الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ملحمة شدوان.. الحكاية من البداية

إبراهيم الشاذلي
إبراهيم الشاذلي

النهاردة 22 يناير.. ذكرى "معركة شدوان" الانتصار اللي رغم مرور 53 سنة عليه إلا إنه يظل واحد من أعظم أيام البحر الأحمر في تاريخها الحديث واللي أثبت قدرة قواتنا المسلحة على قهر المستحيل.. تاريخ استرداد الأرض، وكرامة الشعب المصري باسترداد الجزيرة اللى ممرش على احتلالها أكتر من 36 ساعة، ورجوع واحدة من أهم الجزر فى ممر ملاحي استراتيجي يتحكم فى حركة ومرور السفن لقناة السويس.

بداية الحكاية كانت مع حرب الاستنزاف، كانت إسرائيل تشن غارات خاطفة على منطقة البحر الأحمر وتتم عمليات على سواحل البحر الأحمر والتي وصلت ذورتها في حادثة الزعفرانة في 9 سبتمبر 1969.
جمال عبدالناصر وقتها قرر أن اللواء سعد الدين  الشاذلي هو أنسب شخص يقدر يوقف اختراقات إسرائيل لمنطقة البحر الأحمر وتأمين المنطقة وعينه قائداً لمنطقة البحر الأحمر العسكرية في 1970، ونجح اللواء الشاذلي فى وقف العمليات اليومية التى كانت بتم وققف الهجمات الإسرائيلية.

في 22 يناير 1970، إسرائيل هجمت على جزيرة شدوان اللى موجودة قريب من مدخل خليج السويس وبعيدة عن الغردقة بحوالى 35 كيلو متر وعن السويس 325 كيلو متر، وكان عليها فنار لإرشاد السفن ورادار بحري، وبتأمنها سرية من الصاعقة المصرية. 

القوات الإسرائيلية عملت قصف جوى للجزيرة، وقامت بعملية إبرار جنود من الهليكوبتر وزوارق الإنزال في محاولة لإحتلال الجزيرة ، الان سرية الصاعقة المصرية صمدت بكل بسالة رغم  قوة النيران الإسرائلية.

أمر اللواء الشاذلي بمهاجمة الجزيرة بمساعدة عدد من الصيادين من أبناء المحافظة، وتم نقل الجنود والمعدات وسط الظلام إلى جزيرة شدوان للقيام بالهجوم على القوات الإسرائيلية واستمرت المعارك في الجزيرة 36 ساعة متواصلة، فشلت القوات الإسرائيلية بعدها في احتلال الجزيرة وتم تحريرها في معركة اتسمت بمعركة شدوان بعد دك الجزيرة  بالطيران والقذف الجوى المصرى.

المعركة فيها بطولات كتير، منها اللى اتذكر على لسان اعلام مرافق للقوات الاسرائلية زى مراسل لإذاعة وستنجهاوس وجريدة شيكاغو نيوز في برقية بعتها لوكالة أنباء "يونايتد برس": قال فيها إنه رغم القصف القوى والمركز من الجانب الاسرئيلى إلا إن المقاومة كانت باستبسال من المصريين ، وقال ان كان في محاولة لتثبيط عزيمة القوات المصرية باذاعة نداءات متكررة بالميكروفون تدعو القوة المصرية للاستسلام وأنه لا فائدة من المقاومة، لكن كان الرد بقذائف مركزة من المدافع المصرية تنصب فوق الجنود الإسرائيليين من كل جانب.

المراسل الأمريكى قال إنه شاف بطولات لا يمكن ينساها طول حياته من الجندى المصري، مكنش فى موقع دفاعى مصرى بيوقف ضرب نار غير لما بتخلص ذخيرته لآخر طلقة، وشاف موقع خلص الذخيرة فبعتوا له جندى مصرى كان اسير يستكشف المكان ويرجع يقولهم بعد ما الضرب توقف، فرجع وقال إن المكان مفهوش حد وكل اللى فى الموقع استشهدا ولما دخلت القوات الإسرائلية على المكان فوجئوا بوابل من النيران من مدفع رشاش فى ايد ظابط مصرى قتل بيه عدد كبير من العدو، فى موقع تانى تظاهر جنديان مصريان بالاستسلام وبمجرد وصول قوات العدو ليهم فوجئوا بثالث فتح عليهم النيران وقتل 5 جنود إسرائليين.

مكنش جندي المعركة هو البطل الوحيد فيها، الصيادين فى الغردقة كان لهم دور كبير ميقلش عن دور الجنود ع الجزيرة، الشعب وقف خلف جيشه العظيم فى وقت الحرب بيتوحد ولاد البلد فى نفس الصف، واللى بيقدر يقدم حاجة لبلده بيقدمها بدون تأخير.. صياد بقي ولا فلاح ولا موظف؛ مش بيبقي مهم وقتها وظيفتك إيه قد ما بيبقي الأهم وطنيتك هتخلّيك تعمل إيه.. عشان كده ماكنش غريب اللى عملوا صيايدن الغردقة ومشاركتهم لقواتهم المسلحة.

معدن الإنسان وأصله يظهر وقت الشدة، وبتبان وطنية أى حد لما بلده بتبقي فى أزمة.. وقتها مش بيبقي فيه خيارات كتير.. أنت يا إما معاها يا إما ضدها.. اللى بيختاروا صف بلدهم بيشيلهم التاريخ بين صفحاته والناس فى قلوبهم، واللي بيختاروا يقفوا قصادها هما اللى بيخسروا.. بتقف بدونهم، وبتكمل طريقها كإنها مش شايفاهم.