قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

من قلب الاتحادية


لبى ملايين المصريين النداء الذى وجهه الفريق أول عبد الفتاح السيسى لتفويضه فى مواجة الارهاب والاخطار المحتملة , خرج الملايين دون تردد ولا اكتراث بمشقة الصوم وقيظ الشمس الحارقة , فقط كى يثبتوا للعالم أن هذه الملايين التى خرجت فى 30 يونيو هى جماهير حقيقية من دم ولحم , وليست "فوتو شوب" كما صورها البعض وأشاع وروج , وأن خروجهم اليوم جاء تأكيدا على مطالبهم وتفويضا للجيش بحماية بلادهم من الارهاب ومخاطره التى بدأت تداهم كل بيت .
فى الاتحادية التى هى الأقرب لبيتى , كان المشهد مبهرا مبهجا ينعش القلب , ويبعث الامل فى جيل واعد يرفض تغييب العقل والبصيرة , والانسياق وراء المتاجرين بالدين الحنيف , السامى على كل مطامع السلطة والاستحواذ والهيمنة, شعب رفض بقوة السطو على مقدراته ومستقبله تحت شعار الدين , والدين منهم براء .
تحولت منطقة الميرغنى ومحيطها إلى ساحة عرس وطنى يضم كل ألوان الشعب تصدح الأغانى الوطنية فى كل مكان , حتى أن بعض السيدات كن يحملن المسجلات التى تنبعث منها الأناشيد الملهبة للمشاعر فتحلق بالروح إلى سماء جديدة غابت عنا منذ عام .." تسلم الأيادى .. تسلم ياجيش بلادى " وصور الفريق السيسى فى كل مكان والاعلام ترفرف فوق الرؤوس تتشابك وتتماهى فى صورة بديعة , السيدات من كل الاعمار تجوب المكان بحيوية وشغف الظمآن إلى الماء .. السيسى رمز الوطن , رمز الانتماء الذى حاول الاخوان سحقه من قاموس التاريخ هكذا تردد بعض السيدات , واخريات مشغولات بترديد الهتافات الوطنية "تحيا مصر"يا امريكا ياملعونة مش عاوزين منك معونة " , وتتعالى الأصوات مجلجلة للتأكيد على الهوية , الوطن خط أحمر كما الدماء .. فى الأثناء حاولت مساعدة سيدة مسنة أرادت النزول من الرصيف المحاذى لخط المترو , أمسكت بيدها لمساعدتها , قالت بثقة وحزم .. "كله يهون علشان مصر .. ابنى ضابط بيخدم فى رابعة أدعوله" ومضت فى طريقها .
هذا الخروج للملايين من أبناء الشعب جاء ليفوق يوم 30 يونيو بما لايدعو للشك, كنت أتأمل الوجوه وبالذات الشباب اليافع الذى أتى بصدر عار وقلب مفتوح , فوجدت الروح الثائرة محلقة فوق رؤوسهم , وفى قسمات وجوههم تصميم وعزيمة وثقة بأن القادم أفضل , لم يكن هناك تجاوز أو اختراق لعظمة اللحظة , فقد كانت بحق لحظة التأكيد بأن الشعب والجيش ايد واحدة .
إن هذا التفويض الذى منحه الشعب لجيشه وقائده الاعلى للقوات المسلحة هو مسؤولية كبيرة على عاتق الفريق أول عبد الفتاح السيسى , وعبئ تنوء به الجبال فهو مطالب بتلبية النداء , وحماية هذا الشعب الذى وضع جل ثقته فيه , فالمخاطر تحيط بالبلاد وبالذات سيناء التى هى بحاجة إلى قوة ردع وحسم , تظهر بشائرها قريبا حتى لايتوارى الأمل وتلفنا عباءة اليأس , المهمة صعبة وشاقة والثمن باهظ , لكن يبقى نداء الواجب ورفعة شأن الوطن هدف أسمى وأغلى من أى ثمن .
نقلا عن المصرى اليوم