EN 
تبدو عملية زرع شريحة إلكترونية في دماغ الإنسان، وكأنها فكرة من أفلام وروايات الخيال العلمي وبعيدة عن التحقق في الواقع، لكن شركة في ولاية يوتا الأمريكية أقدمت على هذه الخطوة الغريبة وبالفعل قامت بدمج رقائق دماغية لعشرات المرضى.
تتمتع شركة Blackrock Neurotech، ومقرها مدينة سولت ليك بولاية يوتا، بطموح كبير في علاج الحالات الميؤوس منها من خلال هذه الشريحة، وعلى رأسها مرضى الشلل والعمى والصمم والاكتئاب.
تسمح الشريحة الإلكترونية المعروفة باسم NeuroPort Array عند تثبيتها على سطح مخ الإنسان المريض، بالتحكم في أذرع روبوتية وإدارة الكراسي المتحركة ولعب ألعاب الفيديو، وحتى الشعور بالأحاسيس التي توقف عن العمل بسبب المرض والضمور في الخلايا العصبية، ويمكن أيضا تشغيل الكمبيوتر والتحكم فيه بواسطة أوامر الدماغ فقط دون الحاجة لاستخدام اليد.
تعمل شريحة NeuroPort Array عن طريق استخدام حوالي 100 إبرة ميكرو شديدة الصغر تتصل بالدماغ وتقرأ الإشارات الكهربائية التي تنتجها أفكار شخص ما حتى الآن أكثر من ثلاثين شخصًا هذه الرقاقة.
وقد تم تثبيت الجهاز لأول مرة في الدماغ البشري في عام 2004، ويأمل قادة الشركة في طرحها بالأسواق قريبًا، وإن، كانت الخطة الأصلية أن تكون متاحة للجمهور في 2022 وهو ما لم يحدث.
فكرة دمج شريحة دماغية سبق وأعلن عنها قطب التكنولوجيا إيلون ماسك من خلال شريحة Neurolink ، من تصنيع شركة Neuralink ومقرها بولاية كاليفورنيا، وهي شريحة يتم زراعتها في مخ الإنسان ولكن المشروع حتى الآن لم يكتمل ولم يأخذ الموافقات اللازمة، و تم كبح جماح خطط ماسك الأولية من قبل المنظمين في وقت سابق من هذا العام ، الذين رفضوا هذه المحاولات.
من جانبه قال ماركوس جيرهاردت، المؤسس المشارك لشركة بلاكروك ، لموقع DailyMail: "نحن الشركة الوحيدة التي لديها رقائق BCI مدمجة مباشرة في دماغ البشر، لقد مكنت هذه التكنولوجيا الأشخاص من الاتصال مباشرة بأجهزة الكمبيوتر ، والتحكم في الأذرع الروبوتية والكراسي المتحركة ، ولعب ألعاب الفيديو ، وحتى استعادة الحواس كلها من خلال إشارات أدمغتهم فقط".
تستخدم تقنية Blackrock شريحة صغيرة الحجم جدا شديدة الدقة وفائقة في هندستها مكونة من أذرع صغيرة عددها 96 مصفوفة وتشبه فرشاة الأسنان أو أقرب ما يكون لشكل إبرة يمكنها قراءة وتحفيز الإشارات الكهربائية، يمكن وضعها في أي مكان على سطح الدماغ. كما يمكن تثبيت أجهزة متعددة على دماغ الشخص الواحد.
بعد الزرع، تكتشف الرقاقة الإشارات الكهربائية المتولدة من أفكار مرتديها، ثم المرحلة الثانية عندما يقوم برنامج التعلم الآلي بفك تشفير هذه الإشارات والأوامر العصبية الصادرة عن الخلايا الدماغية وبالتالي إعطاء أوامر إلى ماوس الكمبيوتر للتحرك في اتجاه معين أو التحكم في الآلات فقط من خلال التفكير في الأمر، وبالتالي هذه الشريحة وكأنها اليد المحركة لأفكارك.
يمكن أن تساعد الشريحة الدماغية الأشخاص المرضى على الرسم باستخدام ذراع آلية أو استخدام برامج الكمبيوتر أو التحكم في كرسي متحرك أو طرف اصطناعي.
وتنتظر شركة "بلاكروك" الحصول على موافقة إدارة الأغذية والعقاقير (FDA) حتى يتم تعميم استخدام هذه الأجهزة خارج المختبر ومقرات الشركة، حتى يمكن استخدامها بأمان في المنزل من قبل الأشخاص المصابين بالشلل والهدف هو زيادة استقلالية الذين يعانون من حالات صحية حرجة وإمكانية تنقله بطريقة أسهل وبالتالي تحسين جودة الحياة لهؤلاء الأشخاص.
وتابع جيرهاردت: "بمجرد توفر شريحة الـ BCI للاستخدام المنزلي، فإنها ستساعد الأشخاص على بدء حياة جديدة كانت فيما سبق تبدو مستحيلة بسبب إعاقتهم ؛ نعتقد أننا سنرى الناس يعودون إلى العمل ، ويحققون قدرًا أكبر من الاستقلال ، ويتفاعلون مع العالم بطرق جديدة".
