الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ماذا يفعل الرئيس السيسي في فرنسا؟.. وسر دعوة مصر لقمة ميثاق التمويل

زيارة الرئيس السيسي
زيارة الرئيس السيسي لفرنسا

نجحت الدولة المصرية في ترسيخ وتعزيز وضعها الأمني السياسي ودورها المحوري بين الدولة العربية والأوروبية، شرقا وغربا، فسعت الدولة إلى الحفاظ على سياستها المصرية الخارجية لتحقيق المصالح الوطنية في صالح مصر والمواطن المصري. 

العلاقات المصرية الفرنسية

وشهدت العلاقات المصرية الفرنسية تطورا كبيرا منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد السلطة في عام 2014 انطلاقا من إرادة سياسية مشتركة وحرص من جانب قيادتي البلدين على تعزيزها والدفع بها إلى آفاق أرحب في ضوء الثقل الذي تتمتع به الدولتان الصديقتان تبادل الرؤى حيال الأزمات بالمنطقة . 

ويحرص الرئيس السيسي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على تكثيف الاتصالات واللقاءات والقمم بغية الارتقاء بالعلاقات المتميزة واستمرار التنسيق المشترك وتبادل الرؤى حيال الأزمات التي تشهدها المنطقة. 

وتوجه الرئيس السيسي صباح اليوم إلى العاصمة الفرنسية باريس، للمشاركة في القمة الدولية "ميثاق التمويل العالمي الجديد"، التي ستعقد على مدار يومي 22 و23 يونيو الجاري.

وصرح المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، أن مشاركة الرئيس في هذا الحدث الهام تأتي تلبيةً لدعوة الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون"، فى ضوء العلاقات الاستراتيجية الوثيقة والمتنامية، التى تربط بين مصر وفرنسا، فضلاً عن دور مصر الفاعل على مستوى الاقتصادات الناشئة بشكل عام، بما يساهم في تعزيز المبادرات الدولية الهادفة لدعم الدول النامية والأقل نمواً، وتيسير نفاذها للسيولة اللازمة لمواجهة التداعيات الاقتصادية للعديد من التحديات العالمية المتلاحقة، خاصةً تغير المناخ وجائحة كورونا والأزمة الروسية الأوكرانية، وما لحقها من أزمات للطاقة والغذاء وسلاسل الإمداد.

وتسعى القمة إلى تعزيز التعاون الدولي من أجل صياغة الآليات المناسبة لتوفير التمويل اللازم لتحقيق التنمية المستدامة المنشودة في تلك الدول.

طرح الرؤية المصرية للتنمية

ويقول أحمد سيد أحمد خبير العلاقات الدولية، أن زيارة  الرئيس السيسي ، إلى فرنسا تأتي لطرح الرؤية المصرية في تحقيق التنمية،  ومواجهة التحديات العالمية التي يشهدها العالم الآن.

وأضاف سيد أحمد - خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الرئيس السيسي سيكشف عن الدور المصري الفاعل  في تحقيق مطالب الدول النامية خاصة بعد التحديات التي تم مواجهتها سواء من جائحة كورونا أو الحرب الروسية الأوكرانية، متابعا: "أيضا سيقوم الرئيس بتقديم مطالب الدول النامية للعمل على دعمها بعد تأثير التغيرات المناخية".

ويرصد موقع "صدى البلد"، أهم وأبرز ما يقدمه الموقف المصري والفرنسي لحل قضايا المنطقة. 

وهناك اتصالات ولقاءات عديدة بين فرنسا ومصر في كافة القضايا محل الاهتمام المشترك والزيارات المتبادلة والاتصالات المستمرة بين الرئيس السيسي والرئيس الفرنسي، وكان آخرها المباحثات التي عقدها الزعيمان على هامش مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة والذي عقد بالأردن نهاية العام الماضي. 

واستقبل الرئيس السيسي في شهر نوفمبر 2022، الرئيس الفرنسي على هامش انعقاد قمة المناخ بشرم الشيخ، حيث أشاد الرئيس السيسي، خلال اللقاء، بتطور العلاقات الثنائية بين البلدين في كافة المجالات، معربا عن تطلع مصر لتعزيز التنسيق السياسي وتبادل وجهات النظر مع فرنسا إزاء مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، خاصةً ما يتعلق بقضايا أمن الغذاء وأمن الطاقة، والقطاعات التي تتمتع فيها فرنسا بتميز مثل النقل وصناعة السيارات الكهربائية.

