الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عقوبة المماطلة في سداد الديون .. وحكمها الشرعي

سداد الديون
سداد الديون

قال مجمع البحوث الإسلامية إن عدم سداد الديون أو المماطلة في سداد الديون حرام شرعا، والقادر على سداد الديون ولم يسدد آثم شرعا وعليه وزر، واستشهد مجمع البحوث الإسلامية  بما قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «مطل الغني ظلم».


وفي نفس السياق أوضح الشيخ محمود شلبي أمين الفتوى بدار الإفتاء أن المماطلة في سداد الديون مع القدرة على السداد حرام شرعا ولا يجوز ويعد أكلًا لأموال الناس بالباطل لأن صاحب الحق له أن يطالب بحقه، والمدين ظالم لنفسه أولًا قبل أن يكون ظالم لغيره مستشهدا بالحديث النبوي ما رؤى عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسولُ الله- صلى الله عليه وسلم- «مَطْلُ الْغَنِيِّ ظُلْمٌ، وَإِذَا أُتْبِعَ أَحَدُكُمْ عَلَى مَلِيءٍ فَلْيَتْبَعْ»، مُتَّفقٌ عليه.

وأكد أمين الفتوى أن عدم سداد الديون والمماطلة فيها وهو غني قادرٌ على الوفاء؛ ظلم مشيرا إلى أن الواجب على الإنسان أن يبادر بالوفاء إذا كان له قدرة، ولا يحل له أن يؤخر، فإن أخر الوفاء وهو قادر عليه كان ظالمًا.

يقول أمين الفتوى بدار الإفتاء الدكتور محمود شلبي إنه يجوز لصاحب لحق أن يتواصل مع أحد أفراد عائلة من استدان منه ويحكم رأيه ويعمل به أو يذهب إلى قسم الشرطة ليبلغ عنه ويحرر محررا صده، وإما أن تعفوا عنه وتسامح، فتلك هي الحلول الثلاثة في المماطلة في سداد الديون.


ويعد الشخص الذي امتنع عن سداد الدين متورطا في الذنب العظيم، بل ويجب أن يسارع في سداد الدين ويستغفر ربه لأن المماطلة في سداد الدين مع القدرة على السداد لا تجوز شرعًا وتعتبر أكلًا لأموال الناس بالباطل مضيفا أن أكل أموال الناس بالباطل سيكون صاحبه في ورطة مع الله وذنبه أن يتوب ويستغفر حتى يرد الحق لأصحابه.


وقال الدكتور علي جمعة  مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف  أن سداد الدين مقدم على مساعدة الأبناء او الأشقاء في تجهيزات الزواج.


وأخرج النسائي وأبوداود وابن ماجه عن عمرو بن الشريد عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لَيُّ الواجد يحل عرضه وعقوبته " وعقوبته - كما قال أهل العلم -:حبسه، وعرضه: القول فيه كيا ظالم، أو ظلمني ومطلني ونحوه. وفي الصحيحين عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "مَطل الغني ظلم" وهذا يدل على تحريم المطل. والمراد به هنا تأخير ما استحق أداؤه بغير عذر، وليس لهذا التأخير ثمن مالي.. هذه المماطلة سماها الرسول صلى الله عليه وسلم ظلمًا والظلم ظلمات يوم القيامة.  

دعاء سداد الدين

دعاء سداد الدين، وردت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تحث على سداد الدين من خلال الاستعانة على ذلك بالدعاء، ومنها ما ورد عن  أنس ابن مالك قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لمعاذٍ ألا أُعلِّمُك دعاءً تدعو به لو كان عليك مثلُ جبلِ أُحُدٍ دَيْنًا لأدَّاه اللهُ عنك قُلْ يا معاذُ اللَّهمَّ مالِكَ الملْكِ تُؤتي الملكَ من تشاءُ وتنزِعُ الملكَ ممَّن تشاءُ وتُعِزُّ من تشاءُ وتُذِلُّ من تشاءُ بيدِك الخيرُ إنَّك على كلِّ شيءٍ قديرٌ رحمنَ الدُّنيا والآخرةِ ورحيمَهما تعطيهما من تشاءُ وتمنعُ منهما من تشاءُ ارحَمْني رحمةً تُغنيني بها عن رحمةِ من سواك.

عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه أَنَّ مُكَاتَبًا جَاءَهُ، فَقَالَ: إِنِّي قَدْ عَجَزْتُ عَنْ مُكَاتَبَتِي فَأَعِنِّي، قَالَ: أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ عَلَّمَنِيهِنَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ لَوْ كَانَ عَلَيْكَ مِثْلُ جَبَلِ صِيرٍ دَيْنًا أَدَّاهُ اللهُ عَنْكَ؟ قَالَ: «قُلْ: اللَّهُمَّ اكْفِنِي بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ، وَأَغْنِنِي بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ» أخرجه الترمذي في "سننه"، والله سبحانه وتعالى أعلم.