الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ارتفاع درجات الحرارة وتفاقم أزمة المناخ.. ماذا يحدث في أوروبا؟

إرتفاع درجات الحرارة
إرتفاع درجات الحرارة

مع تسارع أزمة المناخ، ترتفع درجات الحرارة في أوروبا بشكل أسرع من أي منطقة أخرى حول العالم، حيث إن العالم الآن يسعى للخروج من الاتفاقية التاريخية الموقعة منذ 30 عاما إلى اتفاقية تنفيذية، فهذه الاتفاقية التاريخية تمت بعد اجتماع قادة دول العالم والاتفاق على خفض درجة حرارة الكرة الأرضية وعدم الوصول إلى 2 درجة مئوية. 

ارتفاع درجات الحرارة

وحدث تفاقم ظاهرة التغير المناخي وما تحدثه من تحولات وتقلبات متطرفة تطال مجمل النظم المناخية والبيئية، ارتفعت درجة الحرارة في أوروبا بمقدار 2.3 درجة مئوية مقارنة بما قبل الثورة الصناعية (1850-1900)، أي بمعدل أسرع بمرتين من المتوسط العالمي منذ الثمانينيات، بحسب الأمم المتحدة. 
وبينما ارتفعت درجة حرارة سطح الأرض بمقدار 1.2 درجة مئوية بسبب انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، أشار مدير وكالة الأمم المتحدة للأرصاد الجوية والمناخ بيتيري تالاس، إلى أن "أوروبا هي أكثر منطقة في العالم تشهد تسارُعا في ارتفاع درجات الحرارة". 

وكانت الوكالة الدولية أعلنت في نوفمبر الماضي، أن أوروبا شهدت ارتفاعا في درجة الحرارة بنسبة 0.5 درجات لكل عقد، أي أسرع بمرتين من متوسط مناطق الأرصاد الجوية العالمية الخمس الأخرى. 

وتصدرت أوروبا خاصة دول جنوب ووسط القارة، قائمة الدول الأكثر تضررا جراء تسارع عملية التغير المناخي خلال عامين فقط، حيث إن معدل ارتفاع درجة الحرارة فيها تجاوز حاجز 1.5 درجة مئوية المقر في إطار اتفاقية باريس للمناخ عام 2015، بل ووصل للمعدل المتوقع للاحترار عام 2030، والبالغ 2.3 بوتيرة أسرع بكثير من المتوقع. 

وشهدت أوروبا صيفا قاسيا في 2022، تميز بارتفاع درجة الحرارة بمقدار لم تسجله السجلات المناخية، منذ بداية عملية التسجيل قبل 500 عام تقريبا. 

صيف أوروبا في عام 2022

وحول مدى تأثر مصر بموجة الحرارة الشديدة التي تشهدها أوروبا،  قال وزير البيئة السابق الدكتور خالد فهمي، إن العالم الآن يسعى للخروج من الاتفاقية التاريخية الموقعة منذ 30 عاما إلى اتفاقية تنفيذية، فهذه الاتفاقية التاريخية تمت بعد اجتماع قادة دول العالم والاتفاق على خفض درجة حرارة الكرة الأرضية وعدم الوصول إلى 2 درجة مئوية.

وأشار فهمي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد" - إلى أن العالم يتحرك على محورين (التكيف - التخفيف)، موضحا أن التكيف مع آثار التغيرات المناخية له نفس ذات الأهمية الخاصة بالتخفيف من التغيرات المناخية وخفض الانبعاثات.

ولفت: أكدت اتفاقية باريس أن الحد الأدنى الذي تتلقاه الدول النامية يجب أن يكون 100 مليار دولار، مضيفاً أنه "تم الاتفاق على إلزامية كل دولة تحديث خططها و تقدم تقرير كل عامين عن موقفها من التخفيف والتكيف".

ومن ناحية أخرى، أصبحت موجات الحر أكثر تواترا وشدة وتدوم لفترة أطول بسبب تغير المناخ بفعل الإنسان، وارتفعت درجة حرارة العالم بالفعل بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بدء العصر الصناعي، وستستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تقم الحكومات في جميع أنحاء العالم بإجراء تخفيضات حادة في انبعاثات الكربون.

أسباب ارتفاع معدلات الحرارة الأوروبية

ونرصد لكم أسباب هذا التسارع بارتفاع معدلات الحرارة الأوروبية والذي يعود لعدة عوامل، جاءت كالتالي: 

- الانبعاثات الغازية الناتجة من الصناعات النفطية وأبرزها غاز الميثان الذي يشكل 30 بالمئة من مشاكل الاحترار، والعودة لاستخدام الفحم والوقود الأحفوري على وقع الحرب الروسية الأوكرانية وأزمة الطاقة. 

- الحركة الصناعية غير المستقرة بعد عام 2021، على وقع أزمة جائحة كورونا.

- الموقع الجغرافي للقارة الأوروبية، فارتفاع معدل الاحترار التراكمي أدى لإيجاد مناطق ضغط جوي متفاوت بين غرب وجنوب أوروبا من جهة وشرق المحيط الأطلسي من جهة أخرى، وهذا التفاوت في مناطق الضغط الجوي ساهم بدفع التيارات الدافئة من مياه المحيط الأطلسي شرقا والصحراء الكبرى في شمال إفريقيا باتجاه مناطق الضغط المرتفع في الأجزاء الشمالية والشرقية من أوروبا، وخلال عملية التبادل الحراري بين مناطق الضغوط المختلفة مع حرارة مرتفعة نسبيا، تتشكل موجات حر قاسية وجافة في مناطق جنوب وغرب أوروبا.

- العامل الجغرافي لا يمكن السيطرة على مفاعيله، لكن يمكن تقليل الضرر الناجم عنه على المناخ، عبر الإسراع باتخاذ إجراءات الحد من الانبعاثات الغازية، والتحول نحو الطاقة النظيفة، والمحافظة على المساحات الخضراء ووقايتها من الحرائق المحتملة. 

- الاتحاد الأوروبي في 2019 كان يهدف للحد من الانبعاثات الغازية بنسبة 55 بالمئة بحلول عام 2030، عندما كانت الدول الموقعة على اتفاقية باريس غير ملتزمة بضوابطها، وكان العالم على أعتاب الزيادة في معدل درجة الحرارة بمقدار 1.5 درجة مئوية، لكن في الوقت الحالي هذا الهدف بات مستحيل التحقق والأجدى هو العودة لاتفاقية باريس قبل فوات الأوان.