الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الرئيس السيسي في الرياض.. ماذا تريد القاهرة من القمة العربية الصينية| قراءة

صدى البلد

ساعات قليلة تفصلنا عن انطلاق أعمال القمة العربية الصينية التي من المقرر أن تنطلق غدًا بالمملكة العربية السعودية، بحضور 30 قائد دولة ومنظمة دولية.

وتعبر تلك القمة في جوهرها عن عمق العلاقات الاستراتيجية والسعي لتحقيق الأهداف المستقبلية المشتركة التي باتت تجمع بين الصين والعالم العربي في مختلف المجالات.

ووصل الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة السعودية الرياض للمشاركة في القمة العربية الصينية الأولى، حيث ألتقى بنظيره الصيني شي جين بينج في الرياض، وأعرب الرئيس لنظيره عن تطلعه للأرتقاء بعلاقات البلدين.

لقاءات متكررة تجمع السيسي وشي

وصرح السفير بسام راضى، المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس الصيني أكد على اعتزاز بلاده بشراكتها مع مصر في جميع المجالات، وتطلعها لتوسيع وتنويع أطر التعاون المختلفة، فضلاً عن دعم مصر في مسيرة التنمية الحالية بقيادة الرئيس السيسي، مشيراً إلى أن مصر بها فرص واعدة للاستثمارات والشركات الصينية، ومن ثم هناك آفاق واسعة للارتقاء بالتبادل التجاري والتعاون الاقتصادي بين البلدين الصديقين.

وقال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن لديه تعليق على كلمة الأولى، فأنها الأولى على مستوى القمة، مشيرًا أننا نجتمع اجتماع شبه سنوي مع الصين، فتم التوجة إلى بكين عدة مرات، والرئيس الصيني أتى إلى القاهرة تحت مظلة جامعة الدول العربية.

وأكد بيومي - في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن دور الصين بدأ يتعاظم حول العالم مع التطورات التي يشهدها العالم، وبالتالي لا بد أن تعقد قمة عربية صينية على مستوى الدول والحكومات، وهذه القمة لها ثلاثة أوجه، أولًا ثنائي بين الصين والسعودية، ثانيًا قمة شاملة لجميع الدول العربية مع الصين، ثم قمة مع مجلس التعاون الخليجي، ومن هنا تأتي أهميتها بأنها تمتلك ثلاثة عناوين كل منها مختلف عن الأخر.

وأكد أن حضور الرئيس السيسي القمة العربية الصينية يأتي كون مصر أول دولة في العالم أقامت علاقة طيبة مع الصين واعترفت بالصين الشعبية أيام "ماو تسي تونغ"، في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ووقتها مصر دفعت ثمنا باهظا جدًا لهذه العلاقة؛ لأن جميع دول العالم دخلت في عداء معنا وعلى رأسهم أمريكا، وقيل أن العدوان الثلاثي على مصر سنة 56 كان أحد أسبابه اعتراف مصر بالصين، وبمرور الأيام والسنين كل من خالف مصر سار على نهج الدولة المصرية، فاليوم الصين أكبر شريك تجاري لأمريكا، وأكبر حائز للدولار أيضًا هي الصين. 

أهداف تسعى القاهرة لتحقيقها 

واختتم: القمة العربية الصينية ستتضمن اتعقاد مشاورات سياسية تهم الجنابين، ومن أهم المناقشات التي ستتنولها الحرب الروسية الأوكرانية، نظرًا لأن الصين تقع في معترك الخلاف الروسي مع الحلف الأطلنطي، وفي منطقة الشرق المتوسط توجد مشكلات ستطرح على النقاش حتى يكون الجميع لديه مشاركة ورؤية في هذه الملفات، مشددا على أن الدولة المصرية تهدف لتوطيد العلاقات بشكل أكثر مع الدولة الصينية من خلال تلك القمة، وفتح مجالات جديدة للأستثمار لكل من البلدين.

وقال السفير الدكتور محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن العلاقات الصينية العربية التاريخية تطورت في العصر الحديث حتى أصبحت واحدة من أهم نماذج العلاقات الودية الدولية التي تسعى لتحقيق الأمن والاستقرار والتكافل ورعاية مصلحة أطرافها، وتلك هي القواعد التي انطلقت عبر 66 عامًا منذ اعتراف مصر بجمهورية الصين الشعبية عام 1956، ومن وقتها انطلقت مسيرة العلاقات.

وأكد حجازي - في تصريحات لـ"صدى البلد"، أنه منذ ذلك الاعتراف وتطورت العلاقات بشكل مؤسسي، حيث أنها حققت العديد من المكاسب على جميع الأصعدة السياسية والامنية والاقتصادية وتنامي حجم التبادل التجاري ليصل حاليا لنحو 400 مليار دولار, وهناك استثمارات، وتعاون وتفاعل ثقافي متزايد، فضلًا عن الاهتمام بكافة القضايا والمشكلات التي تقف عائقًا أمام أمن واستقرار المنطقة العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية والتي تشاطرنا فيها الصين مبادئ القانون الدولي الملزمة لإقامة دولة فلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا لمقررات الامم المتحدة.

واختتم حجازي، أن عالمنا العربي أصبح عالم جديد يتحرك بكل حرية بين الأقطاب الدولية بحثًا عن الأمن والاستقرار العالمي، وعن علاقات تتسم بالمصالح المشتركة دون انحيازات ومع التعامل بالندية، لافتًا إلى أن البلدان العربية تدرك جيدًا ما قدمته الصين وما يمكن للعلاقات العربية الصينية ان تحققه من مكاسب تنموية واقتصادية وسياسية وامنية، مشيرًا إلى أن هذا ما تسعى إليه القيادة السياسية في مصر، فمن خلال تلك القمة سوف يكون هناك تطلعات أكبر من الرئيس السيسي والرئيس الصيني للرتقاء بعلاقة البلدين بشكل أكثر في جميع الاتجاهات سواء أن كانت سياسية أو اقتصادية تنموية.