الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تحديات وأزمات اقتصادية وتغيرات مناخية أمام منتدى دافوس .. قادة العالم يفتحون الملفات الساخنة

منتدي دافوس الاقتصادي
منتدي دافوس الاقتصادي

يعقد المؤتمر الاقتصادي العالمي السنوي في نسخته الـ 52 في مدينة دافوس بسويسرا، في يومة الثاني والذي من المقرر أن يستمر يوم 20 يناير الجاري بعد انقطاع دام لعامين بسبب وباء كورونا.

ويجتمع أكثر من 2700 سياسي ومسؤول تنفيذي ومستثمر ومصرفي وأكاديمي هذا الأسبوع في منتجع التزلج السويسري، وتتزامن الاجتماعات مع تتزايد المخاوف بشأن قضايا عديدة، من بينها الحرب الروسية في أوكرانيا، والركود العالمي الذي يلوح في الأفق، وسط ارتفاع تكلفة المعيشة، وهذا بالإضافة إلى التحفظات على جهود مكافحة تغير المناخ، والتي تعكس وجود مؤشرات، وإن كانت طفيفة، على تراجعها.

ويناقش جدول أعمال المؤتمر الـ53 من خلال جلسات نقاشية عدة، موضوعات مثل "التعاون وسط عالم مفكك"، إلى جانب عقد حفلات لتناول المشروبات سريعة التجهيز، كتلك التي ينظمها "جيه بي مورجان"، بالإضافة إلى جلسات التأمل اليومية لممارسة اليقظة الذهنية.

وفي يومه الثاني، ألقي العديد من القادة والشخصيات البارزة في العالم كلمتهم والتي عبروا فيها عن مخاوفهم من استمرار الأزمة الاقتصادية التي يعيشها العالم في الوقت الحالي والتحديات الاقتصادية الآخري والانهيار البيئي والتغيرات المناخية.

وفيما يلي نلقي الضوء على أبرز التصريحات التي جاءت في منتدي دافوس الاقتصادي:

رئيسة المفوضية الأوروبية

وخلال المنتدي، تعهدت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، بمواصلة دعم أوكرانيا وتقديم 3 مليارات يورو لدعم موازنتها.

وشددت فون دير لاين، على أن روسيا لن تفلت من العقاب، مشيرة إلى ان المفوضية الأوروبية اتخذت إجراءات فعالة للتخلص من الاعتماد على الطاقة الروسية.

وقال رئيسة المفوضية الأوروبية  إن الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى العمل والتجارة مع الصين بشأن التكنولوجيا النظيفة والدفع نحو تكافؤ الفرص بدلاً من السعي إلى الانفصال عن ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وتابعت بالقول إن "الصين جعلت تعزيز ابتكار التكنولوجيا النظيفة والتصنيع أولوية رئيسية في خطتها الخمسية، التي تهيمن على قطاعات مثل السيارات الكهربائية والألواح الشمسية".

وحذرت فون دير لاين أوروبا من أن عليها أن تحرص على تحقيق انتقال صافٍ إلى الصفر دون إجراء "تبعية جديدة" كما كان الحال مع الوقود الأحفوري.

وأصرت على أن أوروبا يجب أن تصبح "موطن التكنولوجيا النظيفة والابتكار الصناعي على الطريق إلى صافي الصفر".

وأضافت: "لكن المنافسة على صافي الصفر يجب أن تقوم على تكافؤ الفرص"، مشيرة إلى أن الصين شجعت الشركات كثيفة الاستهلاك للطاقة على الانتقال إلى الصين بوعود بتوفير طاقة رخيصة وتكلفة عمالة منخفضة وتنظيم متساهل.

وقالت إن الصين تدعم صناعتها بشكل كبير وتقيد وصول شركات الاتحاد الأوروبي إلى أسواقها.

وأوضحت "ما زلنا بحاجة إلى العمل والتجارة مع الصين - خاصة عندما يتعلق الأمر بهذا التحول. لذلك نحن بحاجة إلى التركيز على التخلص من المخاطر بدلاً من الفصل". وهذا يعني استخدام أدوات التجارة والدفاع المحلي في الاتحاد الأوروبي ، مثل لائحة الإعانات الخارجية التي تم تنفيذها مؤخرًا.

وأكدت رئيسة المفوضية الأوروبية: "لن نتردد في فتح تحقيقات إذا اعتبرنا أن مشترياتنا أو أسواقنا الأخرى تتعرض للتشويه بسبب مثل هذا الدعم".

وأشارت مجددا إلى أن قانون خفض التضخم الأمريكي "أثار عددًا من المخاوف"، لا سيما عندما يتعلق الأمر بالحوافز المستهدفة للشركات، وأشار إلى أن الكتلة تعمل مع واشنطن لإيجاد حل بشأن الشركات الأوروبية التي تصنع السيارات الكهربائية.

