الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عميد كلية أصول الدين سابقا: الإخلاص أساس وركيزة قبول الأعمال

صدى البلد

أكد الدكتور عبد الفتاح العواري، عميد كلية أصول الدين سابقا، أن ملتقى الفكر الإسلامي بالحسين من الأهمية بمكان، مؤكدًا أن العلاقة بين الإخلاص وبين الصوم الذي هو من العبادات الخفية السرية التي لا يطلع عليها أحد سوى علام الغيوب علاقة وطيدة غير خافية. 

واستشهد "العواري"، بقول سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في ما يرويه عن ربه ( عز وجل): "كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له، إلَّا الصِّيَامَ؛ فإنَّه لي، وأَنَا أجْزِي به"، ويقول (تبارك وتعالى): "هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَنْ يُنِيبُ فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ"، ويقول (سبحانه وتعالى): "وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ"، وأن الإخلاص هو الأساس والركيزة التي لا بد أن تعتمد عليها الأعمال الصالحة لتكون متقبلة من الله (تبارك وتعالى)، وقد كان الصالحون يعملون العمل ابتغاء وجه الله ( تبارك وتعالى )، فعدم الإخلاص يجعل العمل هباء منثورا لا قيمة له ولا وزن له.

وأضاف خلال الليلة الحادية عشر بملتقى الفكر الإسلامي بساحة مسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه) بعنوان: "الإخلاص في القول والعمل" أن تحلية العمل تكون بالإخلاص لله رب العالمين، بأن يتوجه الإنسان بكليته وجزئيته إلى ربه دون أن يجعل في عمله شيء من الرياء، يقول رسول الله ( صلى الله عليه وسلم): "مَن صامَ رَمَضانَ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن قامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ"، وأن العبد الفائز هو الذي يقصد بعمله ابتغاء وجه الله، مشيرًا إلى ضرورة استحضار الإخلاص في أقوالنا وأعمالنا ليتحقق الخير، فبه ننتصر، وبه تبنى المجتمعات، لتكون أعمالنا سليمة متقبلة من رب العزة (جل وعلا)، والتخلي عن الإخلاص يفسد العمل قال تعالى: "وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا"، وأن الأساس في الأعمال صدق النية.

وفي كلمته أكد الدكتور هشام عبد العزيز أن بيننا جميعا وبين الله (تبارك وتعالى) هذه الأيام علاقة طيبة، حيث إن الإنسان أثناء النهار في صيام وعبادة لله تعالى، وفي الليل في طاعات وعبادات، وأن الإنسان قد يفرح بأعماله ويتباهى بها أمام أقرانه وزملائه، وأن السر في الظهور بهذه الطاعات هو القلب قال تعالى: "يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ"، فالقلب السليم الصافي الخالص النابض لا يطرأ عليه العجب ولا يدخله الرياء، فما نقوم به من عبادات وطاعات نعمة من الله (عز وجل) قال تعالى: "وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ"، فالله (تبارك وتعالى) هو الذي أقامنا في العبادة، فمن أخلص ظهرت عليه علامات الأنوار والأسرار، بتصفية وتنقية أعماله كلها لله (تبارك وتعالى).

مشيرا إلى أن الإخلاص سر بين العبد وربه، فالمخلص يتقرب إلى مولاه حبا له، ومن كان مع الله (عز وجل) يكن الله معه، وأن أساس كل ذلك الحب لله (تبارك وتعالى) والحب لسيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم).