الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد انضمام فنلندا رسميا للناتو.. ما هو موقف الحلف العسكري تجاه السويد؟

السويد وفنلندا وحلف
السويد وفنلندا وحلف الناتو

تنضم فنلندا اليوم الثلاثاء، إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، حيث يعد التحالف العسكري هو الأكبر في العالم، وفقا لموقع “ذا هيل” الأمريكي، لتصبح العضو رقم 31 فيه.

‏وتأتي هذه اللحظة التاريخية بعد أن قررت تركيا، الأسبوع الماضي، السماح لـ فنلندا بالمضي قدما في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي دون جارتها السويد.‏

وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ‏‏ينس ستولتنبرج، الاثنين، إنه "أسبوع تاريخي" حيث سيرفع الحلف العلم الفنلندي لأول مرة هنا في مقر الناتو، مما يمثل يوما جيدا لأمن فنلندا وأمن الشمال وحلف شمال الأطلسي ككل. ‏

‏وأضاف أنه يأمل أن تنضم السويد إلى حلف شمال الأطلسي في الأشهر المقبلة، على الرغم من أن ذلك يبدو غير مؤكد.‏

‏ووفقا لشروط الناتو؛ يجب أن يوافق جميع أعضاء الحلف على أي أعضاء جدد، لذلك لم تنضم السويد إلى الحلف العسكري حتي الأن بسبب تعليق تركيا عرضها فيما يعتبره الخبراء لعبة قوة من قبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.‏

عدم انضمام السويد لحلف الناتو

قالت إليزابيث براو، الخبيرة في قضايا الدفاع الأوروبية في معهد أمريكان إنتربرايز‏، تعليقا على عدم انضمام السويد إلى حلف الناتو حتي الآن، إن هذا هو الجزء المحطم للأعصاب، ليس من الواضح حقا ما هو الجدول الزمني، لافته إلى أن الأمر يتعلق إلى حد كبير بالمسرح السياسي، مما يجعله غير متوقع. ‏

وحافظت فنلندا والسويد على مدى عقود على موقف عدم الانحياز إلى حلف شمال الأطلسي لتجنب التوترات مع روسيا التي ترى في توسع الحلف تهديدا أمنيا، حيث تشترك فنلندا في حدود طولها 830 ميلا مع روسيا. ‏

‏ولكن بعد الحرب الروسية الأوكرانية العام الماضي، سرعان ما تخلت فنلندا والسويد عن وضعهما المحايد وتقدمتا بطلب للحصول على عضوية الناتو في مايو الماضي.‏

‏ودعيت هلسنكي وستوكهولم في وقت لاحق، رسميا للانضمام إلى الحلف، حيث وافق معظم أعضاء الناتو على طلباتهم في غضون أسابيع، ولكن بموجب قواعد الانضمام، يمكن لأي عضو استخدام حق النقض ضد دولة جديدة من الانضمام، لذلك عطلت تركيا والمجر العملية.‏

‏وأصرت أنقرة على أن تتخذ فنلندا والسويد موقفا أكثر صرامة ضد حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره تركيا والاتحاد الأوروبي جماعة إرهابية. ‏

‏واتخذت الدول الثلاث خطوات متعثرة نحو التوصل إلى حل وسط في يونيو من العام الماضي، حيث وقعت مذكرة تفاهم لمعالجة مخاوف أنقرة، وفي الأسبوع الماضي صدق البرلمان التركي بالإجماع على انضمام فنلندا إلى حلف شمال الأطلسي، وهي آخر دولة عضو في الناتو تبدي موافقتها رسميا.‏

لماذا لم تنضم السويد للناتو؟

‏عبَّر مسؤولون غربيون عن تفاؤلهم بأن السويد ستنضم قريبا إلى جارتها فنلندا في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، ويفضل أن يكون ذلك قبل قمة القادة المقررة في يوليو القادم في فيلنيوس بـ ليتوانيا، ‏ولكن تركيا لم تشر إلى ما إذا كانت ستوافق على عضوية السويد في حلف شمال الأطلسي المتوقفة منذ يناير.

‏ووجدت المجر، التي كانت معرضته أيضا على انضمام فنلندا إلى حلف الناتو ولكنها وافقت لاحقا، أن هناك قدرا كبيرا من الموافق التي تحتاج إلى معالجة قبل أن تصدق على عرض السويد، حسبما قال المتحدث باسم الحكومة المجرية، زولتان كوفاكس.‏

‏كما قال النائب الرئيسي لمساعد وزير الخارجية للشؤون الأوروبية والأوراسية في الولايات المتحدة الأمريكية، ديريك هوجان، إن المسؤولين الأمريكيين يريدون من كل من المجر وتركيا المضي قدما في انضمام السويد في أقرب وقت ممكن قبل اجتماع فيلنيوس لاختتام كل هذا، إن لم يكن قبله. ‏

‏وأضاف أن وزير الخارجية الأمريكي ‏‏أنتوني بلينكن‏‏، الذي سيكون في بروكسل اليوم الثلاثاء لانضمام فنلندا، سيجتمع مع نظيره التركي بشأن توسيع الناتو، وهو موضوع رئيسي لمشاركاتنا العامة والخاصة. ‏

ولكن أتت الانتخابات الرئاسية التركية، المقرر عقدها في مايو القادم، لتبقي الأمور معلقة في الهواء، وتوقع الكثيرون بأن الرئيس التركي أردوغان يحجب عمدا دعمه للسويد لأسباب سياسية داخلية قبل التصويت. ‏

وقال ماتيو دروين، خبير الناتو في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: ‏"أعتقد أن هذا وضع مربح للجانبين بالنسبة للرئيس التركي، خاصة في وقت حاسم قبل أسابيع قليلة من الانتخابات الرئاسية التركي"، لافتا إلى أنه يساعد أردوغان على تقديم نفسه كزعيم شهم.

وأضاف دروين: "في الوقت نفسه، لم توضح المجر مطالبها أبدا، حيث اتهم رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، ستوكهولم وهلسنكي بنشر أكاذيب صريحة عن بلاده، ومع ذلك حتى لو استمرت المحادثات في السويد، فهذا لا يعني أن البلاد ستكون أقل أمانا".

وأوضح دروين: ‏"أعتقد أنه لم يكون هناك تغير في المشهد الأمني بشكل كبير".‏

غضب روسي من انضمام فنلندا للناتو

وأبت روسيا غضبها من اضمام فنلندا إلى الناتو، حيث تعهدت هذا الأسبوع بتعزيز دفاعاتها بالقرب من الحدود المشتركة بين البلدين إذا أرسل حلف شمال الأطلسي أي قوات إلى الدولة الواقعة على الحدود الشمالية لروسيا.

ومن جهته، أعلن‏ نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر جروشكو، أن روسيا ستعزز إمكاناتيها العسكرية في الغرب والشمال الغربي.

‏وأضاف: "في حالة نشر قوات أعضاء آخرين في حلف شمال الأطلسي على أراضي فنلندا سنتخذ خطوات إضافية لضمان الأمن العسكري لروسيا".‏