الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صحف الإمارات: دبلوماسية أبوظبي تعكس الصورة المشرقة والسمعة الطيبة أمام العالم

صدى البلد

وصفت صحيفة "الخليج" نهج دولة الإمارات في ممارسة "القوة الناعمة" كأسلوب قيمي وأخلاقي، بأنه يعد نموذجا عربيا متفردا، نجح نجاحاً لافتاً وبات يشكل معلماً من المعالم الإنسانية في العلاقات الدولية، حيث رسخ احترامها ومحبتها في المحيطين الإقليمي والعالمي.

وقالت الصحيفة - في افتتاحيتها تحت عنوان " القوة الناعمة.. والصلبة " - لقد عكست دبلوماسية الإمارات الصورة المشرقة والسمعة الطيبة أمام العالم، وفي كل المحافل والمنتديات العالمية، وحققت من خلال ذلك مواقع متقدمة في مختلف المؤشرات الدولية، وفي مختلف ميادين الحياة، لأنها عرفت كيف تستثمر قيّمها الإنسانية والحضارية الثقافية لما فيه خير شعب الإمارات وشعوب العالم.

وأكدت أن دولة الإمارات ومنذ أن أطلقت "استراتيجية القوة الناعمة" في سبتمبر 2017، وهي تمضي من نجاح إلى آخر في تكريس سمعتها ودورها إقليمياً ودولياً على المستويين الرسمي والشعبي، وتكريس مكانتها كقوة اقتصادية وسياسية وثقافية وإنسانية وحضارية.

وقالت إن مفهوم القوة الناعمة يعتبر جديداً في علم السياسة منذ صاغه جوزيف ناي عام 1990 في كتابه "مقدرة القيادة .. الطبيعة المتغيرة للقوة الأمريكية"، أي أن تكون للدولة قوة روحية ومعنوية من خلال ما تجسده من أفكار ومبادئ إنسانية وقيم وأخلاق في تعاملها مع الآخرين في مجالات الثقافة والفن والعلاقات الإنسانية، بمعزل عن فرض رؤى سياسية، والسعي إلى الهيمنة والتأثير السلبي.

وأوضحت أن القوة الناعمة تقوم على ثلاثة مصادر، هي: ثقافتها في الأماكن التي تجلب إليها الآخرين، وقيمها السياسية القائمة على الحق والعدل، والسياسة الخارجية عندما يراها الآخرون شرعية وأخلاقية، وهي بالتضاد الكامل مع القوة الصلبة، أو الخشنة، أو القوة الغاشمة، التي تلجأ إلى استخدام القوة، وسياسة العصا والجزرة، والضغط الاقتصادي والحصار، والحروب لإجبار الآخرين على الامتثال بالقوة والقهر، وهو النموذج التي تتبعه الولايات المتحدة في مختلف أنحاء العالم.

وقالت إنه ومن خلال رصد مفاعيل استخدام القوة الناعمة، فهي الأكثر نجاحاً وقبولاً، واستثماراً في العلاقات الدولية، والأقدر على تحقيق نتائج إيجابية في التأثير والإقناع وجذب الآخرين وكسب احترامهم، في حين أن القوة الصلبة التي تستخدم القوة والإكراه والقهر خارج الشرعية الدولية قد تحقق نتائج آنية، لكنها ستؤدي إلى أن يدفع من يستخدمها ثمناً باهظاً، وتؤدي إلى تقليص إمكانياته وقدراته على مواصلة هذا النهج على المدى الطويل، كما يضعف قدرته على التأثير في مجرى علاقاته الدولية.

ورأت الصحيفة في هذا الصدد أن الدعوة للقوة الناعمة من جانب بعض الأكاديميين الأمريكيين هي محاولة لإنقاذ الولايات المتحدة من شرور الاستخدام المفرط لقوتها الصلبة، وما أحدثته من دمار في البنى التحتية والمجتمعية للدول على مستوى العالم، وما تسببت فيه من هدر لمليارات الدولارات، وخسائر بشرية فادحة، من دون أن تحقق أهدافها، وعلى حساب رفاهية المواطن الأمريكي.

وأكدت "الخليج" في ختام افتتاحتها أن في استخدام "القوة الناعمة" تنجح الدول وتحقق ما تسعى إليه من أهداف، أما استخدام "القوة الصلبة" فهي استنزاف مادي وبشري بلا طائل، وإثارة للحروب والصراعات.