EN 
ترتبط المرأة مع البيئة بعلاقة قوية أشد ارتباطا وتأثيرا مقارنة بعلاقة البيئة مع الرجل، ولعل أبرز الأسباب لهذه العلاقة، كون المرأة هي الأم التي تحتاج دائما لتوفير الأمن الغذائي لها ولأطفالها، خاصة أوقات الحمل والرضاعة، كما وأن المرأة هي الأكثر عرضة للتأثر بـ التغيرات المناخية، هذا ما أكده تقرير مؤسسة ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان.
تأثير التغيرات المناخية على المرأة
وأوضح التقرير الذي يتناول دراسة التغيرات المناخية وتحديات تمكين المرأة وصناعة قرارها، ومدى تأثير التغيرات المناخية على المرأة وحقوقها، أنه أصبحت التغيرات المناخية في القرن الـ 21 حقيقة واقعية في السياسة الدولية، وذلك لأنها أثرت على حياة الملايين من الأشخاص الذين أجبروا على ترك منازلهم وهناك أشخاص مهددون بالنزوح وترك منازلهم وكذلك طالبي اللجوء لأماكن أكثر أمناً وهناك من هو عالق في مكانه مهدد بالخطر لا يستطيع اللجوء لمكان أكثر أمناً.
المرأة أشد ارتباطا بالبيئة
وأضاف التقرير أن علاقة المرأة بالبيئة أشد ارتباطاً وتأثيراً مقارنة بالرجل ومن الأسباب التي تؤدي لذلك كونها أم تحتاج دائما توفير الأمن الغذائي لها ولاطفالها خاصة في الحمل والرضاعة، فالمرأة أكثر عرضة للتأثر بالتغيرات المناخية، موضحا تأثير التغيرات المناخية على تحديات تمكين المرأة من خلال رصد أهم الآثار السلبية الناتجة عن التغيرات المناخية التي تقف حائلاً أمام تمكين المرأة وصناعتها لقراراتها.
حقوق المرأة المهدرة بسبب التغيرات المناخية
وأشار إلى أن علاقة وتأثير التغيرات المناخية على المرأة بين تغير المناخ وحقوق الإنسان علاقة معقدة ولكن هناك بعض الحقوق مرتبطة إرتباطاً مباشراً بالآثار الناجمة عن تغير المناخ ومن أبرز هذه الحقوق هي:
- الحق في الحياة الذي يتأثر نتيجة الأحداث الجوية المتطرفة.
- الحق في الغذاء والحق في التحرر من الجوع الذي يتأثر نتيجة غياب الأمن الغذائي وخطر الجوع.
- الحق في الماء الصحي الذي يتأثر نتيجة زيادة الإجهاد المائي.
- الحق في الصحة الذي يتأثر نتيجة إجهاد الوضع الصحي.
- الحق في السكن الملائم الذي يتأثر نتيجة ارتفاع مستوى المياه والفيضانات.
توصيات للحفاظ على حقوق المرأة
وقدم التقرير عددا من التوصيات الخاصة بضمان الحفاظ على حقوق المرأة بعيدة وغير متأثرة بالتغيرات المناخية أو على الأقل أقل عرضة لها كالتالي:
- المحافظة على البيئة من خلال تقليل نسبة الغازات الدفيئة من أجل مواجهة التغير المناخي.
- لا بد من جهد دولي متضافر من أجل مواجهة آثار التغيرات المناخية.
- التزام الدول بتنفيذ بنود الاتفاقيات الخاصة بالمناخ تنفيذاً فعلياً.
- الاستثمار بصورة أكبر في مجال التكنولوجيا من أجل مكافحة الآثار السلبية للتغير المناخي.
- عمل مبادرات ورش عمل تحث على مواجهة التغير المناخي وسبل التكيف معه.
- إن مسئولية مواجهة التغير المناخي لا ينبغي أن يتصدى له فئة بعينها وإنما جميع الفئات.
- الاهتمام بتعليم المرأة وتقديم الدعم المالي لها من أجل مواجهة التغير المناخي وخاصة في البلدان المتأثرة بالتغير المناخي.
- العمل على تمكين المرأة من خلال تحقيق مساواة فعلية بين الجنسين.
- مشاركة المرأة في صنع القرارات الخاصة بالتغير المناخي سواء كانت المحلية أو الدولية.
دور المرأة في العمل المناخي
في هذا الصدد، قال السعيد عبد الحافظ، رئيس مؤسسة ملتقى الحوار، إن النساء والفتيات، هم من يتحملون وطأة الصدمات البيئية والاقتصادية والاجتماعية، لكن نفس النساء والفتيات هن أيضاً من أوائل من تبنوا التقنيات الزراعية الجديدة، وأول المستجيبين عند وقوع الكوارث، وهن صناع القرار المهمين في المنزل بشأن الطاقة والنفايات. لذا لا يمكن أن يكون العمل المناخي ناجحاً أو مستداماً إذا لم يشمل النساء.
دور المرأة في مواجهة التغيرات المناخية
من جانبه، أكد الهلالى محمد، الباحث في مؤسسة ملتقى الحوار على أن للمرأة دوراً بارزاً في مواجهة التغيرات المناخي في مختلف بلدان العالم مما يدل على أن المرأة لم تقف مكتوفة الأيدي وإنما كان لها دوراً في العديد من المجالات كما يدل على أن المرأة مساوية للرجل بل ومن الممكن أن تفوقه في بعض المجالات
