EN
لا شك أن تسمية الأبناء من الذكور والإناث من الأمور التي أوصي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- باختيار أحسنها، لأنها تلازم الأبناء طوال حياتهم ، لذا عنى بها النبي -صلى الله عليه وسلم- ، بل إنه غير بعض أسماء أصحابه إلى أجمل الأسماء، وفي هذه المسألة فإن هناك إسمًا شائعًا يسميه الكثيرون لأبنائهم من الذكورولا يعرفون أنه اسم أحد ملائكة الله تعالى من خزنة جهنم.
اسم أحد خزنة جهنم
قال الدكتور علي جمعة ، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن اسم مالك بغير إضافة المُلك يصلح لأن يطلق على البشر على جهة الاسم أو الصفة، فهو اسم أحد ملائكة الله من خزنته جهنم -أعاذنا الله منها- فقال تعالى : ﴿وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ﴾.
وأوضح «جمعة» عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن ومالك تكون صفة كذلك لمن يملك من البشر، مع التنبيه على أن ملكية البشر ملكية مجازية، فالله هو المالك على الحقيقة، فربنا يملك البشر وما تحت أيديهم، والملكية المجازية التي هي للبشر عرفها الإمام القرافي بأنها : حكم شرعي مقدر في العين أو المنفعة ، يقتضي تمكن من يضاف إليه من انتفاعه بالمملوك والعوض عنه من حيث هو كذلك.
وتابع: وذلك لأن كل من تنتقل إليه عين أو منفعة عن طريق الشراء أو الهبة أو الإرث أو الإيجار أو غير ذلك فهو مالك لها، أباح له التشريع الإسلامي حرية بيعها ووهبها وإهدائها وتأجيرها وغير ذلك من أشكال التصرف.
وأضاف : إذن فمالك تطلق على المخلوق باعتبارها اسم يتسمى به، وتطلق باعتبارها صفة له تدل على قدرته على التصرف فيما يملكه، منوهًا بأن المالك من ناحية التصرف أقوى من المَلك، والملك من ناحية الرتبة أعلى من المالك فمن له الحكم والفصل في يوم القيامة ؟ الله إذن هو الملك و من له التصرف المطلق يوم القيامة يحاسب من يشاء ويعذب من يشاء ويرحم من يشاء ؟ الله إذن هو المالك والملك في نفس الوقت.
وأشار إلى أنه بين البشر فقد يسمى مَلكا من يحكم البلاد ولكنه لا يسمى مالكا للدولة، فلا الدولة ولا الشعب من أملاكه، وإنما هو ملك؛ لأنه يملك حق تسيير أمور البلاد بما يتفق مع مصلحة الرعية، فحكم الحاكم منوط بالمصلحة كما تقرر في الفقه.
ونبه إلى أنه إذا جاز إطلاق اسم مَلك على البشر مجازا، بمعنى أنه يسود البلد أو يرأسها، إلا أنه لا يجوز أن يطلق على أحد اسم ملك الملوك لأنه خاص بالله، وقد نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك، فقال : «أخنع الأسماء عند الله رجل تسمى بملك الأملاك» قال سفيان يقول غيره : تفسيره شاهان شاه» [رواه البخاري ومسلم].
واستطرد: فهو ملك الملوك ولا يكون ذلك إلا لله، وقوله تعالى : ﴿قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ المُلْكِ تُؤْتِى المُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ المُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ بِيَدِكَ الخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾. ينبهنا فيه ربنا سبحانه على أن كل شيء بيديه، فإذا أراد الإنسان الدنيا فعليه بالله، وإذا أراد الآخرة فعليه بالله، وإذا أراد الدنيا والآخرة فعليه بالله؛ لأنه هو مالك الملك
