الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كنز يقدر بالملايين.. ماذا وجدت البعثة الأثرية المصرية في أسيوط

كشف الاثري الجديد
كشف الاثري الجديد بأسيوط

لا تزال الحضارة المصـرية القديمة تبهر العــالم بما يتم اكتشافه من كنوز حتى يومنا هذا، رغم مرور آلاف السنين، ولا تزال أرض مصر تجود بخيرها وتبوح بأسرارها وبما تحويه من آثار تاريخية.

الاكتشافات الجديدة في مير

كشف أثري جديد بأسيوط

كشفت البعثة الأثرية المصرية العاملة بمنطقة اَثار مير بمدينة القوصية بمحافظة أسيوط عن أجزاء من بعض الأبنية تعود للعصر البيزنطي وعدد من الدفنات من العصر المتأخر.

وأكد مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للاَثار،  أهمية هذا الكشف الذي يشير إلى أهمية هذا الموقع خلال عصور الدولة القديمة والوسطي، والعصور المتأخرة، مشيرا إلى نص الأدعية والتضرع للاَباء القديسين الأوائل الذي تم الكشف عنه على أحد جدران تلك الأبنية، والمكتوب بالمداد الأسود في ثمانية أسطر أفقية بالخط القبطى، يعلوه أرفف من الطين والتبن التي ربما كانت تستخدم لوضع مستلزمات الراهب وحفظ المخطوطات.

و قال عادل عكاشة رئيس الإدارة المركزية لاَثار مصر الوسطى أن الأبنية التي تم الكشف عنها في الجبانة العلوية للمنطقة عبارة عن قلايات تتكون من فناء وعدد من الحجرات ملحق بها أماكن للتخزين وموقد نار. 

أما عن الدفنات التي تم الكشف عنها في الجبانة السفلية، فتم العثور داخلها على أجزاء من توابيت خشبية وهياكل عظمية وبعض الأثاث الجنائزى في حالة سيئة من الحفظ، لافتا إلى أن إحدي هذه الدفنات تخص سيدة عثر بداخلها على التابوت الخاص بها في حالة سيئة من الحفظ لم تبقي منه سوي قناع وكفين وأجزاء من الصدر، بالإضافة إلى عدد من الأوانى الفخارية المختلفة الأشكال والأحجام ومجموعة من الخرز المصنوع من الفيانس الأزرق والأسود ومراَتين من النحاس.

وتضم جبانة مير مجموعة من المقابر الصخرية المنحوتة بالكامل فى الصخر ترجع إلى عصرى الدولة القديمة والوسطى.

قال الدكتور مجدي شاكر الخبير الأثري، إن منطقة "مير" بمحافظة أسيوط تحتوي على عدد كبير من آثار الفترة البيزنطية القبطية، موضحا أن محافظة أسيوط بها مقابر أثرية كبيرة جدا، خاصة منطقة «مير» بها 15 مقبرة ترجع الى العصر القبطي.

الاكتشافات الجديدة في مير

مقابر مير 

وأضاف مجدي شاكر خلال لتصريحات إعلامية أننا نفتقد "سياحة الكرنفالات" ويمكن الاهتمام بها من خلال بعض الأعياد، على غرار موكب المومياوات، مشيرا إلى أننا يجب أن نستغل الاحتفالات والأعياد مثل شم النسيم ووفاء النيل لعمل تنظيم لدعم السياحة والحضارة المصرية القديمة.

وأشار الخبير الأثري، إلى أننا بحاجة الي الاهتمام الثقافي، والمصري القديم كان مؤمنا بالبعث وكان حريص على دفن أشيائه وامتاعه معه في المقبرة، لافتا إلى أن هناك مشكلة عند البعض بشأن الحضارة المصرية وديما مصر عاملة «هس هس» ويسعوا إلى هدم ثوابت الدولة ولكن الدولة ترد بالقوة الناعمة والإنتاج الفني.

من الجدير بالذكر أن مقابر المير تقع على بعد 65 كيلو شمال غرب مدينة أسيوط، وتضم مجموعة من المقابر المنحوتة فى جسم الجبل لتكون مدافن عاصمة الإقليم القديم لأمراء وحكام المقاطعة الرابعة عشرة التى كانت تعرف باسم كيس.

وتحتوي المنطقة على 9 مقابر أثرية يعودان الى عصر الدولتين القديمة والوسطى، والتى تمتد لعام 2124 قبل الميلاد، وحتى الأسرة الثانية عشرة، وهذه المقابر مفتوحة ومعدة للزيارة منذ اكتشافها وتطويرها فى مطلع الثمانينات من القرن الماضى.

واستخدمت المنطقة كمدافن لحكام وأمراء الدولتين القديمة والوسطى أي خلال بداية الأسرة السادسة حتى نهاية الأسرة الثانية عشرة. 

وذكر الأثريون عن هذه المقابر بأن نقوش جدرانها تتميز بمحاكاة مدهشة للطبيعة وتفاصيل بالغة الدقة لجميع الأعمال اليومية التي كان المصري القديم يقوم بها آنذاك كما بها سجل حافل لجميع الألعاب الرياضية التي كانت تمارس في ذلك الوقت والعديد من الصناعات الهامة التي كانت تنتشر في مصر الفرعونية وكذلك العديد من احتفالات الأعياد والطقوس الدينية والاثاث الجنازي ومناظر الصيد والمسابقات الترفيهية، ولا زالت جدرانها تحمل ألوانها الجميلة بمهارة رائعة.

