650 عربة قطارات روسية ومتحف سكة حديد .. نقلة نوعية في قطاع النقل

حققت مصر نقلة نوعية في كافة المجالات والقطاعات، وخاصة قطاع النقل، وانطلقت خطة التطوير والتحديث لكافة قطاعات النقل، منذ 8 سنوات، منذ أن تولى الرئيس عبدالفتاح السيسي الحكم، وهو الأمر الذى أسهم بشكل ملحوظ فى تحقيق قفزة هائلة فى ترتيب مصر بالمؤشرات العالمية فى جودة الطرق.

وحققت مصر عددًا من الجوائز الدولية، فى مجال النقل، وأشادت كبريات المؤسسات الدولية بالإنجازات فى هذا القطاع الحيوى، وتقدمت مصر 5 مراكز في مؤشر الفرص اللوجستية الدولية عام 2020 بفضل جودة البنية التحتية لتحتل المركز الـ23، مقارنة بالمركز 28 عام 2019، فضلًا عن حصول مصر على الجائزة المُميزة من بنك التنمية الأفريقى لبناء الطرق لعام 2020.

صفقة عربات قطارات بين موسكو والقاهرة

وتتخطى رؤية وزارة النقل فكرة مجرد نقل الركاب والبضائع، إلى المشاركة الفاعلة فى ترسيخ مفهوم التنمية المستدامة للدولة لتحقيق التوازن المطلوب بين المتطلبات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، ولتنفيذ هذه الرؤية تم اتباع سياسة مرنة ومتطورة شاملة تشمل التوسع فى وسائل النقل لربط مصر بمحيطها الإقليمى والدولى من خلال تطوير الموانئ البحرية وطرق الربط البري والسككي والنهري مع الدول العربية والأفريقية المجاورة.

وأكد وزير النقل الفريق كامل الوزير أن صفقة عربات القطارات بين موسكو والقاهرة تسير بشكل جيد، وأضاف أنها تشمل توريد ألف وثلاثمئة عربة، مشير إلى وصول 650 عربة.

كما استقبل اليوم، متحف السكة الحديد بمحطة مصر، وفدًا رفيع المستوى من زوجات بعض الوزراء المصريين والسفراء العرب والأجانب ورجال الأعمال المصريين، في إطار الحملة التي تتبناها وزارة النقل للترويج لكافة الإنجازات التي تشهدها الوزارة حاليا بجميع قطاعاتها وخاصة السكة الحديد منذ تولي الفريق مهندس كامل الوزير، وزير النقل حقبة وزارة النقل.

كان في استقبال الوفد رئيس الهيئة القومية لسكك حديد مصر وعدد من القيادات، حيث اتسم الاستقبال بالحفاوة البالغة والترحيب بالورود وشهدوا خلال الزيارة عددا كبيرا من النماذج والوثائق والخرائط لمراحل تطور النقل والسكك الحديدية، كما أشادوا بتطوير محطة مصر وتصميمها.

ويحتوي متحف السكة الحديد على ما يقرب من 700 نموذج ومعروض، ومجموعة من الوثائق والخرائط والبيانات الإحصائية وجميعها تبين تطور النقل والسكك الحديدية، حيث تم تشييده في 26 أكتوبر 1932، وافتتح لاستقبال الزوار في 15 يناير 1933 في ميدان رمسيس بمناسبة انعقاد المؤتمر الدولى للسكك الحديدية، وتم إعادة تطويره في مارس 2016.

الطرق والسكك الحديدية

تقوم وزارة النقل بتنفيذ خطة طموحة لتطوير كل قطاعات النقل باستثمارات تصل إلى نحو 1.7 تريليون جنيه، تشتمل فى مجال الطرق والكبارى على إنشاء 7000 كم من الطرق الجديدة ليصل إجمالى أطوال شبكة الطرق الحرة والسريعة والرئيسية 30 ألف كم، وتطوير ورفع كفاءة 10000 كم من شبكة الطرق الحالية وإنشاء 34 محورًا جديدًا على النيل؛ ليصل الإجمالي إلى 72 كوبري ومحورًا على النيل وإنشاء 1000 كوبري علوي ونفق ليصل الإجمالي إلى 2500 كوبري علوي ونفق على الشبكة.

