الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

افرحي ابنكِ سبقك إلى الجنة.. علي جمعة يوجه 3 رسائل لأم الشهيد

علي جمعة
علي جمعة

أكد الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء، خلال احتفائه بـ يوم الشهيد، أن الشهيد له منزلة عظيمة عند ربه سبحانه وتعالى. 

رسالة لأم الشهيد

وقال علي جمعة: عباد الله تحتفل القوات المسلحة في التاسع من مارس من كل عام بيوم الشهيد ذكرى لهذا المعنى الجليل، ولدم الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل الله، من أجل الوطن، ومن أجل الناس، ومن أجل المستقبل، فرفعوا بذلك رأس مصر عاليا، يحتفل الناس بهذا اليوم بيوم الشهيد، ونحن اليوم نحتفل به كما أراد الله سبحانه وتعالى وهو يقول: {وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ} [إبراهيم:5].

وتابع علي جمعة خلال خطبة الجمعة بعنوان "رسالة لأم الشهيد"، أول رسالةٍ نرسلها نرسل تحيةٍ عاطرة معطرة إلى الجندي الحقيقي الذي كان وراء الشهيد، والذي لا يذكره كثيرٌ من الناس، نرسل رسالة تحيةٍ عاطرةٍ معطرة إلى أم الشهيد في كل زمانٍ ومكان، ونقول لها: افرحي فقد سبقكِ ابنكِ إلى الجنة، نعم الشهيد كما قال رسول الله ﷺ : «يُشفّع في سبعين من أهل بيته»، وأول من يأخذ بيدهما يوم القيامة، يأخذ بيد أبيه وأمه، فافرحي بالرغم أننا حزانى على فقده إلا أنه ليس مفقودا، إنما هو موجود، افرحي بأنه حيٌ عند ربه، وبأنه يأخذ بيدكِ، وبيد سبعين ممن ترشدينه إليهم إلى الجنة، وما أدراكم ما الجنة، هي الفوز العظيم.

منزلة الشهداء عند ربهم

وأكدت وزارة الأوقاف خلال خطبة الجمعة 10 مارس 2023م عن: "منزلة الشهداء عند ربهم" احتفاء بيوم الشهيد، أن هذا الاحتفاء الذي يعد تقليدًا وطنيًّا رائعًا، مقدرة تضحيات شهدائنا العظام، وتتوجه بكل التحية والتقدير بهذه المناسبة العظيمة لقواتنا المسلحة الباسلة وشرطتنا الوطنية.
ومما جاء في خطبة الأوقاف عن منزلة الشهداء:
أن للشهداء عند ربهم (عز وجل) منزلة عظيمة، ومرتبة سامية، بما قدموه من تضحيات فداءً للدين والوطن، فهم وإن رحلوا عن دنيانا فإن ذكراهم خالدة باقية؛ عرفانًا بجميلهم، وتقديرًا لبطولاتهم، كما أنهم أحياء عند ربهم (عزّ وجلّ) يُرزَقون من فضله، ويُكرَمُون بكرمه الذي لا يوصف، حيث يقول الحق سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ* وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ}، وعن جَابِر بْن عَبْدِ اللَّهِ (رضي الله عنهما) قال: لَقِيَنِي رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، فَقَالَ لِي: (يَا جَابِرُ، مَا لِي أَرَاكَ مُنْكَسِرًا؟) قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتُشْهِدَ أَبِي، وَتَرَكَ عِيَالًا وَدَيْنًا، قَالَ (صلى الله عليه وسلم): (أَفَلَا أُبَشِّرُكَ بِمَا لَقِيَ اللَّهُ بِهِ أَبَاكَ؟) قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: (مَا كَلَّمَ اللَّهُ أَحَدًا قَطُّ إِلَّا مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ، وَأَحْيَا أَبَاكَ فَكَلَّمَهُ كِفَاحًا)– أي : من غير حجاب- فَقَالَ: (يَا عَبْدِي تَمَنَّ عَلَيَّ أُعْطِكَ)، قَالَ: يَا رَبِّ تُحْيِينِي فَأُقْتَلَ فِيكَ ثَانِيَةً، قَالَ الرَّبُّ (عَزَّ وَجَلَّ): (إِنَّهُ قَدْ سَبَقَ مِنِّي أَنَّهُمْ إِلَيْهَا لَا يُرْجَعُونَ)، قَالَ: وَأُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}.


والشهداء هم أرفع الناس مقامًا وأعلاهم درجة؛ لذلك كانوا في صحبة المنعَّمين من النبيين والصِّديقين والصالحين، حيث يقول الحق سبحانه: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا}؛ ذلك لأنهم أصحاب تجارة رابحة لا تبور، يقول سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}، كما أن أجورهم عند الله (جل وعلا) في نماء وازدياد إلى يوم القيامة، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): (كُلُّ مَيِّتٍ يُخْتَـمُ عَلَى عَمَلِهِ إِلَّا الَّذِي مَاتَ مُرَابِطًا فِي سَبِيلِ اللهِ؛ فَإِنَّهُ يُنْمَى لَهُ عَمَلُهُ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ).


ولأن الشهداء فارقوا لذَّات الحياة مختارين، وضحَّوا بأنفُسِهم في سبيل دينهم وأوطانهم مطمئنين، فإن الله (عز وجل) كرَّم أبدانهم الزكية فعافاها من ألم الموت وسكرته، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): (مَا يَجِدُ الشَّهِيدُ مِنْ مَسِّ القَتْلِ إِلَّا كَمَا يَجِدُ أَحَدُكُمْ مِنْ مَسِّ القَرْصَةِ)، كما أبدلهم ربهم (جل وعلا) عن دورهم في الدنيا منازل في الجنة لا مثيل لها ولا أفضل منها، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): (رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ رَجُلَيْنِ أَتَيَانِي، فَصَعِدَا بِي الشَّجَرَةَ، فَأَدْخَلانِي دَارًا هِيَ أَحْسَنُ وَأَفْضَلُ لَمْ أرَ قطُّ أَحْسَنَ مِنْهَا)، ولما سأل (صلى الله عليه وسلم) عن تلك الدار لمن؟ قيل له: (أمَّا هذه الدَّارُ، فدارُ الشُّهداء)، كما جعل (سبحانه وتعالى) أرواحَهم منعَّمة منطلقة تسرح في الجنان حيث شاءت، حيث يقول نبينا (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): (لَمَّا أُصِيبَ إِخْوَانُكُمْ بِأُحُدٍ، جَعَلَ اللَّهُ أَرْوَاحَهُمْ فِي جَوْفِ طَيْرٍ خُضْرٍ، تَرِدُ أَنْهَارَ الْجَنَّةِ، تَأْكُلُ مِنْ ثِمَارِهَا، وَتَأْوِي إِلَى قَنَادِيلَ مِنْ ذَهَبٍ مُعَلَّقَةٍ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ)، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) لأُمِّ حَارِثَةَ بْنِ سُرَاقَةَ (رضي الله عنها) حينما سألت عن مصير حَارِثَةَ (رضي الله عنه)، وَكَانَ قد استُشْهِدَ يَوْمَ بَدْرٍ: (يَا أُمَّ حَارِثَةَ، إِنَّهَا جِنَانٌ فِي الْجَنَّةِ، وَإِنَّ ابْنَكِ أَصَابَ الْفِرْدَوْسَ الْأَعْلَى).


-