وقال الدكتور محمد أبو رحاب رئيس قسم الاثار بكلية الآداب جامعة أسيوط، إن المحافظة تحوي نحو 38 منطقة أثرية خاصة اثار الهمامية بالبداري وشطب بمركز أسيوط والدير الجبراوي والمعابدة بابنوب ودير تاسا بساحل سليم وغيرها، بالإضافة للآثار الإسلامية والقبطية وتتميز تلك المناطق أنها حوت العديد من الآثار الفرعونية مشيرا إلى أن اثار قرية مير بالقوصية تقع على البر الغربي للنيل على مسافة 12 كم إلى الغرب من مدينة القوصية.

وأضاف أبو رحاب خلال تصريحات صحفية سابقة، ان مير تضم جبانة حكام الإقليم الرابع عشر من أقاليم مصر العليا فى عصر الدولتين القديمة والوسطى، وتقع هذه الجبانة على حافة الصحراء عند التقائها بالأراضي الزراعية على بعد 5كم غرب قرية مير وقد عرفت الجبانة في عصر الدولة القديمة بإسم وعرت- نبت- ماعت بمعنى مقاطعة سيدة العدالة، وتغير الأسم خلال العصر المتأخر إلى إيات- نهت وتعني تل الجميزة.

 وأوضح ابورحاب ان تلك الاثار عبارة عن مقابر صخرية منقورة في الصخر في جسم الجبل الغربي، ويعد سيد بك خشبة في عام 1910م والإنجليزي بلاكمان في عام 1914م من أبرزالشخصيات التي كان لها الفضل في الكشف الثري والنشر العلمي لتلك المجموعة من المقابر، وكانت الإلهة حتحور هى الإلهة الرئيسة وحامية هذا الإقليم، وإن كانت عبدت بعض الإلهة الأخرى مثل إزيس وإوزيريس وحورس.

وقال إن اثار مير تحوي العديد من المقابر التي  زينت جدرانها بالمناظر الرائعة لأهم وادق تفاصيل الحياة اليومية للمصرى القديم، كما أنها تعد سجل حافل للألعاب الرياضية والصناعات المهمة والمناظر الجنائزية عند المصري القديم، ونفذت هذه المناظر رسمًا على الجص الذي كان يغطي الجدران الصخرية للمقابر.

وطالب أبو رحاب بضرورة الاهتمام بتلك الاثار ووضعها على الخريطة السياحية خاصة بعد عودة أسيوط على الخريطة مطالبا بضرورة عمل فيلم تسجيلي عن اثار اسيوط بالكامل وخاصة مير وعودة ما تم نقله من تلك الاثار الى متحف اسيوط الذي يجري العمل به الان ويترجم الى عدة لغات ويتم توزيعه على كافة شركات السياحة عالميا حتى يكون سفير يحكي ما تتميز به أسيوط من آثار نادرة ودعا محافظة اسيوط لاتخاذ كافة الاجراءات لاستكمال المقومات السياحية بالمحافظة خاصة انشاء فندق خمسة نجوم لاستيعاب الوفود القادمة لاسيوط واستغلال السياحة النيلية التي تتميز بها المحافظة بالاضافة للسياحة الدينية حيث يعتبر دير المحرق قدس ثان. 

الآثار الإسلامية والقبطية

في سياق متصل أعلن الدكتور مصطفي وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، عن آخر مستجدات الأعمال التي تمت في قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية.

وقال الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أنه تم انتهاء الأعمال وجاهزية كلا من قبة الخلفاء العباسيين الواقعة خلف مسجد السيدة نفسية، وسبيل أحمد أفندي سليم بميدان البركة بمنطقة السيدة زينب للافتتاح قريبا.

وتم انتهاء الأعمال في قصر محمد على في شبرا، ومعبدبن عذرا وحصن بابليون بمصر القديمة، وجامع عمرو بن العاص بمدينة الفسطاط، ومسجد وضريح أمير الجيوش بن الفضل بن العباس (سيدي شبل) بمحافظة المنوفية، وجامع الظاهر بيبرس، وجامع الأقمر بشارع المعز، ودير المحرق بأسيوط.

وأشار وزيري إلى أن نسبة الأعمال في مشروع ترميم دير الأنبا هرمينا السائح بالبداري بمحافظة أسيوط وصلت إلى 75%، وكنسية أبوحنس بملوي 60%، وقباب الصحابة بالبهنسا بمحافظة المنيا 85%، وترميم كنائس دير الجنادلة بمحافظة أسيوط 60%، وغيرها من الأعمال.

وأوضح أنه تم تنفيذ عدد من الخدمات المقدمة للزائرين بالمناطق الأثرية بما يضمن تقديم تجربة سياحية ممتعة ومتميزة؛ وذلك في كلا من منطقة آثار القلعة حيث شملت الأعمال بها البدء في الاستخدام التجريبي لسيارات الكهربائية، وفي مناطق آثار مصر الوسطى تتضمن إعداد لوحات إرشادية وتمهيد ورصف الطرق المؤدية إليها وذلك بالتنسيق مع الوحدات المحلية.

وعلى صعيد الأعمال في قطاع المتاحف استعرض الدكتور مصطفى وزيري، آخر مستجدات الأعمال بمشروع ترميم المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية وأعمال العرض المتحفي ونقل القطع الأثرية به والتي بلغت 86٪، وأعمال متحف قناة السويس بالإسماعيلية، والأعمال بقصر محمد على بالمنيل، بالإضافة إلى مجموعة المعارض الأثرية المؤقتة، والندوات والأنشطة التي يتم تنظيمها داخل المتاحف المصرية المفتوحة للزيارة.

آثار إ