وفي مجال السكك الحديدية تم إنشاء شبكة مصر للقطارات السريعة بإجمالي أطوال نحو 2000 كم وتطوير شبكة السكك الحديدية الحالية من خلال تطوير نظم الإشارات على 4 خطوط رئيسية بإجمالي 1900 كم وتطوير أسطول الوحدات المتحركة، من خلال توريد 260 جرارًا جديدًا وإعادة تأهيل 172 جرارًا وتوريد 1300 عربة جديدة وتوريد 6 قطارات كاملة وتصنيع 1215 عربة بضائع، بالإضافة إلى تطوير المحطات والمزلقانات وتجديدات السكة، وذلك بما يحقق نقل 2 مليون راكب يوميًا، بدلًا من مليون راكب حاليًا، و13 مليون طن بضائع سنويًا بدلًا من 4.5 مليون طن.

مشروعات الجر الكهربائى

وفى مجال مشروعات الجر الكهربائى حققت مصر نقلة نوعية فى مشروعات النقل الأخضر والطاقة النظيفة، وذلك لمواجهة التغيرات المناخية بمزيج من تدابير التخفيف والتكيف بهدف الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة والتكيف لتقليل الآثار السلبية للتغيرات المناخية.

ووضعت الدولة استراتيجية للتحول إلى تشغيل نظم النقل الجماعي الأخضر صديق البيئة من خلال التوسع في تنفيذ مشروعات وسائل النقل الجماعي ذات الجر الكهربي المتطورة والحضرية وصديقة البيئة، بدلًا من وسائل النقل الجماعي التي تعتمد على استخدام الديزل وتتمثل هذه المشروعات في (مشروع القطار الكهربائي الخفيف LRT" والذي يخدم مناطق (السلام – العاشر من رمضان – العاصمة الإدارية) بطول نحو 103 كيلومترات.

كما اتجهت مصر إلى مشروع ينفذ لأول مرة وهو مشروع المونوريل، وينقسم إلى خطين رئيسيين مونوريل شرق النيل (محطة الاستاد بمدينة نصر – العاصمة الإدارية) ومونوريل غرب النيل (محطة وادي النيل بالمهندسين – 6 أكتوبر) بإجمالي طول نحو 100 كيلومتر، ومشروع استكمال تنفيذ الخط الثالث لمترو الأنفاق (عدلي منصور – إمبابة – جامعة القاهرة) بطول 41,2 كيلومتر، ومشروع إنشاء الخط الرابع لمترو الأنفاق (6 أكتوبر – القاهرة الجديدة ) بطول 42 كيلومتر.

كذلك قامت الدولة بإنشاء مشروع الخط السادس لمترو الأنفاق (الخصوص- المعادي الجديدة) بطول 35 كم، ومشروع الأتوبيس الترددي BRT على الطريق الدائري بطول 110 كيلومترات لمنع توقف الميكروباص أعلى الطريق الدائري وتشجيع المواطنين على تقليل استخدام السيارات الخاصة من خلال استخدام وسيلة نقل ركاب متميزة وصديقة للبيئة، بالإضافة إلى مشروع تطوير مترو الإسكندرية (أبو قير – محطة مصر)، ومشروع تطوير وإعادة تأهيل ترام الرمل بطول 14 كيلومترا، وشبكة مصر للقطارات الكهربية السريعة بطول 2000 كيلومتر وتشمل 3 خطوط: الخط الأول (السخنة – مطروح – الفيوم) بطول 660 كيلومترا، والخط الثاني (6 أكتوبر - الفيوم / بني سويف – الأقصر – أسوان – أبو سمبل) بطول 1100 كيلومتر، والخط الثالث (قنا – الغردقة – سفاجا) بطول 225 كم.

