الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

النشيد الرسمي للأم.. حكاية أغنية ست الحبايب وتنفيذها في ربع ساعة

صدى البلد

انطلق صوت فايزة أحمد عبر الأثير في سماء العالم العربي، في 21 مارس عام 1958، تشدو بأغنية "ست الحبايب"، لتحفر اسمها بحروف من نور في أذهان وذاكرة الجماهير، حيث خرجت كلماتها صدفة، ولحنت في ربع ساعة وسجلت في الإذاعة المصرية في اليوم التالي مباشرة، ليكتب لها القدر أن تظل راسخة في أذهان وذاكرة الجماهير العربية، وترتبط ارتباطاً وثيقاً بعيد الأم وتصبح أيقونة هذا العيد والنشيد الوطني للأم.

الارهاق يقود حسين السيد للمفتاح

في مساء يوم 20 مارس من العام 1958، ذهب الشاعر الكبير حسين السيد لزيارة والدته في منزلها، وعقب صعوده الطوابق الخمسة متجهاً لشقة والدته في الطابق الأخير، اكتشف أنه نسي شراء هدية لأمه كي يقدمها لها في عيدها بعد يوم.

حسين السيد

نظراً لشعوره بالتعب والإرهاق فلم يبادر بالنزول مجدداً للشارع وشراء هدية، لذا هداه تفكيره لحيلة يهدّئ بها والدته.

كذبة بيضاء على السلم

أخرج الشاعر الكبير ورقة وقلماً من جيبه، وجلس على السلم أمام الشقة يكتب كلمات يعبر فيها عن حبه وتقديره لأمه، ويقدمها لها فور أن تفتح له باب الشقة.

انطلقت الكلمات تخرج بعفوية من الشاعر الراحل، وبدأ الكلمات بلقب ست الحبايب كما كات ينادي والدته، ووجد دون أن يدري في النهاية أنه خط لوحة رائعة لكنه لم يكن يعلم ان كلماته ستصبح النشيد الرسمي في عيد الام.

انتهى الشاعر الكبير من الكلمات، وطرق باب الشقة وقدم الكلمات لأمه التي قرأتها وبكت فرحة من تأثرها بها، فقد مست قلبها وعبرت عن مشاعر ابن بار ومحب لها، وسألت ابنها هل هذه الكلمات لها أم أنها أغنية جديدة من تأليفه؟، فقال لها إن هذه الكلمات لها وحدها فقط وليست أغنية.

وعد الابن البار يسعد الملايين

لم يكتفى حسين السيد بإهداء أمه أجمل الكلمات، بل وعدها بأنها لو رغبت في أن تكون أغنية فسيكون ذلك خلال ساعات، وبصوت أجمل المطربات، فوافقت الأم على الفور.

اتصل الشاعر الكبير بالموسيقار محمد عبدالوهاب، وروى له القصة، وقرأ عليه الكلمات واكشتف بعد الانتهاء من قراءتها أن عبد الوهاب سجلها في ورقة عنده، ووعده الأخير بتلحينها ليكتشف الشاعر الكبير في اليوم التالي هو ووالدته بالأغنية تذاع في الإذاعة المصرية وبصوت فايزة أحمد.

ربع ساعة أنجزت المهمة

اندهش حسين السيد، واتصل بعبد الوهاب مستفسراً عما حدث، فقال له عبد الوهاب إنه أعجب بالكلمات ولحنها في 15 دقيقة، واتصل بفايزة أحمد ودعاها على الفور للتدريب على اللحن.

عبد الوهاب وفايزة

وكانت الأقدار تحيط بالجميع فقد حفظت المطربة الكبيرة الكلمات بسهولة وأدت البروفات بسلاسة ويسر حتى مطلع الفجر، ومع إشراقة صباح يوم 21 مارس، وهو عيد الأم، كانت فايزة أحمد في الإذاعة المصرية تسجل الأغنية لتبث في العاشرة مساء نفس اليوم.

كلمات نشيد الأم العظيم في عيدها

"ست الحبايب ياحبيبة.. يا أغلى من روحي ودمي
ياحنينة وكلك طيبة.. يارب يخليكي يا أمي
زمان سهرتي وتعبتي وشيلتي من عمري ليالي
ولسه برضه دلوقتي بتحملي الهم بدالي
أنام وتسهري وتباتي تفكري
وتصحي من الآدان وتيجي تشقري

تعيشي ليا ياحبيبتي يا أمي ويدوم لي رضاكي
أنا روحي من روحك أنتي وعايشه من سر دعاكي
بتحسي بفرحتي قبل الهنا بسنة
وتحسي بشكوتي من قبل ما أحس أنا
يارب يخليكي يا أمي يا ست الحبايب

لو عشت طول عمري أوفي جمايلك الغالية عليا
أجيب منين عمر يكفي وألاقي فين أغلى هدية
نور عيني ومهجتي وحياتي ودنيتي
لو ترضي تقبليهم دول هما هديتي".