نمو يفوق التوقعات وتنفيذ مشروعات جديدة.. ماذا حققت ثروة الغاز المصرية من مليارات؟

سعت الدولة بكل قوة لاستغلال ما لديها من ثروات وموارد طبيعية، والتحول من بلد يكافح لتدبير نفقات استيراد الغاز الطبيعي إلى بلد مُصدر، بل ولاعب أساسي مؤثر في سوق الغاز العالمي، ونفذت خطوات لتصبح مركزًا لإنتاج وتداول الغاز الطبيعي في المنطقة وعضوًا أساسيًّا في سوق الغاز الطبيعي العالمي.

تنفيذ 11 مشروعا جديدا لإنتاج البتروكيماويات

وكشفت تقارير عن ارتفاع صادرات قطاع البتروكيماويات والكيماويات والأسمدة المصرية، بنسبة 45% في عام 2021 لتصل لما قيمته 6.7 مليار دولار، مدعومة بنمو إنتاج الغاز الطبيعي وارتفاع الأسعار، متجاوزة بذلك مستوى توقعات المجلس التصديري للكيماويات والأسمدة، الذي توقع صادرات بقيمة 5.8 مليار دولار بزيادة بلغت نحو 11%.

ورجحت وكالة "فيتش" للتصنيف الائتماني، استمرار النمو في المستقبل مع انتقال مصر من الاعتماد على الاستيراد إلى التوجه نحو التصدير، كما أعلنت وزارة البترول والثروة المعدنية عن دراسة وتنفيذ 11 مشروعا جديدا لإنتاج البتروكيماويات بتكلفة استثمارية إجمالية تقدر بنحو 19 مليار دولار خلال الفترة 2020- 2035.

وأشارت، إلى أن هذه المشروعات تهدف إلى الاستفادة من موارد الطاقة الكبيرة غير المستغلة في مصر واستغلال كل من نطاق النمو في السوق المحلية ووصولها إلى الأسواق الأوروبية والأفريقية والآسيوية نظرًا لمزاياها الجغرافية وسيطرتها على قناة السويس.

وأفاد التقرير بأن وزارة البترول والثروة المعدنية تخطط لإنفاق 19 مليار دولار بين عامي 2020-2023 لتنفيذ 11 مشروعًا جديدًا كجزء من استراتيجيتها المحدثة والبرنامج الوطني لتطوير صناعة البتروكيماويات في البلاد.

وأوضح أن الشركة المصرية القابضة للبتروكيماويات تدرس حاليًا العديد من المشروعات كجزء من الخطة الوطنية للبتروكيماويات لعام 2020-2035، وتشمل هذه المشروعات استثمارات بنحو 420 مليون دولار لتنفيذ مشروع رماد الصودا و300 مليون دولار لتنفيذ مشاريع السيليكون المعدني وثاني أكسيد التيتانيوم.

وتشمل المشروعات أيضا مشروع البلاستيك القابل للتحلل الحيوي، ومشروع إنتاج النافتا الخضراء القائمة على الطحالب، ومشروع البوليمر فائق الامتصاص.

وعلى صعيد إنتاج الطاقة النظيفة، أعلنت "رينو باور" الهندية في الربع الثاني من عام 2022 بناء مصنع للهيدروجين الأخضر في المنطقة الاقتصادية الخالصة بقناة السويس والذي سيتكلف 8 مليارات دولار بسعة 220 ألف طن سنويًا من الهيدروجين الأخضر.

ومن المقرر أن يبدأ تشغيله بحلول عام 2026، ومن المتوقع أن تساعد هذه الاتفاقيات مصر على أن تصبح مركزًا لإنتاج الهيدروجين الأخضر، والفوز بنسبة 5% من السوق العالمية بحلول عام 2040.

أكد المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية أهمية مشروعات صناعة البتروكيماويات وأن استراتيجية الوزارة تولى هذه المشروعات كل الدعم لتعظيم منتجاتها وعوائدها وقدراتها فى ظل ما تقدمه من منتجات متميزة تلبى احتياجات السوق المحلية وتدعم جهود التنمية فى مصر كما توجه بالشكر لادارة الشركة والعاملين بها على الأداء المتميز الذي حققته الشركة خلال عام 2022.

مشروعات لتلبية احتياجات السوق المحلى

وفي وقت سابق، قالت وزارة البترول، السبت الماضي، إنها تنفذ مشروعات بتروكيماويات جديدة باستثمارات تصل إلى نحو 1.4 مليار دولار.

وذكرت الوزارة في بيان أنه يجري حالياً تنفيذ عدد من المشروعات الجديدة منها مشروعات لإنتاج الألواح الخشبية متوسطة الكثافة والإيثانول الحيوي، ومشتقات الميثانول والصودا آش والسليكون المعدني باستثمارات تصل إلى نحو 1.4 مليار دولار.

