الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الخليفة يشارك بإجراءات النحر.. مظاهر الاحتفال بعيد الأضحى في عهد الدولة الفاطمية

صدى البلد

 في عهد الدولة الفاطمية كان المصريون يطلقون على عيد الأضحى اسم "عيد النحر" واعتادوا فيه على تناول "الفتة" مع لحوم الأضاحي خلال أيام العيد .

 كانت طقوس وعادات الأحتفال بعيد الأضحى في عهد الدولة الفاطمية ، تبدأ منذ يوم الوقفة ، فالغالبية من المسلمين صائمين فتبدأ الإحتفالات عقب آذان المغرب ، فتجمل الشوارع و الطرقات و تعلق الزينة ويخرج الناس يهنئون أصدقائهم وجيرانهم وتوضع الأضاحي أمام المنازل وتجهز المناحر ويبتهل المبتهلون بتكبيرات العيد وحتي صلاة العيد في الصباح .

 في أول أيام عيد الأضحي كان الخليفة يتجه إلى صلاة العيد وبعد الانتهاء منها يمتطي جواده المزين ويخرج في موكب مهيب يشق القاهرة وهو يرتدي ملابس العيد الجديدة المزكرشة ويخرج معه الوزير وحراس الخليفة وأكابر الدولة، ويتجهون إلى "المنحر" وهو دار النحر الخلافية وكانت تقوم في ركن خارجي من القصر .

ذبح الأضاحي في العيد 

 كان الخليفة يشترك بنفسه فى اجراءات النحر، وجرت عادة الخليفة الفاطمى على نحر 31 أضحية أول ايام العيد و يأتى الجزارون وكل واحد بيده إناء مبسوطا يتلقى به دم الضحية ، ثم تقدِم رؤوس الأضاحي إلى الخليفة واحدة فأخرى فيدنو منها وبيده حربة يمسك بها من الرأس ويمسك القاضي بأصل سنانها ويجعله في عنق الدابة فيطعنها به الخليفة وتجر من بين يديه وهكذا حتى يأتي عليها جميعا وكلما نحر الخليفة رأسا جهر المؤذنون بالتكبير  "الله أكبر" .

 في اليوم الثاني ينظم نفس الموكب الخلافي إلى المنحر وينحر الخليفة 27 اضحية ، وفي اليوم الثالث أيضا يخرج بنفس موكبه المهيب وينحر 23 اضحية ، ويجري توزيع لحم الأضحية خلال هذه الأيام الثلاثة على أرباب الرسوم "القراء بالحضرة والخطباء، والمتصدرون بالجوامع وعامة الشعب الحاضرون" و ذلك في أطباق خاصة للتبرك ويقوم بالتوزيع قاضي القضاة وداعي الدعاة . وعند انقضاء رسوم النحر يخلع الخليفة عند العودة إلى القصر على الوزير ثيابه الحمر ومنديلا ملوكيا وفى موكب حافل من القصر ينطلق الوزير ويشق القاهرة حتى باب زويلة ثم يدخل من باب القنطرة إلى دار الوزارة وبذلك تنتهي رسوم النحر .

عيدية العيد

 أما عن العيدية والتى كانت تمنح للأطفال فى الاعياد ، فترجع إلى العصر الفاطمى ، فقد حرص المصريون على توزيع العيدية مع كسوة العيد كهدية توزع على الفقراء وقراء القرآن الكريم، وكانت تقدم من الدراهم الفضية والذهبية، وعندما كان الرعية يذهبون إلى قصر الخليفة صباح يوم العيد للتهنئة كان الخليفة ينثر عليهم الدراهم والدنانير الذهبية من شرفته بقصر الخلافة .