الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صراع الغاز يهدد علاقات اليابان وأستراليا واستقرار آسيا.. ماذا يحدث؟

اليابان وأستراليا
اليابان وأستراليا

اليابان هي دولة جزرية تقع في شرق آسيا عند مفترق الطرق بين المحيط الهادئ وبحر اليابان وبحر الصين الشرقي. كما تعتبر طوكيو هي ثالث أكبر اقتصاد في العالم من حيث الناتج المحلي الإجمالي الأكبر والرابع من حيث تعادل القوة الشرائيةK بالإضافة إلي أنها أكبر مستورد للغاز الطبيعي في العالم وتعتمد عليه بشكل كبير لتوليد الكهرباء وتسخين المنازل.

أما عن أستراليا فهي ثاني أكبر مصدر للغاز الطبيعي في العالم وأحد أهم شركاء التجارة لليابان في هذا المجال.

خلفية النزاع

في يوليو من هذا العام، أعلنت أستراليا عن خطط لفرض رسوم إضافية على صادراتها من الغاز الطبيعي إلى آسيا، بما في ذلك اليابان، بحجة حماية صناعتها المحلية وتحقيق عائدات أكبر.

وأثارت هذه الخطوة انتقادات شديدة من قبل الحكومة اليابانية وشركاتها المستوردة للغاز، التي اعتبرتها خرقًا لاتفاقات التجارة والاستثمار الموقعة بين البلدين. كما احتجت الصين وكوريا الجنوبية، وهما من أكبر المستوردين للغاز من أستراليا، على هذه الإجراءات وهددت باتخاذ إجراءات قانونية ودبلوماسية ضدها.

وفي سبتمبر من العام الماضي، قامت أستراليا بإبرام صفقة أمنية مع الولايات المتحدة وبريطانيا تسمى AUKUS، تتضمن تزويدها بغواصات نووية وتكنولوجيات عسكرية متطورة.

ولاقت هذه الصفقة غضب فرنسا، التي كانت قد فازت بعقد لبناء غواصات ديزل لأستراليا قبل إلغائه من جانب أسترالية.

كما استنكرت الصفقة دول أخرى في المنطقة، مثل نيوزيلندا وإندونسيا وماليزيا، التي رأت فيها تصعيدًا للتوترات وخطورة على استقرار المحافظة.

من جانبها وصفت اليابان الصفقة بأنها “خيانة” للشراكة الاستراتيجية بينها وبين أستراليا، وحذرت من أنها ستؤثر سلبًا على التعاون في مجال الطاقة والتجارة والأمن.

الآثار المحتملة

يواجه النزاع بين اليابان وأستراليا على صادرات الغاز الطبيعي آثارًا محتملة على العلاقات الثنائية والإقليمية والعالمية.

فمن المحتمل أن يؤدي النزاع إلى تقليل حجم التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين، وزيادة التكاليف والمخاطر لشركات الطاقة والمستهلكين في كلا السوقين.

كما قد يدفع النزاع اليابان إلى التنويع من مصادرها للغاز الطبيعي والبحث عن بدائل أخرى، مثل قطر وروسيا والولايات المتحدة، مما قد يضعف موقف أستراليا كمورد رئيسي في آسيا.

وعلى المستوى الإقليمي، قد يزيد النزاع من حدة التوترات بين أستراليا ودول أخرى في المحافظة، خصوصًا الصين، التي تعتبر نفسها منافسة لأستراليا في مجال الغاز والتأثير. كما قد يضعف النزاع من التضامن بين دول آسيا والمحيط الهادئ في مواجهة التحديات المشتركة، مثل تغير المناخ وكورونا وكوريا الشمالية.

وعلى المستوى العالمي، قد يؤثر النزاع على استقرار سوق الغاز الطبيعي وأسعاره، وكذلك على جهود التعاون الدولي في مجالات مثل حماية البيئة وحقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب.