذ عمليات إعدام ميدانيّ) في حالة خطيرة مستقرة، بحسب ما أعلن مستشفى شعاري تسيدك. فيما أكدت وسائل الإعلام العبرية أن منزل عضو الكنيست المتطرف إيتمار بن غفير لم يكن مستهدفًا في عملية إطلاق النار.

ووصل الفلسطينيون إلى موقع العملية قبل قدوم أي جهات إسرائيلية، حيث قاموا بتوثيق المستوطن القتيل عبر أجهزة اتصال شخصية.

وعقب عملية إطلاق النار أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد تقييمًا للحالة الأمنية​، حضره وزير الأمن بيني غانتس ووزير الأمن الداخلي عومر بارليف ورئيس أركان جيش الاحتلال أفيف كوخافي ورئيس الشاباك والمفوض العام للشرطة الإسرائيلية ورئيس جهاز الأمن القومي ومسؤولون آخرون، وتقرر فيه تعزيز قوات جيش الاحتلال في المنطقة وإغلاق مدينة الخليل من مداخلها كافة.

من جانبه، قال وزير الأمن الإسرائيلي بيني غانتس، اليوم الأحد، في مقابلةٍ مع القناة الـ12 الإسرائيلية إنه أوعز بزيادة قوات جيش الاحتلال في الضفة الغربية خلال الفترة القادمة.

وعقب اجتماع أمنيّ بحضور وزير جيش الاحتلال وقادة جهاز “الشاباك” تقرر فرض إجراءات أمنية مشددة في الخليل، وتكثيف العمليات الرامية لاعتقال المشاركين في التخطيط والتحضير للعملية.

مقتل مستوطن بعملية في الخليل واستشهاد المنفذ (شاهد)
فلسطين

عملية الجعبري

واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر الأحد، 4 فلسطينيين من الخليل ورام الله، حيث اقتحمت منزل الشهيد محمد كامل الجعبري في منطقة بيت عينون في الخليل المحتلة، واعتقلت شقيق منفذ عملية إطلاق النار الشاب نبيل كامل الجعبري، وحولته إلى التحقيق، فيما أعلن جيش الاحتلال عن أخذ قياسات منزل الشهيد تمهيدًا للقيام بهدمه.

كما واندلعت مواجهات في الخليل مع اقتحام قوات الاحتلال للمدينة في عدة نقاط منها، فيما قام مستوطنون بالاعتداء على مركبات الفلسطينيين بالقرب من الحرم الإبراهيمي

وشهدت الليلة الماضية اعتداءات نفذها المستوطنون في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية. حيث أغلقت مجموعة منهم طريق وادي السعير ورشقوا مركبات الفلسطينيين بالحجارة، وبالقرب من بلدة حوارة والطريق الواصل بين نابلس وقلقيلية، وسجلت الاعتداءات في قرية رمون وراس كركر ودير عمار ودير نظام والنبي صالح ومحيط مستوطنة بيت إيل برام الله، بالإضافة إلى طريق المعرجات الواصل بين رام الله وأريحا.

وعقب عملية الخليل، تجمّع مستوطنون على دوار سلمان الفارسي في بلدة حوارة جنوب نابلس، وبدأوا برشق المركبات الفلسطينية بالحجارة، كما هاجموا المركبات قرب قرية المنيا شرق بيت لحم.

وأطلق مستوطنون، مساء السبت، الرصاص صوب منازل المواطنين في منطقة “واد الحصين” شرق مدينة الخليل، وحلقت طائرات عسكرية إسرائيلية في سماء مدينة الخليل.

وأغلقت قوات الاحتلال مدخل الخليل الشمالي، ومنطقة الكسارة جنوبي الخليل، إضافة إلى عدة طرق ومنافذ، منها حاجز زعترة جنوب نابلس، وبيت فوريك شرق المحافظة ذاتها، إضافة إلى المدخل الالتفافي وجسر حلحول،.

فيما أشارت وسائل إعلام عبرية، إلى أن أحد كبار قادة الاستيطان في الخليل "عوفر أوحنا" هو أحد المصابين في عملية إطلق النار، لافتة إلى أن حالته خطيرة ويخضع لعملية جراحية.

ومن جهتها قالت القناة "12" الإسرائيلية، إن فلسطينيين اثنين نفذا عملية إطلاق النار، مؤكدة "تحييد" أحدهما.

في حين قالت القناة 12 العبرية إن الهجوم لم يكن موجها تجاه منزل عضو الكنيست إيتمار بن غفير، حيث يتواجد المنزل بعيدا عن مكان العملية.

وقرر جيش الإحتلال رفع حالة التأهب في منطقة الخليل، وعزز قواته على المحاور والطرق خشية تكرار عملية كريات أربع.

تعرف على منفذ عملية الخليل الشهيد محمد الجعبري | وكالة شهاب الإخبارية
الشهيد الجعبري

توزيع الحلوى 

ورغم حالة الحصار وتوقعات استمرار الإغلاق، إلا أن المواطنين بدوا سعداء بالعملية البطولية، ولا سيما أنها أعادت اسم المدينة على خريطة العمل النضالي المقاوم. وتندر مواطنون وغردوا وعلقوا على الشبكات الاجتماعية بكل ما يعكس هذه الفكرة التي تدعو للفخر والبطولة، حيث منحت المواطن الخليلي إحساساً عالياً بالنفس كطرف فاعل في مقاومة الاحتلال ومستوطنيه.

