الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الجالية المصرية في السودان.. تحركات موسعة تجريها الخارجية لإعادة الراغبين |ما الجديد؟

السودان
السودان

تسعى الدولة المصرية منذ اللحظات الأولى لاشتعال الأوضاع في  السودان للحفاظ على أبنائها من الجالية المصرية المتواجدة داخل مناطق النزاع، وهذا ليس بجديد فهي تضع أبناءها كأولوية قصوى، وتتحرك من أجلهم الوزارات المعنية الخارجية أو الهجرة، وتسخر كافة طاقاتها الدبلوماسية في سبيل ذلك دعمهم ومساندتهم.

الأوضاع في السودان 

أوضاع المصريين في السودان

وأكدت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، السبت، أنها تنسق وتتابع على مدار الساعة مع كافة أجهزة الدولة المعنية، والسلطات السودانية، والسفارة المصرية في الخرطوم وقنصليتي مصر في بورتسودان ووادي حلفا، أوضاع الجالية المصرية في السودان.

وأوضحت الوزارة، أن تلك المتابعة تهدف للإعداد لعمليات الإجلاء للراغبين في العودة فور توفر الظروف الميسرة لذلك.

وناشدت الوزارة في بيانها الذي نشرته على صفحتها على فيسبوك: "جميع المصريين المتواجدين في السودان التزام مناطق سكنهم، وتجنب التواجد في مناطق التوتر والانفلات الأمني، مع التحلي بالهدوء والإبقاء على قنوات الاتصال مفتوحة مع التمثيل الدبلوماسي والقنصلي المصري في السودان، لحين ورود الإرشادات الخاصة بعمليات الإجلاء".

وقالت الوزارة، إنه في إطار المتابعة المكثفة من جانب أجهزة الدولة المصرية وعلى أساس المعلومات الواردة بشأن تطورات الأزمة السودانية، تدعو الخارجية المصرية المواطنين المتواجدين خارج مدينة الخرطوم للتوجه إلى أقرب نقطة لهم تمهيدا لإجلائهم بواسطة السلطات المصرية المختصة، وذلك على النحو التالي:

  • مقر القنصلية العامة المصرية بمدينة بورسودان بولاية البحر الأحمر، ورقم خط الإتصال (00249906398621).
  • مكتب وأدى حلفا القنصلي بمدينة وأدى حلفا بولاية الشمالية، ورقم خط الاتصال (00249116604033و00249118162679).

كما تدعو الوزارة المصريين المتواجدين بمدينة الخرطوم للبقاء في منازلهم لحين تحسن الأوضاع الأمنية بالعاصمة السودانية، وإعادة تقييم الوضع في ضوء عدم استقرار الأوضاع الأمنية طبقا لتطور الموقف، وبالتنسيق مع السلطات السودانية، وبما يسمح بإجلائهم في إطار خطة الإجلاء الموضوعة لجميع المصريين في السودان.

وزارة الخارجية المصرية

جهود القاهرة لتهدئة الأوضاع

ولا زالت الدولة المصرية تقوم بدورها التاريخي نحو أشقائها في السودان، حيث واصلت دعوة جميع الأطراف إلى ضبط النفس والحفاظ على سلامة الشعب السوداني ووحدة مؤسساته.

وتلقى وزير الخارجية، اتصالاً هاتفيا، السبت، من وزير خارجية السويد توبياس بيلستروم، ناقشا خلاله الوضع في السودان، وسبل دعم وتثبيت وقف إطلاق النار لتمكين عمليات الإغاثة الإنسانية ووصولها إلى المصابين والجرحى، بحسب ما أعلن السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم الوزارة.

وأضاف المتحدث في بيان، أن "الوزير شكري تناول خلال الاتصال جهود مصر من خلال اتصالاتها مع كافة الأطراف"، مشدداً على "أهمية العمل من أجل التوصل لوقف دائم لإطلاق النار وتجنب كافة الخروقات، حقناً لدماء الشعب السوداني الشقيق".

