الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ترحيب مصري وتحفظ أمريكي.. مكاسب المنطقة من استئناف العلاقات بين السعودية وإيران

علما السعودية وإيران
علما السعودية وإيران

حالة ترحاب كبيرة عربية ودولية قوبل بها الإعلان عن عودة العلاقات بين السعودية وإيران بوساطة صينية خلال الساعات القليلة الماضية، بعد انقطاع العلاقات بين البلدين 7 سنوات منذ 2016.

وحدثت القطيعة بين البلدين عندما هاجم محتجّون إيرانيون البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران، فضلاً عن اقتحام القنصلية السعودية، قبل أن يعلن عن استئناف العلاقات بعد جهود وساطة بدأت عام 2021 برعاية رئيس الوزراء العراقي الأسبق الدكتور مصطفى الكاظمي.

رد فعل القاهرة على عودة العلاقات

ورحبت مصر بقرار البلدين استئناف العلاقات الدبلوماسية، حيث صرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، المستشار أحمد فهمي، تعليقا على الإعلان باستئناف العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، بأن جمهورية مصر العربية تقدّر هذه الخطوة الهامة، وتُثمّن التوجه الذي انتهجته المملكة العربية السعودية في هذا الصدد، من أجل إزالة مواضع التوتر في العلاقات على المستوى الإقليمي، وتأكيد ارتكازها على مبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة من حيث احترام سيادة الدول، وعدم التدخل في شئونها الداخلية، وترسيخ مفاهيم حُسن الجوار وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.

وأكد المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن مصر تتطلع إلى أن يكون لهذا التطور مردود إيجابي إزاء سياسات إيران الإقليمية والدولية، ويشكل فرصة سانحة لتأكيد توجهها نحو انتهاج سياسة تراعي الشواغل المشروعة لدول المنطقة، بما يعزز من فرص التعاون وتوطيد التواصل الإيجابي فيما بينها، من أجل رسم مسار للعلاقات يلبي آمال شعوب المنطقة في الازدهار والتقدم.

كما أعلنت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية،  الجمعة، أنها تتابع باهتمام الاتفاق الذي تم الإعلان عنه باستئناف العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية إيران الإسلامية.

وأعربت عن تطلعها لأن يسهم الاتفاق في تخفيف حدة التوتر في المنطقة، وأن يعزز من دعائم الاستقرار والحفاظ على مقدرات الأمن القومي العربي، وتطلعات شعوب المنطقة في الرخاء والتنمية والاستقرار.

كما أثنى الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط - على اتفاق استئناف العلاقات الثنائية بين السعودية وإيران، مشيرًا إلى أنه ينهي حالة الاحتدام بين الدولتين المستمرة منذ سبع سنوات.

وقال أبو الغيط، في تغريدةٍ عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: "الاتفاق بين السعودية وإيران ينهي حالة الاحتدام بين الدولتين التي استمرت ما يزيد على سبع سنوات".

وأردف قائلًا: "خطوة يمكن أن تؤشر لمرحلة جديدة إيجابية في العلاقات الثنائية قد تكون مفيدة للإسهام في تحقيق قدر من الاستقرار إقليميًا".

كما رحّب كل من العراق وعمان، بالبيان الثلاثي المشترك الصادر من السعودية وإيران والصين باستئناف العلاقات الدبلوماسية السعودية الإيرانية.

وجاء في بيان نقلته وكالة "الأنباء العمانية"، عن وزارة الخارجية قولها: "سلطنة عمان ترحب بالبيان الثلاثي المشترك الصادر من المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية وجمهورية الصين الشعبية باستئناف العلاقات الدبلوماسية السعودية الإيرانية وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدة أقصاها شهران، وتفعيل اتفاقية التعاون الأمني بينهما والاتفاقية العامة للتعاون في مجال الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتقنية والعلوم والثقافة والرياضة والشباب".

وأعربت عمان عن أملها في أن تسهم هذه الخطوة في تعزيز ركائز الأمن والاستقرار في المنطقة وتوطيد التعاون الإيجابي البنّاء الذي يعود بالمنفعة على جميع شعوب المنطقة والعالم.

من جهتها، ذكرت وزارة الخارجية العراقية، أنها ترحب بالاتفاق بين السعودية وإيران لتبدأ بموجبه صفحة جديدة من العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الجارين، حسب وكالة الأنباء العراقية.

استئناف العلاقات واستقرار الخليج

ومن قبله، رحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش باتفاق السعودية وإيران على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما في غضون شهرين.

وأعرب المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، عن تقدير الأمين العام للصين لاستضافتها المحادثات الأخيرة، وعملها من أجل تعزيز الحوار بين الدولتين، وأشاد الأمين العام بجهود دول أخرى بهذا الشأن منها سلطنة عُمان والعراق.

وقال المتحدث، إن علاقات حسن الجوار بين السعودية وإيران، أساسية لاستقرار منطقة الخليج، حيث جدد الأمين العام، وفق ما ذكره المتحدث باسمه، التأكيد على استعداده لبذل مساعيه لتعزيز الحوار الإقليمي وضمان الأمن والسلام في منطقة الخليج.

