الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ما السر في طول الحديث عن المنافقين دون المتقين والكافرين بأول سورة البقرة؟

سورة البقرة
سورة البقرة

ما السر في طول الحديث عن المنافقين عن الحديث عن المتقين والكافرين في أول سورة البقرة؟ سؤال أجاب عنه الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم العميد السابق لكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط. 

من أسرار القرآن الكريم وهداياته

وقال مرزوق في بيانه أسرار القرآن الكريم وهداياته: فقد أجمع المفسرون على أن الآيات الخمس في أول سورة البقرة تتحدث عن المتقين ثم تحدثت السورة عن الكافرين في آيتين ثم تحدثت عن المنافقين في ثلاث عشرة آية.
قال الخطيب الشربيني رحمه الله تعالى، بدأ ﺑﺬﻛﺮ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﺃﺧﻠﺼﻮا ﺩﻳﻨﻬﻢ ﻟﻠﻪ ﻭﻭاﻃﺄﺕ ﻓﻴﻪ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﺃﻟﺴﻨﺘﻬﻢ، ﻭﺛﻨﻰ ﺑﺄﺿﺪاﺩﻫﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﻣﺤﻀﻮا اﻟﻜﻔﺮ ﻇﺎﻫﺮا ﻭﺑﺎﻃﻨﺎ، ﻭﺛﻠﺚ ﺑﺎﻟﺼﻨﻒ اﻟﺜﺎﻟﺚ اﻟﻤﺬﺑﺬﺏ ﺑﻴﻦ اﻟﻘﺴﻤﻴﻦ ﻭﻫﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮا ﺑﺄﻓﻮاﻫﻬﻢ ﻭﻟﻢ ﺗﺆﻣﻦ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﺗﻜﻤﻴﻼ ﻟﻠﺘﻘﺴﻴﻢ.

ﻭتابع: ﻫﺬا اﻟﺼﻨﻒ ﺃﺧﺒﺚ اﻟﻜﻔﺮﺓ ﻭﺃﺑﻐﻀﻬﻢ ﺇﻟﻰ اﻟﻠﻪ تعالى ﻷﻧﻬﻢ ﻣﻊ ﻣﺸﺎﺭﻛﺘﻬﻢ ﻟﻠﻜﻔﺎﺭ اﻷﺻﻠﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺃﻧﻬﻢ ﺟﺎﻫﻠﻮﻥ ﺑﺎﻟﻘﻠﺐ ﻛﺎﺫﺑﻮﻥ ﺑﺎﻟﻠﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﻨﺴﺒﻮﻥ ﺇﻟﻰ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺑﺮﻱء ﻣﻨﻪ ﻛﺎالقول بأنه تعالى ليس موجودا، أو بأن أشركوا مع الله إلاها آخر أو وصفوه تعالى بما لا يليق بجنابه عز وجل.

وأكمل: ﺯاﺩﻭا ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺄﻣﻮﺭ ﻣﻨﻜﺮﺓ، ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻧﻬﻢ ﻗﺼﺪﻭا اﻟﺘﻠﺒﻴﺲ، ﻭﺭﺿﻮا ﻷﻧﻔﺴﻬﻢ ﺑﺴﻤﺔ اﻟﻜﺬﺏ، ﻭﻟﺒﺴﻮا اﻟﻜﻔﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﺨﻠﻄﻮا ﺑﻪ ﺧﺪاﻋﺎ ﻭاﺳﺘﻬﺰاء، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻃﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺑﻴﺎﻥ ﺧﺒﺜﻬﻢ ﻭﺟﻬﻠﻬﻢ ﻭاﺳﺘﻬﺰاﺋﻬﻢ، ﻭﺗﻬﻜﻢ ﺑﺄﻓﻌﺎﻟﻬﻢ، ﻭﺳﺠﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻬﻬﻢ ﻭﻃﻐﻴﺎﻧﻬﻢ، ﻭﺿﺮﺏ ﻟﻬﻢ اﻷﻣﺜﺎﻝ، ﻭﺃﻧﺰﻝ ﻓﻴﻬﻢ (إن اﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﺪﺭﻙ اﻷﺳﻔﻞ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺭ ).
وشدد على هذا فكل من لبس على الناس أمور دينهم أو أراد أن يحل لهم ما حرم الله تعالى أو يحرم عليهم ما أحله الله تعالى فهو إما أن يكون منافقا ، أو يفعل فعل المنافقين. 

التحصين بالمعوذتين

وفي فضائل المعوذات الثلاث الإخلاص والفلق والناس، قال مرزوق من فضائل هذه السور العظيمة أنها أفضل من كل كلام يتعوذ به المتعوذون، عن عقبة بن عامر الجهني عن عبد الله الأسلمي أن رسول الله وضع يده على صدره ثم قال : قل ، قال فلم أدر ما أقول ، ثم قال لي قل : قلت ( قل هو الله أحد ) ثم قال لي قل : قلت ( قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق )حتى فرغت منها ، ثم قال لي قل  قل أعوذ برب الناس حتى فرعت منها ) فقال رسول الله ثلى الله عليه وسلم (هكذا فتعوذ فما تعوذ المتعوذون بمثلهن قط)رواه النسائي فى السنن الكبرى ج 4 .

وشدد: نستفيد من هذا الحديث الشريف أن هذه السور العظيمة أفضل من كل كلام يتعوذ به المسلم وتلك منة كبرى من الله تعالى فكثير من الناس لا يحفظ الكثير من الأدعية ، فجل الله تعالى للجميع ذلك التحصين السهل الميسور على كل الناس.