الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أثارت اهتمام سلمان رشدي.. تعرف على رواية "نار الله" لـ إلياس كانيتي

صدى البلد

يصادف اليوم 25 يوليو ذكرى ميلاد الروائي إلياس كانيتى، وهو أيضًا كاتب مسرحى وباحث ألمانى، كان لديه اهتمام بمختلف الثقافات.
كانت أولى رواياته تحت عنوان الإعدام حرقا سنة 1935م، ثم الأعمال المسرحية العرس وكوميديا الأباطيل، وكان له أعمال كثيرة إلى جانب سيرته الذاتية فى 3 أجزاء.

رواية نار الله

وتتمحور هذه الرواية، حول الشخصية الغريبة لمَهوُوس القراءة البروفيسور كين، “أعظم علماء الصينيات”، الذي يحتقر الأساتذة الأكاديميِّيْن، ويعتبر أن التواصل مع العالم لا لزوم له ما دام أنه توجد الكُتُب، لذا يعيش منعزلاً في بيته مع آلاف الكُتُب ولأجلها؛ لكن التفاهة البشرية تتمكَّن من التسلُّل إلى بيته، وإحكام قبضتها عليه، وتقليص وجوده، وحَشْره في غرفة صغيرة مع كُتُبه، ودَفْعه للتواصل مع العالم، والذي سرعان ما سينهشه ويُنكِّل به، وكأن الحياة تنتقم منه انتقاماً شرساً، وهو يحاول أن يُراوغَها بالدقَّة والعناية أنفسهما التي يُفسِّر فيها نصَّاً قديماً.

 

بُنيت الرواية على ثلاثة أجزاء "رأس بلا عالَم"، "عالَم بلا رأس" و"عالَم في الرأس". وقُسم كل جزء منها إلى فصول فرعية. يبدأ الجزء الأول بحديث بين مثقف متغطرس وصبيّ في التاسعة من العمر، وينتهي الجزء الثالث باحتراق المثقف. تبدأ بسؤال وتنتهي بجواب يجده المثقف حلّاً نهائياً لكل الأسئلة.

في الجزء الأول يعرّفنا المؤلف على شخصية "أعظم علماء الصينيات" في حياته اليومية المحددة بصرامة تضعه في عزلة قاتلة، وتجعله كارهاً للبشر والواقع. في الجزء الثاني تبلغ "الفوضى" ذروتها، حين يختلط المثقف المنعزل ببشر حقيقيين في مدينة حقيقية خارج أسوار رأسه. في الجزء الثالث تصوير حدّي للفشل في محاولة استعادة ذلك العالم في الرأس، بعد أن تبيّن أن الجنون سيطر على البشرية. قبل وصول هتلر إلى السلطة كان السرياليون قد دعوا علماء النفس والأطباء إلى إخلاء سبيل مرضاهم، لأنه لا يستطيع إلا الاعتباط وضع حدّ بين "الذُهان والواقع". يحاول كانيتي عرض ذلك العالم البارانوي في صياغة روايته. يضع "نظُماً" جنونية بعضها جانب البعض الآخر، تتصادم لتؤدي من ثم إلى تلك السريالية، إلى جنون العالم. في دراسة متأخرة فسّر أحد النقاد نهاية الشخصية الرئيسية بأنها تحرير للمثقف من عزلته.

سلمان رشدي

 

يقول سلمان رشدي عن هذه الرواية: لا ينجو أحدٌ في «نار الله»، فالجميع يُعاقَب، من البروفيسور إلى بائع الأثاث، ومن الطبيب إلى مُدبِّرة المنزل إلى اللصِّ. فالكوميديا القاسية التي لا ترحم (في هذه الرواية) تبني عالماً من أكثر العوالم الأدبية رعباً في هذا القرن.

جائزة نوبل

وحصل إلياس كانيتى على جائزة نوبل للأداب سنة 1981م، وكان سبب حصوله عليها حسب ما قال إلياس كانيتى "لكتاباته التى جسدت نظرته الفسيحة وثراء أفكاره وقوته الفنية"، كما حصل على جائزة بوشنر الأدبية فى ألمانيا، ودكتوراه فخرية من جامعة ميونخ، ودكتوراه فخرية من جامعة مانشيستر، وجائزة جوتفريد كيلر، وجائزة يوهان بيترهييبل، وجائزة فرانتس كافكا، ورحل عن عالمنا فى يوم 14 أغسطس 1994م.