كما أكد وزير الخارجية: "ضرورة امتناع أي طرف خارجي عن التدخل بشكل يقوض من جهود التهدئة، وبما يسهم في إنجاح الجهود الهادفة لإخراج السودان من هذا الوضع الصعب"، بحسب البيان.

وتعمل الدولة المصرية على تهدئة الأوضاع في السودان، حيث تلقى شكري اتصالًا هاتفيًا يوم 20 أبريل الجاري، من وزير خارجية هولندا فوبكه هويكسترا، تناول مستجدات الوضع في السودان.

وبين المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية أن الوزير شكري استعرض خلال الاتصال الجهود التي تبذلها مصر واتصالاتها مع مختلف الأطراف للتوصل إلى وقف مستدام لإطلاق النار.

وشدد على ضرورة الاستمرار في تشجيع الأطراف السودانية على الاستماع لصوت العقل وحقن دماء الشعب السوداني من خلال تطبيق وقف فوري وسريع لإطلاق النار.

وأعرب الوزير الهولندي عن تقدير بلاده للجهود التي تبذلها مصر من أجل وقف إطلاق النار في السودان، معربًا عن قلق بلاده العميق من تأثير العمليات العسكرية على المواطنين السودانيين والرعايا الأجانب المتواجدين هناك.

كما طلب الوزير الهولندي التنسيق مع مصر من أجل الإسهام في توفير الحماية للرعايا الهولنديين المتواجدين في السودان، وهو ما رحب به الوزير سامح شكري.

سامح شكري وزير الخارجية 

جهود الوساطة لأجل السودان 

كما تلقي وزير الخارجية اتصالًا هاتفيًا 20 أبريل الجاري، من وزير خارجية الهند سوبراهمانيام جايشانكر؛ تناول تطورات الأوضاع في السودان.

وأشار المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية إلى أن الاتصال شهد استعراض الجهود التي تقوم بها مصر من خلال اتصالاتها مع مختلف الأطراف الدولية والإقليمية للتوصل إلى وقف مستدام لإطلاق النار، موضحًا أن الوزير سامح شكري شدد على ضرورة تكامل الجهود وحث الأطراف السودانية على الوصول لهذا الهدف حفاظًا على أرواح وممتلكات الشعب السوداني الشقيق.

وثمن الوزير الهندي جهود الوساطة التي تضطلع بها مصر من أجل وقف إطلاق النار في السودان، مشيرًا إلى قلق بلاده البالغ من تداعيات المواجهات العسكرية الجارية، وتأثيرها على المدنيين من أبناء الشعب السوداني والرعايا الأجانب المتواجدين هناك، ومعربًا عن تطلع الهند للتنسيق مع مصر من أجل المساهمة في توفير الحماية لرعايا الهند المتواجدين في السودان، وهو ما رحب به الوزير سامح شكري.

ومن جانب ذلك، اتصل وزير خارجية إسبانيا خوسيه مانويل ألباريس، بالسفير سامح شكري 19 أبريل الجاري.

وقد أوضح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أن الوزير الإسباني أعرب عن قلق بلاده البالغ من تداعيات المواجهات العسكرية الجارية، وتأثيرها على المدنيين من أبناء الشعب السوداني والجاليات الأجنبية الموجودة هناك، معربًا عن تطلعه للتعرف على تقييم الوزير سامح شكري ورؤيته بشأن تطورات الأحداث.

وأضاف المتحدث باسم الخارجية أن الوزير سامح شكري تناول الجهود التي تبذلها مصر من خلال الاتصالات التي تجريها مع الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة، مشددًا على أهمية العمل على استغلال فرصة اقتراب عيد الفطر المبارك من أجل وقف إطلاق النار وحقن دماء الشعب السوداني الشقيق.

كما أكد وزير الخارجية على ضرورة امتناع أي طرف خارجي عن التدخل بشكل يفاقم من حدة الصراع، وبما يسهم في إنجاح جهود الوساطة الهادفة لإخراج السودان من هذا المأزق.

مصر 

السيسي وموقف مصر من السودان

وترأس الرئيس عبد الفتاح السيسي القائد الأعلى للقوات المسلحة، اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذي عٌقد الأسبوع الماضي، في مقر الأمانة العامة لوزارة الدفاع.

