الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الوضع الإنساني في السودان يحتاج وقفة.. ماذا قالت المؤسسات الأممية؟

السودان
السودان

الوضع الإنساني في السودان كان خطيرا بالفعل وأصبح الآن كارثيا، هكذا وصف الأمين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريش بعد اأاحداث المؤسفة التي شهدها السودان في منتصف أبريل 2023، بسبب الصراع المحتدم الذي اشتعل بين الجيش السوداني وميليشيا الدعم السريع، والذي أسفر عن مقتل وإصابة مدنيين وعمال إغاثة واستهداف ونهب المنشآت، وخروج مئات الآلاف من السودانيين من بلدهم إلى دول الجوار.

وقال جوتيريش إن الوضع أدى إلى خسارة فادحة في الأرواح بما في ذلك بين الكثير من المدنيين، وشدد على أن أي تصعيد آخر قد يخلف آثارا مدمرة على السودان والمنطقة، وحث كل من له تأثير على الوضع، على استخدامه من أجل السلام ودعم جهود إنهاء العنف واستعادة النظام والعودة إلى المسار الانتقالي.

السودان

100 ألف فار سوداني 

وأعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن فرار أكثر من 100 ألف شخص من السودان إلى دول مجاورة، هربا من الاشتباكات العسكرية، حيث قالت متحدثة المفوضية أولغا سارادو، إن "عدد الأشخاص الذين عبروا حتى الآن من السودان إلى الدول المجاورة يقدر بأكثر من 100 ألف".

وأوضحت سارادو، أن "العدد يشمل سودانيين ومواطني جنوب السودان العائدين إلى ديارهم، وأشخاصا كانوا بالفعل لاجئين داخل السودان هربا من القتال" في دول أخرى لم تسمها.

ولم تشر المسؤولة الأممية إلى الدول التي يفر إليها اللاجئون، لكن الشبكة أوضحت أن أغلب اللاجئين يفرون عبر حدود السودان الشمالية مع مصر والغربية مع تشاد.

وعبر حوالي 70 ألفًا إلى مصر، من منفذي قسطل وأرجين، من بينهم 65104 سودانيين و4876 مواطنًا من جنسيات أخرى خلال الفترة من 15 إبريل إلى 7 مايو -وفقًا للأرقام التي تلقتها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من وزارة الخارجية.

وتواصل أكثر من 1400 شخص فار من السودان بمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين للتسجيل كطالبي لجوء، وتقوم المفوضية بتزويدهم بخدمات التسجيل المسبق والتسجيل السريع بناءً على دراسة الحالة الخاصة بهم حتى يتمكنوا من الوصول إلى الخدمات المتاحة للاجئين وطالبي اللجوء المقدمة من قبل المفوضية وشركائها في مصر، وبعد التسجيل، يتلقى اللاجئون وطالبو اللجوء الدعم المقدم من خلال الشركاء التنفيذيين.

وحذرت الأمم المتحدة من احتمال فرار أكثر من 800 ألف شخص من السودان، على خلفية الاشتباكات المسلحة بين الأطراف المتصارعة، و كشفت الأمم عن فرار أكثر من 50 ألف شخص من السودان غالبيتهم كانوا لاجئين من دول أخرى، بحثا عن مكان آمن إثر تفاقم حدة القتال الذي اندلع منتصف أبريل الجاري.

ووفقا لبيانات الأمم المتحدة، كان السودان يستضيف رقما قياسيا من اللاجئين يبلغ 1.3 مليون شخص.

وقالت يونيسف، إنها أطلقت حملة لتلقي التبرعات لصالح أطفال السودان مؤخرا، في بيان لها في الرابع من مايو الجاري، إنها تلقت تقارير تفيد بمقتل 190 طفلا وإصابة 1700 آخرين في السودان منذ اندلاع النزاع الذي قارب على الشهر، فالأطفال يعيشون "وسط أعمال عنف مرعبة منذ ما يقرب من ثلاثة أسابيع، وهناك عدد لا يحصى من العائلات التي تنتقل الآن إلى بر الأمان في السودان وخارج حدوده".

وحذر منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة من أن الوضع الإنساني في السودان على وشك الانهيار، وذلك بعد أسبوعين من اندلاع الاشتباكات في الخرطوم ومناطق أخرى.

وأضاف مارتن جريفيثس: "أصبحت السلع الأساسية لبقاء الناس شحيحة في المراكز الحضرية الأشد تضررا، وخاصة الخرطوم، وتكافح الأسر للحصول على المياه والغذاء والوقود والسلع الأساسية الأخرى، ارتفعت تكلفة النقل من المناطق الأكثر تضررا بشكل كبير، مما جعل الفئات الأكثر ضعفا غير قادرة على الوصول إلى مناطق أكثر أمانا".

وقال جريفيثس إن الوصول إلى الرعاية الصحية العاجلة - بما في ذلك للمصابين في أعمال العنف- مقيد بشدة، مما يزيد من مخاطر حالات الوفاة التي يمكن الوقاية منها.

وحذر وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية أيضا من الآثار الكارثية التي تلحق بالصحة النفسية، وخاصة بالنسبة للأطفال والشباب.

وأشار المسؤول الأممي إلى أن الأمم المتحدة وشركاءها يبذلون قصارى جهدهم لاستعادة جهود الاستجابة للاحتياجات الإنسانية في البلاد، مشيرا إلى أن النهب المكثف لمكاتب ومستودعات المنظمات الإنسانية تتسبب في استنفاد معظم الإمدادات.