زوجة الرئيس الأوكراني

ولأول مرة، ‏دعت سيدة أوكرانيا الأولى، أولينا زيلينسكا، إلى زيادة الجهود الدولية لمكافحة العدوان الروسي، قائلة إن المجاعة الجماعية "إهانة للبشرية".‏

‏ومع اقتراب الذكرى السنوية الأولى ‏‏للحرب‏‏ ‏‏الأوكرانية، قالت زوجة الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، إن الآباء الأوكرانيين كانوا يبكون وهم يشاهدون الأطباء يحاولون إنقاذ أطفالهم وأن المزارعين يخشون العودة إلى حقولهم المليئة بالألغام المتفجرة.‏

‏ومع تسبب الحرب في التضخم واتساع نطاق انعدام الأمن الغذائي في الدول النامية، وصفت زيلينسكا المجاعة الجماعية بأنها "إهانة للبشرية والطبيعة البشرية".‏

‏وفي إشارة إلى كارثة تشيرنوبيل عام 1986، قالت: "لا نريد أن يجبر الأطفال في العالم على تعلم كيفية حماية أنفسهم من الأمراض الإشعاعية".‏

‏وأدانت زيلينسكا قادة الحكومات والمديرين التنفيذيين للشركات والاقتصاديين والعلماء والصحفيين لعدم استخدامهم دائما نفوذهم بما فيه الكفاية أو "استخدامه بطريقة تقسم أكثر".‏

نائب رئيس مجلس الدولة الصيني

ومن جانبه، قال نائب رئيس مجلس الدولة الصيني، ليو هي، إن اقتصاد السوق الاشتراكي للبلاد مفتوح أمام الأعمال وسيتعافي قريبًا من العام السابق المضطرب، لكنه حذر من مخاطر اقتحام الكوكب لتكتلات سياسية واستراتيجية متنافسة بحلول القرن العشرين.

وقال ليو للحاضرين في دافوس: “نعتقد أنه يجب علينا جميعًا الحفاظ على نظام اقتصادي دولي منصف”.

كما أوضح أن جمهورية الصين الشعبية تعارض الأحادية وسياسات الحماية الاقتصادية، والتي فُسرت على أنها انتقاد لتحركات الولايات المتحدة في الأشهر الأخيرة لفصل موردي الرقائق الدقيقة في شرق آسيا عن منافسيها الصينيين.

وتوقع نائب رئيس مجلس الدولة، وهو أيضًا اقتصادي بارز ومدير اللجنة المركزية للشئون المالية والاقتصادية بالحزب الشيوعي الصيني، أن الاقتصاد الصيني الهجين، الذي يجمع بين التخطيط الاقتصادي الاشتراكي للصناعات الأساسية مع قطاع سوق رأسمالي كبير، سوف ينتعش في الصين السنة القادمة.

وقال: “نحن واثقون من أن نمو الصين في عام 2023 سيعود على الأرجح إلى اتجاهه الطبيعي. الاقتصاد الصيني سيشهد تحسنًا كبيرًا”، مشيرًا إلى أن “الأداء الاقتصادي للبلاد منذ أن أنهت سياسة “صفر كوفيد” الشهر الماضي تجاوز توقعاتنا”.

وأضاف: “لقد عادت الحياة إلى طبيعتها في الصين. ينصب تركيزنا على فيروس كورونا الآن على علاج كبار السن ولدينا الإمدادات الكافية”.

واختتم: “في حين أن هذه السياسة ساعدت في حماية سكان الصين واقتصادها لعدة سنوات من ويلات الوباء التي شوهدت في أماكن أخرى من العالم، فإن وصول متغير أوميكرون شديد العدوى للفيروس في أواخر عام 2021 وضع بكين على طريق عمليات الإغلاق المستمرة على ما يبدو. التي اختبرت ميزانية الحكومة وصبر السكان، وبلغت ذروتها في احتجاجات في ديسمبر 2022”.

وزير الخارجية السعودي

كما ألقي وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، كلمة خلال الجلسة الحوارية في منتدى دافوس، أشار فيها إلى أن الاستقرار أمر أساسي لضمان أمن الطاقة، وأن المملكة العربية السعودية تعمل على استقرار أمن الطاقة.

وقال وزير الخارجية السعودي، إن السعودية تستثمر بما قيمته 200 مليار دولار في الطاقة المتجددة، مضيفا أن المملكة تدعم التحول للطاقة النظيفة لكن ذلك سيستغرق عقودا، ولكننا ملتزمون بمستقبل الطاقة النظيفة.

وبالنسبة لإيران، قال وزير الخارجية السعودي: "نؤمن بالحوار مع إيران لإنهاء الخلافات، وأن الحوار هو السبيل الأمثل لحل الخلافات في المنطقة".

وأضاف بن فرحان: "نحاول إيجاد أرضية مشتركة للحوار مع إيران، والمقومات الجيوسياسية مهمة في مسار التفاوض"، مشيرا إلى أن التركيز على التنمية هو إشارة قوية لإيران بأن هناك مسارات أخرى لتحقيق الازدهار المشترك.

وعن الولايات المتحدة، أوضح وزير الخارجية السعودي، أن المملكة السعودية لديها شراكة قوية مع واشنطن، ولكن أحيانا يكون هناك خلافات في الرأي، لافتا إلى أن المملكة تعمل على إيجاد مسار للحوار مع الجميع وتركز على التنمية بعيدا عن الخلافات.