زخم كبير يجمع مصر وفرنسا

من جانبه، أعرب الرئيس الفرنسي عن تقدير بلاده لمصر، مثمناً في هذا الإطار الروابط الوثيقة بين مصر وفرنسا وعمق أواصر الصداقة التي تجمع بين البلدين، مشيداً بالزخم غير المسبوق الذي تشهده العلاقات بين البلدين بشكل ملحوظ مؤخراً في مختلف المجالات، لاسيما على صعيد العلاقات الاقتصادية والتجارية.

كما قام الرئيس السيسي في فبراير 2022 بزيارة إلى فرنسا تلبية لدعوة ماكرون للمشاركة في قمة "محيط واحد"، وزار الرئيس السيسي باريس في شهر يوليو من العام نفسه. 

وقام الرئيس الفرنسي بزيارة مصر في شهر نوفمبر الماضي حيث شارك في أعمال الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر المناخ التي ترأستها واستضافتها مصر بمدينة شرم الشيخ. 

وفي خضم أزمة الغذاء العالمية..حرصت فرنسا على دعم مصر، حيث أكد سفير فرنسا بالقاهرة أن بلاده أصبحت ثانى أكبر مورد للقمح إلى مصر حيث تم توريد حوالى 2ر1 مليون طن من القمح إلى مصر عام 2022، وقال إنه في ضوء الحرب في أوكرانيا قامت السلطات الفرنسية وبطلب من السلطات المصرية بزيادة صادراتها من القمح حيث وجه وزير الاقتصاد الفرنسي بإعطاء أولوية لصادرات القمح إلى مصر فباتت فرنسا ثاني أكبر مورد للقمح إلى مصر حيث تعي باريس بشكل كبير أهمية الأمن الغذائي بالنسبة لمصر ونعمل على ذلك على عدة مستويات أيضا من خلال مساعدة مصر على بناء صوامع لتخزين الحبوب والغلال، وأيضا من خلال تمويل تقوم به الوكالة الفرنسية من أجل التنمية لإنشاء سوق للجملة بالإسماعيلية لتقليل الفائض عند نقل الحبوب من الحقول إلى الأسواق، كما وفرت الوكالة الفرنسية في عام 2022 حوالي 350 مليون يورو لإقامة برنامج في مصر بمجال النقل والأمن الغذائي. 

وتسعى فرنسا لتعزيز التعاون الاقتصادي مع مصر حيث تحتل حاليا المرتبة الـ 12 كشريك تجاري عالمي لمصر والثالث على المستوى الأوروبي وتعمل على أن تكون الشريك الأول أوروبيا لمصر ومن بين الأوائل عالميا.

الصادرات المصرية لفرنسا

والعلاقات الاقتصادية بين مصر وفرنسا تتسم بالقوة وهو ما يعكسه حجم التبادل التجاري، إذ تبلغ الصادرات الفرنسية لمصر ما يقرب من 2 مليار يورو، فيما تقدر الصادرات المصرية إلى فرنسا بـ 800 مليون يورو، في الوقت الذي يسعى فيه الجانبان إلى تعظيم التعاون التجاري فيما بينهما في ضوء الإمكانات الهائلة التي تزخر بها مصر وفرنسا. 

ومن الناحية العسكرية، ترتبط القاهرة وباريس بعلاقات عسكرية قوية فهناك جزء كبير من تجهيزات القوات المسلحة المصرية، منذ منتصف السبعينيات، فرنسي الصنع مثل طائرات الميراج والألفاجيت والمروحية غازيل وأجهزة الاتصال والإشارة، كما أن هناك حوارًا دائمًا بين البلدين في مجال التكنولوجيا وصيانة المعدات وتبادل الخبرات، وبالنسبة إلى الجانب الفرنسي، يتطور هذا الجانب من خلال الوفد العام للتسليح. DGA الذي يتبع وزارة الدفاع. 

والجدير بالذكر، أن تقوم العلاقات المصرية الفرنسية علي أسس تاريخية وحضارية وثقافية، فقد كان للبعثة العلمية التي رافقت الحملة الفرنسية علي مصر السبق في فك طلاسم حجر رشيد، وقراءة اللغة المصرية القديمة، وهو الأمر الذي أسهم في التعرف علي حضارة الفراعنة، وفهم ما تركوه من كتابات علي جدران المعابد وعلي المسلات، وشكلت بعثات الطلاب المصريين إلي فرنسا ركنًا مهمًا في بناء الدولة الحديثة في عهد محمد علي وخلفائه من الأسرة العلوية. 

وقد حافظت مصر وفرنسا علي علاقات متميزة في العصر الحديث علي جميع المستويات ومختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والتعليمية وغيرها، وفي العرض التالي نتناول خصوصية العلاقات بين البلدين وتاريخ وحاضر العلاقات علي المستوي السياسي والاقتصادي والثقافي والعسكري.