الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ثورة الهيدروجين الأخضر|مصر تنافس بقوة وهذا نصيب دول المنطقة من إنتاجه عالميا

صدى البلد

أصبح مصطلح الهيدروجين الأخضر هو الأكثر شيوعا مؤخرا، للتحول إلى الطاقة المُتجددة، وتقليل الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية، خاصة في ظل أزمة الطاقة التي يمر بها العالم بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، فضلاً عن أزمة التغيرات المناخية، والتي ألتزمت جميع دول العالم بمواجهاتها والتخفيف من انبعاثات الغازات الدفيئة كثاني أكسيد الكربون والميثان وغيرهم، وبالتالي الأمل في ذلك هو التحول للطاقة النظيفة المتمثلة في الهيدروجين الأخضر.

سباق عالمي على الهيدروجين 

وشهدت السنوات الماضية زخما كبيرا في مشاريع الهيدروجين، فعلى سبيل المثال يعمل الاتحاد الأوروبي، على وضع القواعد المنظمة لسوق الهيدروجين والخروج بضمانات؛ لتنفيذ مشاريع الهيدروجين المحلية وتحديد سلاسل التوريد الخاصة بالهيدروجين من أجل فتح مشاريع خارج التكتل الأوروبي.

ويتعاون الاتحاد الأوروبي مع دول الخليج وبلدان الشرق الأوسط، فهذه المناطق التي يتطلع إليها الاتحاد الأوروبي للتعاون معها تزخر بامكانيات هائلة لإنتاج الهيدروجين، حيث الأراضي الشاسعة ومصادر الطاقة المتجددة ووفرة بُني تحتية وموانئ.

ووقعت مصر وألمانيا في نوفمبر 2022 على إعلان النوايا المشتركة للتعاون في مجالات الغاز الطبيعي المسال والهيدروجين الأخضر، بهدف المساهمة في تأمين إمدادات الطاقة النظيفة وتحقيق التنمية المستدامة ومواجهة التغيرات المناخية.

وكان هناك لقاء للرئيس عبد الفتاح السيسي مع المستشار الألماني أولاف شولتز، في يوليو 2022، وقد شهد عدة موضوعات هامة على طاولة المفاوضات، أهمها قضايا الطاقة، والتعاون في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر، حيث أن مصر لديها موارد كثيرة تتيح إنتاجه، ورغبة برلين في إقامة شراكة طويلة الأمد مع القاهرة في إنتاج الهيدروجين الأخضر.

وجرى خلال قمة المناخ في نوفمبر 2022 وبحضور رئيس وزراء النرويج  إطلاق المرحلة الأولى لمشروع إنشاء محطة لإنتاج الهيدروجين الأخضر، بقدرة 100 ميجاوات، في العين السخنة والذي يعد نموذجًا عمليًا، للشراكة الاستثمارية المحفزة لـ التنمية الاقتصادية المستدامة والتي ترتكز إلى جانب دور الحكومات، على القطاع الخاص الوطني والأجنبي للعمل يداً بيد في هذا القطاع المثمر.

كما تم التوقيع  في مايو 2022 على مذكرة تفاهم بشأن التعاون الفني الاستراتيجي بين جمهورية مصر العربية والجمهورية الفرنسية، لتنمية قطاع الهيدروجين الأخضر في مصر، والتي تقدم فرنسا بمقتضاها منحة لا تتعدى مبلغ 500 ألف يورو من خلال مؤسستها المالية التنموية "الوكالة الفرنسية للتنمية- AFD"، وهي الاتفاقية الثانية من نوعها بعد الاتفاقية الأولى التي تم توقيعها مع شركة "سيمنز" الألمانية؛ للبدء في المشروع التجريبي لإنتاج الهيدروجين الأخضر.

ووقعت مصر ومفوضية الاتحاد الأوروبى مذكرة تفاهم فيما يخص مشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر؛ في نوفمبر 2022  ضمن فعاليات قمة المناخ ؛ وأعرب فرانز تيميرمانز نائب الرئيس التنفيذي للمفوضية الأوروبية، عن سعادته بالتعاون مع دولة بحجم مصر والتعاون في مجال الهيدروجين الأخضر في ظل تزايد حجم التغيرات المناخية وأزمة الطاقة العالمية.

