الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ليس قاصرًا بين الأزواج | عالم أزهري: حسن العشرة دليل على الوفاء

الدكتور صفوت محمد
الدكتور صفوت محمد عمارة

قال الدكتور صفوت محمد عمارة، من علماء الأزهر الشريف، إنّ مفهوم حسن العشرة ليس قاصرًا على ما بين الأزواج وفقط، وإنما حسن العشرة مفهوم يتسع ليشمل كل شيء، حتى يشمل كل من ربطتك به صلة من قريب أو من بعيد، كما قال اللَّه تعالى: {وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [سورة البقرة: آية237].

دليل على وفاء الإنسان

وتابع «عمارة»، خلال خطبة الجمعة اليوم، أنَّ حُسن العشرة وصيانة الجميل دليل على وفاء الإنسان وكرم أصله ومعدنه الأصيل وتدينه، وهي حفظ للسان، وكف للأذى، وحفظ للأسرار، وتغاضي عن الهفوات، وتجاوز عن الزلات، وإقالة للعثرات، ومن المعلوم أنَّ الحياة الزوجية لا تخلو من الخلافات نتيجة اختلاف الطبائع البشرية، والتفاوت فى النفوس البشرية وصفاتهم، وقد تعصف رياح الشقاق بين الزوجين، ولقد وضع اللَّه لنا قاعدة ربّانية يجب أنَّ نأخذها معيارًا فى حياتنا الزوجية فإمَّا الإمساك بالمعروف وإمَّا التسريح بالإحسان؛ فقال تعالى: {فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ} [البقرة:229].

وأضاف «عمارة» أنّ من حسن العشرة الكلمة الطيبة وجبر الخاطر، لأن الكلمة الغير طيبة تسبب للشخص ألمًا نفسيًا أكثر بكثير من الألم الجسدي؛ فالأذى النفسي أشد إيلامًا من الأذى الجسدي، بالإضافة إلى كسر الخواطر، والناس دائمًا يذكرون الخطأ، ولا يذكرون الصواب أبدًا، ولذلك قال الإمام الشافعي:
إذا شئت أن تحيا سليمًا من الأذى .. ودينك موفور وعرضك صيّن
لسانك لا تذكر به عورة امرئ .. فكلّك عورات وللناس ألسن
وعينك إن أبدت إليك معايبًا .. فدعها وقل: يا عين للناس أعينُ
وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى .. وفارق ولكن بالتي هي أحسنُ.

وأشار «عمارة» إلى أنّ خلق حسن العشرة من القيم الفاضلة والأخلاق النبيلة التي دعا إليها ديننا الحنيف، والمتأمل في سيره نبينا محمد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم، يجده نعم القدوة في حسن العشرة مع أهله وأصحابه ومع الناس أجمعين؛ فهو الذي وصفه ربه بقوله: {بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ} [التوبة: 128]، فكان خير الناس في خدمة أهله؛ فكان صلَّى اللَّه عليه وسلَّم جميل العشرة معهن، دائم البشر، يداعبهن ويتلطف بهن، ويعاملهن بكل سموٍّ خُلقي من محبةٍ وعدلٍ ورحمةٍ ووفاءٍ، وغيرِ ذلك مما تقتضيه الحياة الزوجية في جميع أحوالها.