وأكد الوزير طارق الملا الاستمرار في تحقيق الأهداف الرئيسية لاستراتيجية الوزارة لتلبية احتياجات السوق المحلى من المنتجات البترولية والبتروكيماوية وتصدير الفائض وزيادة الصادرات لدعم الاقتصاد الوطني وتحقيق تنمية مستدامة.

ولفت الملا، خلال استعراض الموقف التنفيذي لعدد من المشروعات الجديدة ضمن الخطة القومية للبتروكيماويات إلى أهمية الإسراع بتنفيذ تلك المشروعات، مشيراً إلى أن الإنتاج المحلى لمنظومة صناعة البتروكيماويات بلغ نهاية العام المالي الماضي ما يزيد على 4.3 مليون طن، بالمقارنة بنحو 2.1 مليون طن في عام 2016/2015.

وأكد المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية أهمية مشروعات صناعة البتروكيماويات وأن استراتيجية الوزارة تولى هذه المشروعات كل الدعم لتعظيم منتجاتها وعوائدها وقدراتها في ظل ما تقدمه من منتجات متميزة تلبى احتياجات السوق المحلية وتدعم جهود التنمية في مصر.

صناعة البتروكيماويات عصب أي اقتصاد قوي

وتُعد صناعة البتروكيماويات عصب أي اقتصاد قوي، لكونها يقوم عليها مئات الصناعات الأخرى وتعتبر البتروكيماويات هي المواد الخام لصناعات كثيرة جدًا.

ويستعرض في السطور التالية موقع "صدى البلد" أبرز وأهم مشروعات البتروكيماويات التي تم تنفيذها على مر السنوات الماضي والتي يتم تنفيذها في عام 2023 وهي:

• مصنع كيما ٢ في اسوان بتكلفة 11.6 مليار جنية.
•  مجمع الأسمدة الأزوتية بالعين السخنة. 
• مجمع ايثيدكو لانتاج البروبلين والبولي بروبليين والمطاط الصناعي بتكلفة 1.8 مليار دولار.
• مجمع بتروكيماويات مسطرد بتكلفة 4.3 مليار دولار.  
• توسعات موبكو في دمياط بتكلفة 1.9  مليار دولار. 
• مشروع توسعات معمل ميدور بالإسكندرية باستثمارات 2.3 مليار دولار بهدف زيادة الطاقة التكريرية للمعمل بنسبة 60% ليصل إنتاج المعمل الى حوالى 7.5 مليون طن سنويًا.
• مشروع وحدة استرجاع الغازات VRU لإنتاج البوتاجاز بشركة أسيوط لتكرير البترول بهدف زيادة إنتاج البوتاجاز الحالى بحوالى 18 ألف طن سنويا، وحوالى 382 ألف طن سنويا نافتا مثبتة باستثمارات 187 مليون جنيه.
• وحدة استخلاص العطريات بمذيب الـ NMP بشركة العامرية لتكرير البترول بهدف تطوير الوحدة 14 بمجمع الزيوت الخاصة بمعالجة العطريات لفصل المركبات الحلقية من المقطرات الشمعية لزيادة الإنتاج. 
• مصنع انتاج البنزين عالي الاوكتين بشركة أنربك بهدف إنتاج 700 الف طن سنوياً من البنزين عالي الاوكتين و10 آلاف طن سنوياً البوتاجاز لسد جزء من احتياجات السوق المحلى باستثمارات 219 مليون دولار. 
• مجمع البولي استر في العين السخنة بتكلفة (٢٦٢ مليون دولار).
• مشروع مجمع التكسير الهيدروجينى للمازوت بتكلفة 2 مليار دولار شركة (انوبك) ويهدف المشروع الى تعظيم انتاج المقطرات الوسطى ذات القيمة العالية من البنزين والسولار والبوتاجاز ، بما يساهم فى تغطية احتياجات الصعيد من المنتجات البترولية. 
• مشروع مجمع إصلاح النافتا المنتجه بمعمل اسيوط لتكرير البترول لإنتاج البنزين عالى الأوكتين لاستخدامه فى إنتاج الأنواع الأخرى من البنزين وتبلغ استثماراته 427 مليون دولار ويسهم فى تغطية احياجات الوجه القبلى من البنزين و البوتاجاز. 
• مصنع إنتاج البولى بروبيلين بشركة سيدبك بطاقة 450 ألف طن سنوياً وباستثمارات 25ر1 مليار دولار. 
• مصنع البولى بيوتادين بشركة ايثيدكو PBR لانتاج 36 ألف طن سنوياً من مادة البيوتاديين (المطاط الصناعى) بتكلفة 180 مليون دولار. 
• مصنع الألواح الخشبية متوسطة الكثافة والغراء (MDF) لإنتاج 205 ألف متر مكعب سنويا من الألواح الخشبية متوسطة الكثافة (MDF) وباستثمارات 193 مليون يورو.
• مصنع إنتاج الفورمالدهيد ومشتقاته لانتاج 52 ألف طن سنوياً من اليوريا فورمالدهيد و26 ألف طن سنوياً من مادة النفثالين فورمالدهيد المسلفن SNF باستثمارات 60 مليون دولار. 
• مشروع انتاج الاسفلت 60/70 لشركة السويس بتصنيع البترول بطاقة تغذية نحو 726 ألف طن سنويا مازوت لإنتاج 396 ألف طن/السنة أسفلت 60/70 ، باستثمارات نحو 80 مليون دولار.
•  مجمع بتروكيماويات التحرير في العين السخنة بتكلفة 11 مليار دولار. 
• مجمع بتروكيماويات العلمين بتكلفة 8.5 مليار دولار.
• مجمع التكرير والبتروكيماويات بالمنطقة الاقتصادية بمحور قناة السويس بين كل من الشركة المصرية القابضة للبتروكيماويات وشركة بكتل الأمريكية بتكلفة استثمارية تقديرية 6.7 مليار دولار.

