قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

رمضان في موريتانيا.. وسائل الإعلام ترفع شعار "لا للموسيقى"


تعكس استعدادات الموريتانيين لاستقبال شهر رمضان حجم التباين الكبير في مستوى الدخل بين الفئات المختلفة في العاصمة نواكشوط، ففي الاحياء الراقية تتعالى الأطباق الهوائية على أسطح المنازل لمتابعة القنوات الفضائية، كما تمتلئ الثلاجات بشتى أنواع العصائر والفواكه.
أما في جنوب العاصمة حيث تقيم فئات زنجية وشرائح فقيرة فتغيب أبسط مقومات الحياة، فيتطلب الحصول على الماء الصالح للشرب جهدًا كبيرًا، حيث يتم جلب الماء من خارج هذه الأحياء عبر العربات التي تجرها الحمير، وفي ظل الانقطاع المستمر للتيار الكهربي هناك وانتشار البطالة وتراجع الدخل الشهري تجد سكان جنوب العاصمة مضطرين إلى البحث عن أماكن أكثر راحة من مساكنهم، فيجلسون تحت ظلال الأشجار وعلى الشواطئ.
الاحتفال بحلول شهر رمضان في موريتانيا يأخذ طابعين، الرسمي والشعبي، فنجد على المستوى الرسمي مشاركة الحكومة الموريتانية في إحياء عادات رمضان، خاصة فيما يتعلق بجوانب الوعظ والإرشاد الديني والإفتاء والتكافل الاجتماعي والاقتصادي، فتقوم وزارة الإعلام عبر الإذاعة والتلفزيون بتنظيم سلسلة برامج دينية للإفتاء والوعظ يشارك فيها علماء وأئمة ودعاة معروفون، أما وزارة الشؤون الإسلامية فتقوم بتنظيم عمليات «إفطار الصائمين» كل عام، حيث تشمل تقديم وجبات الإفطار وتوزيع المواد الغذائية الأساسية لإفطار الصائم على المساجد والمدارس القرآنية في نواكشوط وفي الولايات الداخلية والتي تتمثل في اللبن والسكر والتمر والأرز، كما تقوم وزارة التجارة بتنظيم مشروع «بيع المواد الغذائية بأسعار مخفضة» للصائمين طوال شهر رمضان المبارك، وافتتاح محال لبيع المواد الغذائية بهدف توفير المواد الغذائية للمواطنين وبأسعار مخفضة.
وعلى المستوى الشعبي يحرص مسلمو موريتانيا على الاستعداد لاستقبال رمضان بالإقبال على شراء كل ما تضمه المائدة الرمضانية يوميًا من الأسواق.
ويستقبل الشعب الموريتاني رمضان مثل غيره من الشعوب بالحفاوة والترحيب والتقدير والاحترام والتقديس، وفيه يحرص الناس على إخراج الصدقات، وصلات الأرحام وزيارة الأقارب، خاصة بعد الإفطار وبعد صلاة التراويح، كما يحرصون على عيادة كبار السن والمرضى والمعاقين، كذلك ينتظره الأغنياء لتوزيع زكاتهم طلبًا لمضاعفة الأجر والثواب، ويختص رمضان بالكثير من الشعائر والطقوس الدينية والعرفية التي يحرص عليها الكبار والصغار على حد سواء، ولتهيئة الصغار والمراهقين للمشاركة في الاحتفال بأجواء رمضان يتم حلق رؤوس الأطفال في مستهل هذا الشهر الكريم تيمنًا وتبركًا بهذا الشهر الفضيل.
قبيل موعد السحور ينتشر بالشوارع عدد من الفتية المتطوعين يجوبون معظم الشوارع ويقرعون الدفوف، ابتداء من الساعة الرابعة صباحًا أي قبل موعد الإمساك بساعة ونصف تقريبًا، وقد ابتدع الموريتانيون جيلاً جديدًا من «المسحراتي» التكنولوجي، وذلك بواسطة الهاتف المحمول، حيث «يتطوع» مجهولون يتسمون بالرزانة كما يبدو من أصواتهم وكلماتهم، للاتصال بعشرات الأرقام كل ليلة وبشكل عشوائي لإيقاظهم.
وتحمل عادات الشهر المبارك مسحة دينية واضحة للعيان، إذ يعمد كل فرد في موقعه إلى الظهور بمظهر محتشم أكثر من أي وقت آخر وفقًا مع ما يتطلبه رمضان من احترام ورحمة وعطف، فتحرص النساء هناك على ارتداء «الملحفة» ويعد ذلك الزي الموريتاني الإسلامي النسائي.
ومن بين مظاهر التعاون والتكافل الاجتماعي في موريتانيا يقوم العديد من الأفراد بإعداد موائد كبيرة لإفطار الصائمين يدعون إليها كل من يجدونه في الشارع وقت الإفطار، كما تبعث كثير من الأسر المجاورة للمساجد بأوان تحمل أصنافًا مختلفة من مواد الإفطار، ليفطر بها الصائمون المتواجدون في المسجد وقت أذان المغرب، كذلك يهتم الكثير من السكان الميسوري الحال بتقديم المعونات النقدية إلى الضعفاء والمحتاجين في رمضان.. ومن جانبها تعمد الجمعيات الثقافية والشبابية إلى تنظيم إفطارات جماعية، خصوصًا للمحتاجين في الأحياء الشعبية والمساجد.
وتتوقف كل من الإذاعة والتلفزيون الحكوميين، وهما المحطتان الوحيدتان في البلاد، خلال شهر رمضان عن بث الموسيقى، ليفسحا المجال واسعًا أمام العديد من البرامج الدينية المتنوعة والتي تشمل البرامج المسجلة، والمباشرة التي تناقش مختلف القضايا المرتبطة بالصوم، وترد على أسئلة واستفسارات المستمعين، وكذلك تقوم هاتان المحطتان بنقل الدروس والمحاضرات على الهواء أو مسجلة، كما تنظم مسابقات ثقافية متنوعة، ومسابقات في حفظ وتجويد القرآن الكريم، وتقدم الإذاعة والتلفزيون إضافة إلى ذلك بعض البرامج الترفيهية كالمسلسلات المتعلقة بالتاريخ الإسلامي، والتمثيليات الهادفة التي تعالج جوانب من حياة المجتمع بأسلوب فكاهي ساخر.