الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رجال يريدون إنهاء حياتهم.. طبيبة أوكرانية تروي مآسي نفسية لأهوال الحرب

صور من أهوال الحرب
صور من أهوال الحرب الأوكرانية

لا يزال الصراع الروسي الأكراني قائما، وسط عمليات عسكرية بين الجانبين لا يرى مرارتها سوى المواطنين الأوكران الذين يسعون للبقاء على قيد الحياة، وسط أهوال الحرب ومقذوفات المدافع والصواريخ الروسية والغارات الجوية التي سوت المباني السكنية بالأرض.

تحولت الشوارع والحدائق في بعض المدن الأوكرانية  إلى أرض خاوية تشكلها آثار الصواريخ وبقايا المباني المهدمة التي تفوح منها رائحة البارود، والغبار المنبثق من الدبابات وقاذفات الصواريخ، في مشهد يعيد إلى أذهاننا أجواء الحروب العالمية.

لقطات من الدمار بأوكرانيا

وسط تلك الصراعات العسكرية، تولد قصص إنسانية لمواطنين لا ذنب لهم بما تفعله النخب السياسية والعسكرية بـ أوكرانيا  وروسيا، حيث تحاصرهم المعاناة داخل الملاجئ القابعة تحت الأرض.

الجوع لأسابيع

بعيون تضج بالألم، تروي "يانا كوروبكو"، المحللة النفسية بجامعة كوت دازور الأوكرانية، لموقع "صدى البلد" المآسي النفسية والإنسانية التي يعيشها الشعب الأوكراني منذ اندلاع الحرب مع الدب الروسي في بداية العام الماضي.

" يانا كوروبكو" المحللة النفسية بجامعة كوت دازور الأوكرانية

تحكي "يانا" أن المئات من الأسر الأوكرانية، كانت تعيش دون طعام لأسابيع داخل الملاجئ، في حالة لا يرثى لها، وسط أنين وبكاء الأطفال من الجوع والخوف في مشهد يعجز اللسان عن وصفه.

التفكير في إنهاء حياتهم

وأكثر قصة أثرت في الطبيبة النفسية الأوكرانية "يانا"، حين  أخبرها رجل مصاب باضطراب ثنائي القطب، وهو حالة نفسية مزمنة، بأنه سيقدم على إنهاء حياته بعد أن طُلب منه الانضمام إلى صفوف الجيش، وأنه يشعر بالخوف الشديد من أن يتم إعطاؤه الخيار بين أن ينضم إلى الجيش أم لا، بالرغم من معاناته من مرض نفسي مزمن.

لقطات من الدمار بأوكرانيا

وتوضح "يانا"، أن أكثر شيء مؤلم هو حشد أصحاب الاضطرابات النفسية بالجيش الأوكراني لمواجهة الجيش الروسي خلال الحرب الدائرة بينهما، التي تساعد على تفشي الأمراض والاضطرابات النفسية بنفوس المواطنين بجميع أعمارهم، خاصة الأطفال.

الأطفال يؤمنون باستمرار الحرب

ومن خلال حديث الطبيبة "يانا" مع الأطفال، أكدوا لها أنهم يفهمون أن الحرب مستمرة، وأن هناك معركة بين قوة سيئة وأخرى خيرة، لافتة إلى أن بعض مرضاها الصغار كانوا يحاولون مساعدة الجنود الأوكران بالقدر المستطاع عبر جمع الأموال والرسومات تعبيراً عن دعمهم لبلدهم.

ورأت الطبيبة الأوكرانية، أن الأطفال الذين لم يتعرضوا لهجمات مباشرة، لديهم إيمان بأن قوة الخير ستنتصر بالتأكيد، بينما حين تحدثت إلى أطفال تعرضوا للقصف ظهرت عليهم أعراض الصدمة والخوف والذعر من رؤيتهم للكوابيس التي ولدتها أهوال الحرب المقيتة.

كوابيس ونوبات قلق

تعتقد الطبيبة النفسية "يانا" أنه ليس جميع الأطفال الذين شاهدوا الحرب سيعانون من الصدمة النفسية، وسيتمكن الكثير منهم من تخطي هذه الفترة والاستمرار في حياتهم.

لقطات من الدمار بأوكرانيا

وتفيد "يانا" بأن مرضاها يعانون من نوبات قلق وكوابيس طيلة الوقت منذ اندلاع الحرب، لكن رغم ذلك ترى الكثيرين قرروا أن يعيشوا حياتهم الآن ويفعلوا الأشياء التي ظلوا يؤجلونها طيلة حياتهم، مثل الذهاب إلى أماكن لم يروها من قبل، مدركين أنه لم يعد هناك وقت لتأجيل ما يريدون فعله بالحياة، خاصة وسط أجواء الحرب المشتعلة بين أوكرانيا وروسيا.