الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اللهم أهل 2023 على مصر وأهلها بكل خير.. وزير الأوقاف داعياً من السلطان حسن

وزير الأوقاف
وزير الأوقاف

ألقى أ.د محمد مختار جمعة وزير الأوقاف اليوم الجمعة الأخيرة من العام 2022، خطبة الجمعة بمسجد : "السلطان حسن" بالقاهرة، بعنوان: "عناية القرآن بالزمن وحديثه عن الأيام والسنين". 

افعل اليوم ما يسرك أن تلقى الله به غدًا

وأكد وزير الأوقاف أن القرآن الكريم قد عُني بقضية الزمن والوقت عناية خاصة، وحثنا ديننا الحنيف على اغتنام الأوقات في الطاعات، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "لا تزولُ قَدَمَا عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسألَ عن أربعٍ عَن عُمُرِه فيما أفناهُ وعن جسدِهِ فيما أبلاهُ وعن عِلمِهِ ماذا عَمِلَ فيهِ وعن مالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وفيما أنفقَهُ"، فعلينا أن نغتنم حياتنا قبل الموت، والصحة قبل السقم، والشباب قبل الشيخوخة، وهذه سنة الله سبحانه في الكون، حيث يقول سبحانه: "كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ"، ويقول سبحانه: “وَمَن نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ في ٱلْخَلْقِ أَفَلا يَعْقِلُونَ”.

وتابع: علينا أن نغتنم الفرصة قبل فوات الأوان، يقول سبحانه: "وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِّتَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا" ويقول سبحانه: "وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا"، ويقول سبحانه: "وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ"، فكل شيء عنده سبحانه بمقدار، ولكل أجل كتاب، لكن علينا أن نعلم أن عمرنا وحياتنا ما هي إلا سنوات وشهور وأيام وساعات ودقائق، يقول الشاعر:
دَقَّاتُ قَلبِ المَرءِ قائِلَةٌ لَهُ .. إِنَّ الحَياةَ دَقائِقٌ وَثَواني

ونصح وزير الأوقاف قائلاً: علينا أن نغتنم هذه الدقائق، فما من يوم إلا وينادي مناد فيقول: يا بن آدم أنا يوم جديد وعلى عملك شهيد فاغتنمني فإن غابت شمسي لن تدركني إلى يوم القيامة، أروني أي يوم مضى ثم عاد، فما مضى لن يعود، وقد قيل لسيدنا نوح (عليه السلام): يا نوح كيف وجدت الدنيا، فقال كرجل بنى بيتًا جعل له بابين دخل من باب وخرج من باب.

وتساءل: أين الآباء والأجداد؟ وأين من مضى من العلماء والصالحين والصحابة والتابعين؟ ففي الزمان معتبر لمن يعتبر، فعش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، يقول سبحانه: "إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا"، فافعل اليوم ما يسرك أن تلقى الله به غدًا.

وشدد وزير الأوقاف: هناك ما يعرف بأوقات الغفلة، وهذه الأوقات التي يغفل فيها الناس عن الطاعة تضاعف فيها الحسنات، وترفع فيها الدرجات، وتمحى فيها السيئات، مؤكدًا أن الموفق من وفقه الله ليعمل حيث الناس غافلون، ومن الأوقات التي يجب أن نغتنمها، وقت الفجر ووقت العصر، وقد علمنا نبينا (صلى الله عليه وسلم) أن نحرص على كل الصلوات، مع مزيد من الحرص على وقتي الفجر والعصر، حيث يقول (صلى الله عليه وسلم): "يتعاقبون فيكم ملائكةٌ باللَّيلِ وملائكةٌ بالنَّهارِ ويجتمعون في صلاةِ العصرِ وصلاةِ الفجرِ، ثمَّ يعرُجُ الَّذين باتوا فيكم فيسألُهم وهو أعلمُ بهم : كيف تركتم عبادي ؟ فيقولون تركناهم وهم يُصلُّون وأتيناهم وهم يُصلُّون"، نريد أن نستفيد من ذلك ونحن بين عامين، عام قد مضى نسأل الله (عز وجل) أن يتقبل منا فيه ما كان من عمل صالح، وأن يتجاوز عن التقصير، وعلينا أن نجتهد في ما بقى منه بمزيد من الطاعة، والتضرع إلى الله بالتوبة، وأن نحاسب أنفسنا فيه، فإن وجدنا من خير حمدنا الله، وما وجدنا من تقصير حاولنا أن نستدركه، فإذا لم تك…