وتناول الاجتماع، مناقشة عددٍ من الموضوعات ذات الصلة بأنشطة ومهام القوات المسلحة، وجهودها في حماية ركائز الأمن القومي المصري على كل الاتجاهات الاستراتيجية.

وتضمن الاجتماع استعراض تداعيات الأحداث الجارية داخل السودان الشقيق؛ جراء حالة التصعيد بين قوات الجيش، وقوات الدعم السريع، بجمهورية السودان، وما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع خلال الفترة المقبلة من نتائج وتداعيات، تؤثر على أمن وسلامة المنطقة.

وقال الرئيس السيسي: إن مصر مستعدة للعب دور وساطة؛ بهدف "إنهاء الاقتتال الذي يشهده السودان حاليا"، موضحا أنه أبلغ نظيره في جنوب السودان سيلفا كير باستعداد القاهرة وجوبا للعب دور وساطة مع الأشقاء في السودان؛ وصولا إلى الهدنة والتفاوض.

وتابع الرئيس السيسي، خلال اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة مساء الاثنين الماضي: "نحن نجري اتصالات مستمرة بالجيش السوداني وقوات الدعم السريع؛ من أجل حثهما وتشجيعهما على وقف النار، وحقن دماء السودانيين، وصولا إلى تفاوض يؤدي إلى استعادة الاستقرار".

كما أكد السيسي، أن الاتصالات مكثفة من أجل "التأكيد على أمن وسلامة قواتنا الموجودة في السودان"، مشددا على أن القوات المصرية "كانت موجودة طبقا لبروتوكول تدريب مشترك مع السودان، لا لدعم أحد ضد أحد".

وقال الرئيس السيسي إن مصر كانت دائما حريصة في سياستها الخارجية خلال السنوات الماضية أن "تكون عنصرا متوازنا ومعتدلا"، مؤكدا أن "ما يحدث في السودان شأن داخلي ولا ينبغي أن يتم التدخل فيه، حتى لا يحدث تأجيج للسودان والمنطقة".

الرئيس السيسي 

مصر أهم طرف إقليمي فاعل

وقال الدكتور بشير عبد الفتاح، الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن خطاب الرئيس السيسي كان متوازناً وموحياً، كما كان كاشفاً للتحركات الإقليمية المصرية من خلال المتابعة الدقيقة والحثيثة لمجريات ما يدور في السودان، بهدف دعوة جميع الأطراف إلى ضبط النفس والحفاظ على سلامة الشعب السوداني.

وأكد عبد الفتاح ـ في تصريحات خاصة له، أن خطاب الرئيس يتماشى مع الدبلوماسية المصرية، التي يبلغ عمرها أكثر من قرن من الزمان، وتلعب مصر من خلالها دوراً فاعلاً وقوياً في إنهاء الأزمات بالمنطقة العربية وإعادة الاستقرار، بما لها من قوة ومكانة، وما يضيفه لها موقعها ودورها التاريخي، ودائماً ما تستند السياسة الخارجية المصرية تجاه الأزمات في المنطقة العربية إلى مرتكزات؛ منها الحفاظ على الأمن القومي المصري، مع التزام تاريخي لمصر تجاه الدول العربية الشقيقة.

وتابع: حيث إن مصر أصدق الدول العربية في التعاطي مع القضايا، فهي لا تسعى لأي مصالح على حساب الشعب السوداني الشقيق، وهذا ما أكده الرئيس حين قال: إن الدولة المصرية لا تنحاز لأى طرف من طرفي الخلاف على حساب الآخر، والمصريون الموجودون في السودان ضمن بروتوكول تعاون مع الدولة السودانية وليس دعماً لأى طرف.

وأوضح أن مصر تعد أهم طرف إقليمي فاعل، وانعكس ذلك في اتصالات مسئولين دوليين منهم الأمين العام للأمم المتحدة بالرئيس، وكذلك العديد من المسئولين الأفارفة، كما اتضح فى مبادرة مصر ودعوتها لعقد اجتماع طارئ للجامعة العربية.

الدكتور بشير عبد الفتاح