وتشمل مشروعات البتروكيماويات الجاري تنفيذها في عام 2023 وهي:

• مشروع إنتاج الألواح الخشبية متوسطة الكثافة (MDF) بشركة تكنولوجيا الأخشاب "WOTEH ووتك" بمحافظة البحيرة، ويهدف إلى إنتاج 205 آلاف متر3 سنوياً من الألواح الخشبية متوسطة الكثافة MDF)) اعتماداً على 245 ألف طن سنوياً من قش الأرز المصرى كمادة خام مما يجعله من المشروعات التي تحقق مردودا بيئياً واقتصادياً كبيراً .
• مشروع إنتاج مشتقات الميثانول بدمياط، ويهدف لإنتاج 87 ألف طن سنوياً من اليوريا فورمالدهيد و52 ألف طن سنوياً من مادة النفثالين فورمالدهيد المسلفن SNF اعتماداً على منتجى الميثانول واليوريا المنتجين بشركتى ايميثانكس وموبكو.
• مجمع البحر الأحمر للبتروكيماويات يهدف المشروع لإنشاء مجمع عملاق للبتروكيماويات بالمنطقة الاقتصادية بمحور قناة السويس وذلك للمساهمة فى تلبية احتياجات السوق المحلى من منتجات مهمة يتزايد عليها الطلب محلياً وعالمياً للتصدير، وتماشياُ مع خطة الدولة لتنمية المنطقة الاقتصادية.

الدولة تقود النمو في قطاع البتروكيماويات

وفي هذا الصدد، قال حسين الغزاوي، خبير الطاقة، إن استراتيجية الدولة المصرية تقود النمو في قطاع البتروكيماويات في إفريقيا خلال السنوات المقبلة وهذا يكون عن طريق التخطيط على المدى البعيد، مشيرا إلى أن هناك العديد من المحاور من أجل نمو هذا القطاع.

وأضاف "حسين الغزاوي" خلال تصريحات له ،  أن أول محور من محاور نمو هذا القطاع هو التنمية المستدامة وهذا جزء من رؤية مصر 2030، والشيء الثاني هو تعظيم قيمة القيمة المضافة للموارد الطبيعية الخاصة بنا وتقليل الانبعاثات الكربونية.

وتابع حسين الغزاوي، أن مصر مركز إقليمي في الشرق الأوسط وشمال افريقيا للطاقة عموما من الغاز والبترول، مشيرا إلى أن مصر لها مستقبل كبير في مجال الطاقة النظيفة. 

والجدير بالذكر، يطلق مصطلح الصناعة البتروكيماوية على جميع الصناعات التي يتم فيها استخدام النفط والغاز الطبيعي على شكل مواد خام، حيث تحتوي المواد النفطية والغاز الطبيعي بشكل أساسي على الهيدروكربونات، أي أنها تتكون من ذرات الهيدروجين والكربون.

لذا تحظى الصناعة البتروكيماوية بمكانة كبيرة في عالم الإنتاج والاستهلاك، بحيث تتم صناعة البلاستيك، والمطاط الصناعي، والدهانات، وأسمدة، ومنظفات أصباغ، ومنسوجات ومذيبات وغيرها من المواد ذات القواعد البترولية، كما تنقسم الصناعة البتروكيماوية إلى قسمين هما: إنتاج المواد الأولية، وتحويل المواد الأولية إلى منتجات يمكن استخدامها بشكل مباشر من قبل المستهلك.