من جهتها أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، عن ترحيبها بـ"أي جهود للمساعدة في إنهاء الحرب في اليمن، وتهدئة التوترات في منطقة الشرق الأوسط"، وذلك تعليقا على إعلان السعودية وإيران عن التوصل إلى اتفاق لاستئناف العلاقات الدبلوماسية.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير، خلال مؤتمر صحفي: "نحن على دراية بالتقارير بشأن الاتفاق بين إيران والسعودية، وبشكل عام، نحن نرحب بأي جهود للمساعدة في إنهاء الحرب في اليمن وتهدئة التوترات في منطقة الشرق الأوسط، وهذا هو أحد الأسباب التي دفعت الرئيس (جو بايدن) للسفر إلى المنطقة خلال الصيف الماضي لإجراء محادثات".

وأضافت: "يعد خفض التصعيد والدبلوماسية، جنبا إلى جنب مع الردع، ركائز أساسية للسياسة التي وضعها الرئيس بايدن خلال زيارته في المنطقة في يوليو، لذا فإن وقف تصعيد التوتر في الشرق الأوسط يمثل أولوية، وهو يرحب بذلك".

وكالة الأنباء السعودية (واس) ذكرت أن المملكة وإيران وقعتا اتفاقا لاستئناف العلاقات الدبلوماسية.

وقالت الوكالة: صدر بيان ثلاثي مشترك لكل من المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية وجمهورية الصين الشعبية، فيما يلي نصه: "استجابةً لمبادرة كريمة من الرئيس شي جين بينج رئيس جمهورية الصين الشعبية بدعم الصين لتطوير علاقات حسن الجوار بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، وبناءً على الاتفاق بين الرئيس شي جين بينج وكل من قيادتي المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، بأن تقوم جمهورية الصين الشعبية باستضافة ورعاية المباحثات بين المملكة العربية السعودية، والجمهورية الإسلامية الإيرانية، ورغبة منهما في حل الخلافات بينهما من خلال الحوار والدبلوماسية في إطار الروابط الأخوية التي تجمع بينهما، والتزامًا منهما بمبادئ ومقاصد ميثاقي الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي، والمواثيق والأعراف الدولية، فقد جرت في الفترة من 6- 10 مارس 2023م في بكين، مباحثات بين وفدي المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية برئاسة معالي الدكتور مساعد بن محمد العيبان وزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار الأمن الوطني في المملكة العربية السعودية، ومعالي الأدميرال على شمخاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في الجمهورية الإسلامية الإيرانية".

وأعرب الجانبان السعودي والإيراني عن تقديرهما وشكرهما لجمهورية العراق وسلطنة عمان لاستضافتهما جولات الحوار التي جرت بين الجانبين خلال عامي 2021م- 2022م، كما أعرب الجانبان عن تقديرهما وشكرهما لقيادة وحكومة جمهورية الصين الشعبية على استضافة المباحثات ورعايتها وجهود إنجاحها.

تمدد إيران بالمنطقة والحرب باليمن

وقال السفير محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق ورئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية، إن استئناف العلاقات بين البلدين هي خطوة مهمة للغاية، حيث إنها ستخفف من حدة التوترات التي تحدث بالمنطقة، مشيراً إلى أن إيران استخدمت الفترة الاخيرة بعض الأذرع الخاصة بها مثل حزب الله والحوثيين وغيرهم لمحاولة التمدد في المنطقة.

وأضاف العرابي خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أن هذه الخطوة الدبلوماسية من شأنها أن تُحد من إمكانيات التمدد الإيراني بدول الجوار، فضلاً عن وضع إيران في موضع الدولة الجار التي يجب أن تحترم الشأن الداخلي لكل دولة، وبالتالي ذلك سيقوم بالتخفيف من التوتر الموجود في المنطقة العربية وتخفيف دعم إيران للحوثيين والذي من شأنه أن يسهل حل المسألة اليمنية، مؤكداً أن "هناك عدد من الجوانب الإيجابية التي ستعود على عودة العلاقات بين البلدين".

وتابع وزير الخارجية الأسبق: "اتمنى أن يصمد الاتفاق أمام المتغيرات الدولية الحادة التي تحدث بالمنطقة وسيتضح خلال الفترة القادمة مدى رسوخ وفعالية هذا الاتفاق".

ولفت العرابي، إلى إن هناك العديد من المتغيرات الدولية التي تحدث بشكل سريع حيث إن الصين أصبح لديها تدخل دولي دبلوماسي خلال الحرب بين روسيا وأوكرانيا أو حتى من خلال عودة العلاقات بين السعودية وإيران.

واختتم العرابي، أن الولايات المتحدة لا يزال لها دورا في المنطقة العربية وهذا الاتفاق لن ينهي العلاقة مع أمريكا بل بالعكس سيصبح أكثر قوة مع دول المنطقة العربية.