ظلت المدينة، الكبيرة نسبياً، مستيقظة فرحاً، حيث وزع مواطنون الحلوى بعد نجاح عملية الجعبري في قتل مستوطن، وإصابة أحد أبرز المستوطنين المتطرفين الذين يسكنون في المدينة، ويعملون جاهدين على سرقة أراضيها ومبانيها التاريخية.

واستخدم مواطنون ونشطاء فلسطينيون لغة مليئة بالنكتة والفكاهة والتندر، حيث عبّروا عن أن المدينة التي تمثل جزءا أساسيا من الاقتصاد الفلسطيني تنال حصتها من الحصار الإسرائيلي.

ومن جانبه قال الدكتور جهاد الحرازين،  القيادي بحركة فتح، وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن جرائم الاحتلال الاسرائيلى على الشعب الفلسطيني وأرضه تتواصل من خلال الإقتحامات والإعدامات اليومية التى تطال الشباب الفلسطيني الأمر الذى لم يعد مقبولا ولا يمكن القبول باستمراره خاصة إن هناك مزادا انتخابيا اسرائيليا على الدم الفلسطيني من يقتل ويقتحم ويبني المستوطنات ويصادر الأرض.

وأضاف الحرازين في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن اليهود يزداد على الأرض الفلسطينية بالحصول على مقاعد أكبر بالكنيست الاسرائيلي ولذلك جاء الرد الفلسطينى من قبل الشباب الذين انعدمت وأغلقت بوجوههم كافة الآفاق المستقبلية نتيجة سياسات الإحتلال لتبدأ حالة من حالات العمل المقاوم الفلسطيني الفردي بعمليات تستهدف الإحتلال وقواته ومستوطنيه الذين يقيمون على الأرض الفلسطينية ويمارسون العربدة والتخريب والتدمير ومهاجمة الأهالى الأمنين ببيوتهم.

ولفت الحرازين أن ما يدور بمدينة الخليل هو نفس ما يدور بنابلس وجنين ورام الله وطولكرم وبيت لحم فلا يوجد مكان أو بقعة من الأرض الفلسطينية لم يشهد الاقتحامات والاعتقالات وعمليات القتل بشكل يومي هذا الشيء دفع العديد من الشباب الفلسطيني ليأخذ على عاتقه مسؤولية الدفاع عن أرضه وأهله وشعبه ومقدساته من دنس أولئك المستوطنين المتطرفين.

وأوضح الحرازين أن ما جرى بالخليل من إقدام أحد الأبطال على تنفيذ عملية تأتي فى سياق الرد الطبيعي على تلك الجرائم الاسرائيلية المتواصلة والتي جميعها يصنف في إطار القانون الدولي على أنها جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب وإبادة وأمام هذا المشهد المتكرر والذي أصبح بشكل يومى بتوديع الشهداء يوميا واعتقالات تطال العشرات واقتحامات وعمليات قتل وإعدام بدم بارد أدى ذلك إلى حالة من رد الفعل المقاوم والرافض لتلك السياسات الإحتلالية.

وأكد الحرازين أن قادة الإحتلال يحاولون التباهي والتفاخر بعمليات القتل والإعتقالات والإغلاقات غير مدركين بأن كل ذلك لن يجلب لهم أمنا أو سلاما أو اطمئنانا فهما عظمت قوة الاحتلال ستبقى عاجزة امام حالة الصمود التي يجسدها الشعب الفلسطينىي فوق أرضه ولا يوجد هناك سوى طريق واحد يجلب الأمن والسلام والاستقرار للمنطقة ودولة الاحتلال وذلك بإنهاء احتلالها للأرض الفلسطينية وإعادة الحقوق للشعب الفلسطيني وما دون ذلك لن يجلب سوى المزيد من الدمار والمواجهة.

وتابع الحرازين أنه من هنا أمام هذا المشهد المرسوم بالدماء الزكية والطاهرة لا بد للمجتمع الدولي من التحرك وتوفير الحماية للشعب الفلسطينى والكف عن التعامل مع دولة الاحتلال على انها دولة فوق القانون وإذا لم يتم لجم الإحتلال وقواته سيؤدى ذلك إلى حالة من الإنفجار لا يمكن السيطرة عليها وسيدفع الجميع ثمن ذلك دون استثناء مؤكدين على تمسك الشعب الفلسطيني بحقوقه المشروعة وغير القابلة للتصرف فى ظل منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ووفقا لذلك تعمل القيادة الفلسطينية على مدار الساعة من خلال الاتصالات والاجراءات مع دول العالم والمنظمات الدولية للجم هذا العدوان الإرهاب المنظم من دولة الإحتلال حتى لا تخرج الأمور عن السيطرة.

أيمن الرقب: غزو تركيا لسوريا هدفه عودة الإرهاب للمنطقة | بوابة أخبار اليوم  الإلكترونية
أيمن الرقب

إصرار وعزيمة

ومن جانب آخر قال  الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن الإحتلال وقبل الانتخابات الاسرائيلية بيوم واحد يكثف هجومه على جنين ونابلس والخليل.

وأضاف الرقب في تصريحات لـ “صدى البلد”، إن ردة الفعل الفلسطينية طبيعية على جرائم الاحتلال ضد شعبنا الفلسطيني خاصة بعد أن أطلق جيش الاحتلال العنان لمستوطنيه لمهاجمة الشعب الفلسطيني في القدس وقرى الضفة الغربية.

وتابع رغم كل جرائم الإحتلال ضد شعبنا إلا أن شعبنا لم ولن ينكسر أو ينهزم وكل ما يفعله الإحتلال يزيد شعبنا إصرار وعزيمة.