وقال جريفيثس “نحن نستكشف طرقا عاجلة لجلب وتوزيع إمدادات إضافية” ، وأفاد بوصول شحنة تحتوي على خمس حاويات من السوائل الوريدية وإمدادات الطوارئ الأخرى إلى ميناء بورتسودان، في انتظار الموافقة عليها من قبل السلطات.

السودان

المستشفيات خارج الخدمة 

من جانبه أكد المدير الإقليمي للإعلام في اليونيسف لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عمار، أن العديد من المستشفيات في السودان أصبحت خارج الخدمة، مؤكدا أن الأطفال هم الأكثر تضررا من الاشتباكات، مضيفا أن كوادر اليونيسف تعمل في المناطق الآمنة في السودان، مشيرا إلى أن مكاتب ومخازن بعض المنظمات الإنسانية تعرضت للنهب.

وشدد على أن السودان يحتاج إلى هدنة إنسانية طويلة لضمان إيصال المساعدات، محذرا من أن الوضع الإنساني أصبح كارثيا.

وحذر رئيس مفوضية حقوق الإنسان في السودان، رفعت ميرغني عباس، من أن النظام الصحي في البلاد على وشك الانهيار، نتيجة الاشتباكات المتواصلة منذ منتصف الشهر الجاري بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وبحسب وكالة "سبوتنيك" الروسية، قال عباس: "نحن الآن نتحدث عن نظام صحي على وشك الانهيار، فالمستشفيات صارت معتركًا للطرفين ولم تسلم من نيرانهما"، مضيفا: "والكوادر الطبية تعمل في ظروف بالغة السوء، والأدوية الضرورية صارت شبه منعدمة، وسيارات الإسعاف لا تستطيع أن تعمل بأمان، فضلا عن مشكلات متعددة مرتبطة بالوضع الصحي".

وأكد رئيس مفوضية حقوق الإنسان بالسودان: "نحن الآن على مشارف الكارثة، ماذا تبقى لنقول إن الوضع كارثي؟... نحن نتطلع إلى أن تتدخل المنظمات الدولية والإقليمية لضمان هدنة طويلة على الأقل، ونتطلع دائما لدور هذه المؤسسات في إقناع طرفي النزاع بالتوقف عن القتال وسط المدنيين".

من جهته، أعلن ينس لاركيه المتحدّث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتّحدة في مؤتمر صحفي أنّ المعارك الدائرة منذ منتصف أبريل خلّفت أكثر من 330 ألف نازح و100 ألف لاجئ، مشيرًا إلى أنّ الوكالات الإنسانية كانت تعاني أساسًا من نقص في الأموال اللازمة لتمويل عملياتها الإنسانية في السودان حتى قبل اندلاع المعارك.

من جانبها أعلنت نقابة أطباء السودان، ارتفاع أعداد ضحايا الاشتباكات من المدنيين إلى 447 قتيلًا و2255 مصابًا منذ بدء الاشتباكات في 15 أبريل الماضي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

كذلك أصدرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، في وقت سابق تحذيرا من ظهور شبح الجوع والاشتباكات العرقية في السودان، جراء استمرار الحرب والقتال بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، وما ترتب عليها من نزوح هائل.

وذكر المركز الإعلامي للأمم المتحدة، أن ممثل المفوضية في السودان، "أكسل بيسكوب"، قال إن دارفور قد تمثل "التحدي الأكبر" من الناحية الإنسانية.

كما أعلنت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين، استئناف أنشطة البرنامج في السودان لتقديم المساعدات العاجلة، في ظل تدهور الوضع الإنساني في البلاد.

وقالت ماكين عبر حسابها على تويتر: "بينما تدفع الأزمة في السودان الملايين إلى هاوية الجوع، فإن برنامج الأغذية يرفع فورا التعليق المؤقت الذي فرضه على أنشطته في السودان بعد مقتل أعضاء من فريقنا هناك"، مضيفة: "برنامج الأغذية العالمي يستأنف برامجه بسرعة لتقديم المساعدات التي يحتاجها الكثيرون الآن".

وفقاً لتقرير نشر بصحيفة الجارديان والذي جاء بعنوان "جيران السودان لا يملكون ما يقدمونه للنازحين"، فقد قال التقرير، إن المنظمة الدولية تسابق الزمن لتوفير الإمدادات الغذائية، والمساعدات للاجئين السودانيين الذين يعبرون الحدود السودانية مع تشاد، قبل بداية موسم الأمطار، وفي الوقت نفسه تكافح دول الجوار بشكل عام لاستيعاب العدد الكبير من اللاجئين السودانيين

ويقول التقرير، إن المنظمات الإغاثية تطالب بسرعة توفير كميات من المساعدات للاجئين في تشاد قبل موسم الأمطار الوشيك، وما يسببه عادة من قطع وسائل المواصلات في الأقاليم الحدودية النائية في البلاد التي تستضيف نحو 600 ألف لاجيء من دول الجوار المختلفة.

وينقل التقرير عن المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ماثيو سولتمارش، تحذيره من النقص الموجود حاليا في التمويل المطلوب لدعم اللاجئين السودانيين، مضيفا أن تقديرات برنامج الغذاء العالمي، تقدر حجم الميزانية المطلوبة بنحو 127 مليون دولار أمريكي لتوفير الإمدادات الكافية للأشهر الستة المقبلة.