التعاون ما بين مصر وأوروبا

وقال الدكتور عبد النبي عبد المطلب، خبير الاقتصاد الدولي ووكيل وزارة التجارة والصناعة للبحوث الاقتصادية، إن أوروبا من أكثر المتضررين من رفع أسعار الغاز بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، وأيضاً ضعف إمدادات الغاز وخوفهم من برودة الشتاء كان له تأثيرا كبيرا، ومن هنا بدأت دول أوروبا في البحث عن وسائل متعددة لتأمين وصول الغاز والنفط والوقود إليها.

وأضاف عبد المطلب - خلال تصريحات لـ"صدى البلد": يعتقد البعض أنه المستقبل وبالتالي الاتفاق المشترك بين مصر ودول أوروبا لتصنيع الهيدروجين الأخضر يوفر طلب عالمي على هذا المنتج؛ مما يساعد على زيادة الإنتاج المصري وزيادة صادرات مصر من الوقود، وتوطيد العلاقات بين مصر وأوروبا على وجه عام، وبين مصر وألمانيا على وجه خاصن ويزيد من الاستثمارات الأوروبية القادمة إلى مصر خاصة الألمانية، وهذا سيؤدي لزيادة فرص العمل.

من جانبه قال الدكتور علي قطب أستاذ المناخ بجامعة الزقازيق، إن  الهيدروجين الأخضر هو أحد مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة، والذي يساهم بشكل كبير في التحسن البيئي، وانخفاض غازات الكربون الضارة، مشيراً إلى أن إنتاجه في مصر سيزيد من الطاقة المتجددة التي تستخدمها مصر في المشاريع والاستثمار الأخضر وبالتالي مصر تعتبر من أوائل الدول في أفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط إنتاجاً للهيدروجين.

وأشار قطب إلى أن إنتاج الهيدروجين سيكون من خلال عدد من الأجهزة المكلفة، والتي تحتاج لاستثمارات ضخمة تكفي لتنفيذ هذه المشروعات التي تهتم بالطاقة النظيفة، لافتا إلى أن التمويل الاستثماري في مشروع إنتاج الهيدروجين الأخضر أمر هام للغاية، حيث إن الأجهزة التي تقوم بإنتاجه هي أجهزة حديثة ومكلفة، وتتم عملية الإنتاج بأماكن قريبة من المسطحات المائية والبعيدة عن المناطق السكنية، وبالتالي الاستثمار في هذا القطاع هام/ خاصة وأن الظروف الاقتصادية لمصر تعطيها محدودية في إنتاج هذا الغاز.

من جانبه قال الدكتور أحمد حجازي، رئيس جمعية "مصر الطاقة الخضراء" وعضو لجنة الطاقة والبيئة بالبرلمان، إنه نظراً لأزمة الطاقة العالمية نتيجة الحرب الروسية - الأوكرانية هناك فرصة كبيرة لدول إفريقيا خاصة مصر لإنتاج الهيدروجين الأخضرـ مؤكدا أن مصر "مؤهلة وبشدة لإنتاج الهيدروجين الأخضر وتصديره بصورة مسالة أو في صورة غازية لدول العالم الأول أو في المناطق الصناعية الجديدة التي يتم افتتاحها بمصر إذا تم بها استثمار".

وأضاف أن ما يؤهل مصر لتكون رائدة في مجال الهيدروجين الأخضر عدة أشياء منها: تمتعها بمصادر طبيعية ضخمة مثل الطاقة الشمسية والرياح، إضافة إلى السواحل الضخمة، وبالتالي هناك مصادر طبيعية من المياه لإنتاج الهيدروجين، مشيراً إلى أن موقع مصر المتميز بين القارات يؤهلها لإنتاج الهيدروجين الأخضر وتصديره للعالم الأول في أوروبا وآسيا، فضلاً عن تمتع مصر بمساحات الأرض الواسعة المؤهلة لاستقبال المصانع الضخمة وبنائها بمنتهى اليسر.

واختتم حديثه قائلا إن "مصر لديها فائض كبير في الكهرباء مما يشجع على الاستثمار".