الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هربا من قنابل الروس والبرد..هكذا يقضي أطفال أوكرانيا أعياد الميلاد تحت الأرض

أطفال أوكرانيا
أطفال أوكرانيا

"اليوم 25 ديسمبر تحتفل عائلات أوروبا بعيد الميلاد وما يصاحبها من احتفالات الكريسماس  .. وهنا تتسائل أمهات العالم كيف يحتفل أطفال أوكرانيا بهذا العيد" ... تساؤلات دائما ما صاحبت متابعة الأماكن التي تعيش وسط الحرب، وكما تسائل الجميع نفس الأسئلة مع فلسطين، أصبح الأمر أكثر قساوة، مع توالي قنابل روسيا، وصقيع موجة أعاصير الثلوج.

 

ودائما الحياة لا تتوقف، وتأتي الصور من وسط الدمار، ترسم ابتسامة براءة أطفال، وابتسامة أمل الآباء، يحيطها مظاهر البهجة .. نعم إنها من داخل أوكرانيا، لترسل لنا تلك الصور، كيف استطاع أن تحتفل العائلات بالكريسماس في ظروف حرب يسعى طرفها الأول إلى وقف الحياة بالكامل لإخضاع أصحاب الأرض .. وهنا نرصد تلك الحكاية.

 

 

صندوق بريد قديم وشجرة متواضعة داخل مخبأ المترو 

 

هنا خاركيف وصورة لهدوء الساحة المهيبة في ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا بشهر ديسمبر،  ولا توجد بها شجرة عيد الميلاد أو عرض ضوئي أو حلبة تزلج منبثقة، كما اعتاد أهلها أن ييحتفلوا بها، فهذا العام اختلف الأمر، وابتكر الأوكران طريقتهم الخاصة لرسم الفرحة على شفاه أطفالهم.

 

دانييل بروكوبينكو بالغ من عمر 17 عامًا، يرتدي معطفًا زغبًا وهو يسير في محطة مترو أنفاق: "كان كل هذا رائعًا في الماضي، ولكننا وجدنا طريقتنا الخاصة للاحتفال" .. هكذا قال لإذاعة  NPR الأمريكية.

 

ويستكمل حديثه وهو يسير في الطابق السفلي ، متجاوزًا شابًا يرتجف يبحث عن عملات معدنية ، وإلى رصيف مترو الأنفاق حيث قلة من الناس يستقلون القطار: "أصبح بديل زحام ركوب المترو أمرا آخر، حيث يتجمع معظمهم العائلات حول شجرة عيد الميلاد المتواضعة المزينة بمصابيح بيضاء متوهجة ونجمة بيضاء، يوجد بجانبها كوخ صغير به صندوق بريد حيث يمكن للأطفال تسليم الرسائل إلى باب نويل"

 

احتفالات مع استمرار القنابل

 

وفي تحدي للحياة، قرر مجلس مدينة خاركيف إقامة قرية عيد الميلاد تحت الأرض هذا العام بدلا من سحاتها الشهيرة، ففي محطة مترو أنفاق مُزينة بالثريات تعمل كمأوى من القنابل تستمر الحياة والاحتفال، مع استمرار الصواريخ الروسية في قصف منطقة خاركيف وتعريض الأرواح للخطر وإلحاق الضرر بشبكة الكهرباء.

 

تقول السلطات المحلية إن قرية عيد الميلاد التي تم تقليصها تحت الأرض تحافظ على سلامة السكان وتوفر الكهرباء أيضًا، فمنذ ربيع هذا العام، عندما كان القصف الروسي والقصف المدفعي سيئًا بشكل خاص ، يمضى الآلاف من السكان أسابيع في الاحتماء في محطات مترو الأنفاق، فمنذ 30 أبريل  تبنى المواطنون في خاركيف حياة جديدة تحت الأرض في محطات مترو الأنفاق ، حيث واجهت ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا تهديدًا مستمرًا من القصف والضربات الجوية الروسية.

 

صورا لمنزلي قبل تدميره وعودة أبي الجندي و العيش بسلام ... تلك أمنيات البراءة 

 

ولتخليد تلك اللحظات البطولية لعائلات أوكرانيا، بدأ الناس في زيارة محطة مترو في خاركيف، لالتقاط الصور مع شجرة عيد الميلاد وتسليم الرسائل إلى الجد فروست، وهنا يقول الطفل عبس ماكسيم بوشنير البالغ من العمر تسع سنوات عندما يتذكر ذلك الوقت: "أعرف أن المدينة تريد أن تحافظ على سلامتنا ، لكن الوجود هنا يجعلنا نشعر بالحزن الشديد" ، كما قال والده ، كوستيا ، بعد أن يلتقطوا صورًا لبعضهم البعض بجوار الشجرة.

 

يسير ماكسيم إلى صندوق بريد الجد فورست، ويسلم رسالة رغبات عيد الميلاد، وكتب فيها إنه يريد هديتين - بلاي ستيشن 5 وسلام، وهنا الجميع يطلب السلام وهنا أيضا الطفلة إيفا مينتسيفا البالغة من العمر 5 سنوات التي طلبت أيضًا هاتفًا لالتقاط الصور، وهنا تقول أمها سبب هذا الطلب قائلة: "القوات الروسية أجبرتهم على الخروج من منزلهم في منطقة خاركيف ، وعندما عادوا ، دُمر منزلهم، وكانت تتمنى إيفا لو كان لديها المزيد من الصور لمنزلنا حتى تتذكره".

 

في الخارج ، يصبح الجو مظلما وباردًا، خلف محطة المترو، يرتدي كوستياتين نوفيكوف البالغ من العمر 27 عامًا زي جده فروست، إنه أحمر فاتح ويبدو وكأنه نسخة أكثر روعة من ملابس سانتا ، مع تطريز ذهبي ، وأكمام مخددة وعباءة متدفقة.

 

نوفيكوف ، الممثل الذي لعب دور الجد فروست لمدة خمس سنوات ، قرر أن يعمل لأسابيع لرسم الفرحة على الأطفال، وذلك بدءا من 25 ديسمبر وحتى عيد الميلاد الأرثوذكسي في 7 يناير، 

 

وترى إيما كوتشالكا البالغة من العمر 4 سنوات نوفيكوف في دور الجد فروست خارج محطة مترو الأنفاق وتجري إليه، وتعانقه وتبتسم، وهنا تقول والدتها ، إن إيما أوصلت رسالة إلى الجد فروست في صندوق البريد في قرية الكريسماس تحت الأرض، وطلبت لعبة قطة بيضاء ناعمة ، ورجاءًا جميلة أن يعود والدها الذي يعمل جندي ، إلى المنزل قريبًا.