"تكلم حتى أراك"

بتقول إيه يا عزيزي القارئ؟، بتتكلم علشان أراك؟، لا يا عزيزي، لا أقصدك أنت بهذه العبارة، ثم الكلام ده لو إحنا على سكايب أو ياهو، لكن ده مقال، و ياريت تهدى شوية وحياة أبوك خلينا نقول الكلمتين دول ونخلص، كنت بأقول إن مقولة "تكلم حتى أراك" هي مقولة شهيرة للفيلسوف العظيم سقراط، وهذه المقولة لها قصة وهي أن سقراط كان جالساً بين تلامذيه يُحاضرهم "بالنقاش المتبادل" ولكنه قبل أن ينتهي من المحاضرة نظر إلى إحد تلاميذه والذي لم يتحدث طيلة فترة النقاش قائلاً له أيها التلميذ "تكلم حتى أراك".
بتقول إيه تاني يا عزيزي القارئ ؟، لا يا سيدي التلميذ لم يكن مختبئاً من سقراط ولا حاجة، كان سقراط يراه شكلاً فقط ولكنه كان يريد أن ينوه إلى أن الإنسان لا نستطيع أن نراه ونعرفه جيداً بدون معرفة أفكاره وأرائه ومعتقداته وبالطبع تلك بداية المعرفة إلى أن نرى أفعاله أيضاً، إيه تاني ؟ مالك يا قارئ بقيت خنيق كده ليه، ما بتفلسفش ولا حاجة ياسيدي، ويعني إيه المقال مش متوافق مع الواقع، طب يا سيدي نخليه متوافق، المفاجأة الغريبة عزيزي القارئ إن التلميذ ده كان "إخواني"، وكان مهذباً دمث الخلق بشوش حلو المعشر.
ولكنه كان لا يتكلم على الإطلاق خوفاً من الملك أو الإمبراطور أو القيصر أو الأفندي الذي كان يحكم البلاد أيام سقراط، إذ كان من معارضيه، فأحبه الناس وتعاطفوا معه بالرغم من محاولات تشويه صورته وسمعته من قِبل أجهزة الدولة (أو المملكة أو السلطنة أو الحته اللي قاعد فيها سقراط) بالكامل بما فيها الأجهزة الإعلامية.
وبالرغم من كل ذلك فقد إختاره أصدقاؤه من تلاميذ سقراط ليكون رئيس إتحاد تلاميذ سقراط والمتحدث بإسمهم (بالرغم من أنه لا يتكلم) ولكن ثقة منهم في قدراته التي لا يعلمون عنها شيئاً ولكن أحسوا أنه من المؤكد إمتلاكه لهذه القدرات و إلا لماذا يُهاجم من الدولة بكل هذه الشراسة، نرجع بقى عزيزي القارئ فلاش باك عندما قال له سقراط "أيها التلميذ تكلم حتى أراك" فرَد التلميذ قائلاً "أتكلم أقول إيه بَسّي يا آبا الحاج سُكرات"، فما كان من سقراط إلا أن خَلَعَ نعله وقذف به التلميذ وهو يتمتم "بَسّي" و "سكرات" وكمان "يا آبا الحاج" !، وصرخ في وجهه "غور أيها التلميذ لا أريد أن أسمعك أو حتى ....... أراك".