الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

شيب أون إيزيس.. قصة مومياء مصرية أثارت ضجة في سويسرا

صدى البلد

أثارت المومياء المصرية "شيب أون إيزيس" جدلا في سويسرا بعد تصريحات المخرج المسرحي السويسري ميلو راو، بأنه سيتبرع بالجائزة الثقافية لمدينته للمساعدة في إعادة المومياء إلى مصر، كما تُظهر ذلك قضية مومياء مصرية في مدينة سانت غالن، حيث مكتبة دير سانت غالن، وهي واحدة من أقدم وأهم المكتبات التاريخية في العالم.

ميلو راو

إعادة مومياء لمصر

الأمر عاد للظهور مرة اخرى بعدما فاز المخرج المسرحي السويسري ميلو راو، في نوفمبر 2022 بالجائزة الثقافية لمدينته سانت غالن، وأكد في الخطاب الذي ألقاه بالمناسبة، أعلن راو أنه سيتبرع بجائزته البالغة 30 ألف فرنك للمساعدة في إعادة المومياء إلى مصر، وقام إثر ذلك بابتكار مجسماً للمومياء وقام بالتنقل به عبر شوارع المدينة معتبراً أن عرض المومياء شيب أون إيزيس في سانت جالن هو بالفعل مصدر إحراج أخلاقي دائم.

كما صاغ راو بمشاركة عدد من الموقعين إعلان سانت جالن لشيب أون إيزيس، ندد فيه بما اعتبره نهبا وقلة احترام إن لم يكن غيابا لأي وازع، فضلا عن كونه أمر غير مقبول لمدينة ثقافية مثل سانت غالن، ووفقا لراو وزملائه الموقعين يُعتقد "في الأصل أن "شيب أون إيزيس"، قد دفنت في مصر في مقبرة لا تبعد كثيرا عن الأقصر، وسرقها لصوص من مقبرتها، ومع ذلك، تقول مكتبة دير سانت غالن إنه لا يمكن إثبات هذه الرواية.

ويُقال إن فيليب رو، وهو رجل أعمال ألماني، اشترى المومياء في مدينة الإسكندرية مع تابوتين خشبيين مصاحبين لها، ثم أرسلهم بعد ذلك إلى كارل مولرفريدبرغ، الأب المؤسس لكانتون سانت جالن، بعد وصولها إلى سانت جالن، تم فك القماش الملفوف حول شيبن إيزيس حتى الكتفين من قبل مجموعة من العلماء المدعوين، وبعد الاحتفال، سُمح لكل ضيف بأخذ قطعة من القماش الملفوف حول المومياء إلى المنزل، وفقًا للروايات في ذلك الوقت.

أما عن حالة المومياء الان فقالت عالمة الإثنولوجيا الألماني ويبكي أرندت يحرص المسؤولون في مكتبة سانت جالن على التأكيد على أنه يتم التعامل مع المومياء باحترام وأنهم يلتزمون بالممارسات المعتادة في عرض الموميات في المتاحف.

وبالفعل، تم التقاط الصور التي قدمتها المكتبة لوسائل الإعلام من مسافة بعيدة، حيث يظهر وجه المومياء من زاوية جانبية.

شيب أون إيزيس

شيب أون إيزيس

تُوفيت منذ 2600 عام، وهذا بعد استخدام التصوير المقطعى المُحَوْسَب، والبيانات المورفولوجية من هيكلها العظمى، وتُعرف السيدة بشيب إن إيزيس، وتُعتبر مومياؤها هى أشهر مومياء مصرية فى سويسرا، حسبما نقلته ديلى ميل.

وتم العثور على تابوت شيب إن إيزيس في الجزء الجنوبي من المعبد الجنائزي للفرعون حتشبسوت في حوض وادي الدير البحري ، على الضفة الغربية لنهر النيل، بينما تم العثور على شيب أون إيزيس في قبر عائلتها الموجود داخل المعبد ، مع والدها با-إس - تجينفي ، وتم حفظ مومياءه في برلين، في غضون ذلك، وصل شيب أون إيزيس إلى سانت جالن عام 1820.

وتتواجد مومياء إيزيس فى مكتبة دير ساو جالو فى مدينة سانت جالن السويسرية، والتى كلف مسؤولوها المصمم سيسيرو بإعادة بناء الوجه.

قال الدكتور مايكل هابيتشت، من جامعة Flinders: إنه استنادًا إلى العمر التشريحى لإيزيس، وأسلوب نعشها الداخلى، يجب أن تكون قد وُلدت فى عام 650 قبل الميلاد، وتُوفيت فى الفترة بين عامى 620 و610 قبل الميلاد، وبسبب أذنها المُحنَّطة، يمكن إعادة بناء شكل الأذن بدقة تامة، على عكس الهياكل العظمية النقية، حيث تتم إعادة بناء الأذنين بأذن عامة.

وتشير النقوش الموجودة على تابوت إيزيس إلى أنها تنتمى إلى عائلة ثرية من الطبقة العليا، وأنه كان من الممكن أن تحصل على درجة معينة من التعليم الرسمى خلال وجودها فى القرن السابع قبل الميلاد.

ووفق الخبراء، كانت إيزيس ابنة كاهن فى طيبة، وفى فترة أوائل الأسرة السادسة والعشرين. ومع ذلك، لا يمكن تحديد اسم أو مهنة زوج شيب إن إيزيس، أو ما إذا كانت قد أنجبت أطفالًا أم لا؟.

وعثر المستكشفون على إيزيس داخل مقبرة عائلية فى معبد الدير البحرى فى عام 1819، قبل أن تنتقل المومياء إلى سويسرا فى عام 1820.

شيب أون إيزيس

عملية تغيير بالوجه

خضعت المومياء المصرية المعروفة أيضًا باسم شيبينيز، لعملية تغيير في الوجه، حيث كلفت مكتبة الدير علماء من مركز أبحاث FAPAB بإعادة بناء وجهها رقميًا، بعد قضاء عدة أشهر في المشروع ، نجحوا في منحها وجهًا باستخدام وقد تم نشر نتائج جهودهم في شكل دراسة بعنوان "إعادة بناء الوجه الشرعي لشيب إن إيزيس"، جاء ذلك بحسب ما ذكر موقع ancient-origins.

وسلط موقع "سويس إنفو" السويسري أن هذا يأتي في ظل صراع العديد من الدول الأوروبية الآن مع الآثار المترتبة على الفن المنهوب من الحقبة الاستعمارية، حيث قدمت بعض الدول، مثل هولندا، اعتذارات رسمية، بينما أعربت العائلات المالكة البلجيكية والبريطانية عن أسفها، لكنها لم تقدم أي اعتذار، عن تصرفات بلديهما في الماضي، فيما دعم آخرون أقوالهم بالأفعال.

وأصبحت ألمانيا أول دولة تبدأ في إعادة بنين البرونزي إلى نيجيريا، ولكن بالنسبة لمصر لم يُحسم الأمر بعد، خصوصًا أن القطع الفنية المصرية تُعدّ حجر الزاوية ونقطة الجذب الرئيسية للمتاحف والمعارض حول العالم.