EN 
فى وسط مدينة بنها كانت تقف "أم هاني" لتنادى على المارة قائلة: "أبو الحلاوة يا تين.. تعالوا خدوا تين" ، حيث تبدأ أم هانى يومها فجرا حيث تذهب لشراء أقفاص التين الشوكى من المزارع ثم تبدأ فى تجهيزها وغسل التين لتبدأ رحلة البيع فى الثامنة صباحا وتظل طوال النهار واقفة تبيع التين فى الشارع.
وكعادتها خرجت أم هانى بصحبة نجلها لشراء التين الشوكى ولم تعلم ان القدر سطر لهما هذه النهاية المأساوية حيث لقيت مصرعها بصحبة نجلها في حادث أليم بمنطقة تابعة لمحافظة الشرقية خلال شرائهما التين لبيعه في الأسواق ، وجرى نقلهما للمستشفى تحت تصرف الجهات المختصة بالتحقيق، والتي صرحت بالدفن وجرى تشييع الجثمان في قرية جمجرة القديمة هي ونجلها وسط حالة من الحزن من أبناء قريتها لمثواها الأخير بمقابر أسرتها.
وقال أحد أهالي بنها إنهم فوجئوا بخبر وفاة هدى الشرقاوي أشهر بائعة تين شوكي ببنها ونجلها هلال خميس أبناء قرية جمجرة القديمة، إذ لقيا مصرعهما إثر حادث أليم بمدينة منيا القمح بمحافظة الشرقية خلال ذهابها لشراء تين شوكي لبيعه في بنها فاصطدم التروسيكل الذي كانت تستقله هي ونجلها بسيارة على نزلة السعديين بالطريق الإقليمي بمحافظة الشرقية
وأشار أحد المواطنين أن أم هانى تعمل فى الشارع وتكافح منذ 30 سنة، ولديها 3 أبناء، والمتوفى أصغرهم ، حيث حرصت "أم هاني" على مشاركة زوجها وأسرتها رحلة الكفاح والسعي وراء لقمة العيش من خلال العمل فى بيع التين الشوكى والفاكهة .
ورغم حصولها على دبلوم تجارة إلا أنها كانت تساعد والدها فى البداية فى البيع والتجارة وعندما تزوجت قررت مساعدة زوجها فخرجت للعمل كبائعة للفاكهة فى مختلف الأماكن بمدينة بنها لتصبح أشهر وأقدم بائعة تين شوكى حيث كانت تفضل شراء التين الشوكى أو الفاكهة من المزارع مباشرة دون وساطة التاجر الذي يضع عليها تكاليف إضافية وبالتالى ترفع هى الأخرى سعره للجمهور.
ويستمر موسم حصاد التين الشوكى حتى نهاية شهر أغسطس، وسط فرحة كبيرة من المزارعين والعاملين فى المزارع، حيث يقوم العاملين بحصاد التين من الأرض صباحا ثم يتم توزيعه على التجار والبائعين ليتم بيعه في الشوارع من خلال العربات المتنقلة.
