إيطاليا والتغير المناخي المتطرف.. صقلية تحترق وعواصف وحبات برد في الشمال

تشهد إيطاليا هذه الأيام ظواهر جوية متباينة، فوسط عواصف عاتية ضربت شمال البلاد.. أجبرت سلطات باليرمو في جزيرة صقلية جنوبًا على إغلاق مطار المدينة بسبب حرائق الغابات التي تضرب الجزيرة المتوسطية.

وحسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، كان الطقس القاسي يضرب إيطاليا من الشمال إلى الجنوب، فتزايدت حرائق الغابات في صقلية بعد أسابيع من درجات حرارة قياسية، مع تحذير وسائل الإعلام المحلية من أن مدينة باليرمو "تحيط بها" الحرائق.

في غضون ذلك، تعاني المناطق الشمالية من العواصف العنيفة والرياح العاتية التي اقتلعت الأشجار ورفعت الأسقف عن المباني.

وفي بعض الأماكن، أصابت حجارة بَرَد بحجم كرة التنس أشخاصًا، وألحقت أضرارًا بالسيارات ودمرت المحاصيل.

ولقيت فتاة تبلغ من العمر 16 عامًا مصرعها عندما سقطت شجرة على الخيمة التي كانت تنام فيها في مخيم صيفي بالقرب من مدينة بريشيا، فيما لقيت امرأة في منتصف العمر مصرعها بعد أن أصيبت هي أيضًا بشجرة متساقطة في ليسوني شمال ميلانو.

وبين عشية وضحاها، شهدت منطقتا لومباردي وفينيتو هطول أمطار غزيرة ورياح قوية للغاية وصلت إلى 100 كم / ساعة (62 ميلاً في الساعة) في ميلانو.

وأمس الثلاثاء، طلبت السلطات المحلية من السكان الابتعاد عن الحدائق العامة، حيث يوجد خطر كبير من تساقط الفروع والأشجار.

وأغلقت قلعة سفورزا التي تعود للقرن الخامس عشر وتعد إحدى مناطق الجذب الرئيسية في المدينة، أمام الجمهور يوم الثلاثاء بسبب الأضرار الناجمة عن سوء الأحوال الجوية.

وقال عمدة المدينة جوزيبي سالا: "لم أر قط شيئًا كهذا.. لا يمكننا إنكاره بعد الآن - تغير المناخ يغير حياتنا".

وأضاف سالا في مقطع فيديو تمت مشاركته على "فيسبوك" "لا يمكننا التظاهر بأن هذا لا يحدث ولا يمكننا مطلقًا الاستمرار في فعل أي شيء".

في هذه الأثناء، تكافح صقلية - التي جُثت على ركبتيها بالفعل بسبب موجة الحر الطويلة - حرائق الغابات التي تهدد البلدات والمدن في جميع أنحاء الجزيرة.

وتم تسجيل درجات حرارة تزيد عن 47.5 درجة مئوية (117 درجة فهرنهايت) في كاتانيا يوم الاثنين، فيما بدأت العديد من المنتجعات والنقاط السياحية في جميع أنحاء الجزيرة في إجلاء ضيوفها.

وأغلقت سلطات الجزيرة مطار باليرمو مؤقتًا أمام حركة الطيران صباح الثلاثاء بعد أن وصلت حرائق الغابات في التلال المحيطة به إلى محيط المطار.

وتسببت الحرائق في سقوط قتلى في أنحاء جنوب إيطاليا. وذكرت وسائل إعلام محلية أنه تم العثور على جثتين متفحمتين في منزل بالقرب من مطار باليرمو.

وفي سردينيا، توفي رجل إطفاء بجلطة دماغية بعد أن أمضى ساعات في إخماد حريق.

فيما أفادت وسائل إعلام محلية بأن أحد رجال الإطفاء أصيب بجروح خطيرة بالقرب من باليرمو أثناء محاولته معالجة أحد الحرائق التي أججتها الرياح العاتية.

وقد تم تعليق نصف شبكة الحافلات في باليرمو نظرًا لارتفاع درجة حرارة المركبات ولا يمكن تبريدها بسبب ارتفاع درجات الحرارة باستمرار.