إضافة إلى إحلال وتجديد أسطول النقل العام بالتعاون مع الشركات المتخصصة في إنتاج أتوبيسات نقل جماعي صديقة للبيئة تعمل بالكهرباء أو بالغاز الطبيعي، حيث قدرت الدراسات المبدئية إجمالي خفض الانبعاثات الكربونية نتيجة تنفيذ هذه المشروعات بنحو 4 ملايين طن سنويًا.

ليس هناك ربح من قطاع النقل

ومن جانبه قال الدكتور حسن عبد الظاهر، أستاذ الطرق والنقل بجامعة عين شمس، إن قطاع النقل من القطاعات الخدمية المتواجدة في حياة المواطن بشكل يومي، كما أن الدولة لا تهدف للربح من قطاع النقل وتدعم الدولة هذا القطاع وتوفر له الأدوات والتي تشمل النقل البري وشبكة الطرق، وأقامت الدولة العديد من المشروعات وشبكات الطرق الداخلية التي ربطت المدن ببعضها.

وأضاف عبدالظاهر في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن الدولة عملت على تطوير قطاع السكة الحديد، وهو ما كان ينقصه التطوير على مدار 200 سنة منذ أن تم إنشاءه، وقبل 2014 كان مرفق السكة الحديد منها ومديون بـ 55 مليار جنيه للدولة، ومرتبات العاملين به تتجاوز الـ 3.5 مليار جنيه في العام في حين أن دخل السكك الحديد كان لا يتجاوز الـ 3 مليار وهذا يعني أن القطاع يأخذ 5 مليار كل عام من الدولة ليسد مرتبات العاملين فقط.

وقال عبدالظاهر إن الدولة عملت الدولة على تطوير البنية الأساسية لمرفق السكة الحديد من خلال عربات جديدة وشبكات جديدة وعربات لنقل البضائع والركاب وكذلك استحداث عربات جديدة، لأن القديمة كانت غير قابلة للاصلاح.

ولفت عبدالظاهر أن الدولة تعمل على انشاء شبكة حديدية جديدة، وتشمل هذه الشبكة انشاء شبكة قطارات كهربائية سريعة، وكذلك العمل على 3 خطوط: الأول جرين لاين أو الخط الأخضر من لسخنة لمرسى مطروح، والخط الثاني البلو لاين من أبو سومبل، والثالث هو الريد لاين من سفاجا للغرقة بطول 25 كيلو وإجمالي أطوال شبكة الطرق تصل لحوالي 1700كيلو متر طولي.

وأكد عبدالظاهر أنه تم تطوير النقل داخل المدن من خلال شبكة النقل الجماعي والنقل العام وهناك مشروع BRT كبديل للميكروباص، ومشروع المحطة التبادلية عادلي منصور والتي تضم 5 وسائل مواصلات في نفس المكان، ونعمل على مترو الأسكندرية وهناك مشروع المونوريل شرق وغرب النيل والذي سيكون له اسهام في سرعة اعمار المدن الجديدة وخاصة بعد توجه الحكومة لنقل العاصمة الادارية الجديدة.

وأكمل عبدالظاهر أن هناك القطار الكهربائي الخفيف LRT، والذي تم افتتاح المرحلة الأولى منه وهناك الكثير في مشروعات النقل البحري وتطوير موانئ وانشاء موانئ الأسكندرية، وتطوير موانئ السخنة، وهناك شراكة مع القطاع الخاص في بعض مشروعات النقل نتمنى أن تستمر وتطور لصالح الدولة والمواطن، وهناك مواقع لوجستية يتم انشاؤها على مستوى الجمهورية مما يسهل النقل على المواطن.