الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أجر صيام يوم عاشوراء .. وكيف نحتفل به دون الوقوع في البدعة؟

أجر صيام يوم عاشوراء
أجر صيام يوم عاشوراء

يكثر البحث عن أجر صيام يوم عاشوراء، والحكمة من كونه يكفر سنة ماضية، حيث جاء في أجر صيام يوم عاشوراء عن النبي صلى الله عليه وسلم، فيما رواه أبى قتادة رضى الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ، وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِى قَبْلَهُ» أخرجه مسلم في "صحيحه".

أجر صيام يوم عاشوراء

يوافق يوم غدٍ الجمعة صيام يوم عاشوراء 2023، ويقول الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء، في ذلك فرض الصيام كان هو يوم عاشوراء فعندما دخل النبي ﷺ المدينة ووجد يهود يصومون ذاك اليوم (سأل ما هذا ؟ قالوا : هذا يوم نجي الله فيه موسي . فقال : نحن أولي بموسي منهم . فصامه وأمر أصحابه بصيامه) وظل عاشوراء فرضًا على المسلمين إلى أن أنزل الله سبحانه وتعالى {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} حتى قال: {فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} فأصبح هذا ناسخًا لهذا وظل صوم يوم عاشوراء سنة إلى يوم الدين حتى قال رسول الله ﷺ : (لو بقيت لقابل لصمت تاسوعاء وعاشوراء) ولكنه ﷺ انتقل إلى الرفيق الأعلى فصار من السنة المرغوب فيها أن نصوم تاسوعاء وعاشوراء .

وقال : "من وسع على أهله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته" وقال عبد الله بن المبارك -وكان في سند الحديث- : "فجربناه ستين سنة فوجدناه صحيحا" أي أنه وسع في سنين فوسع الله عليه وضيق في أخرى فضيق الله عليه ، والحمد لله رب العالمين ولقد جربناه أكثر من أربعين عامًا فوجدناه صحيحًا والحمد لله لم ننقطع عنه أبدًا ونوسع على العيال في أرزاقهم هذا اليوم فيوسع الله علينا أرزاقنا سائر السنة. فالتطوع بالصيام أمر مرغوب فيه ومندوب إليه إذا أردت أن تصل إلى الله بالأنوار فعليك بالصيام ؛فالصيام يجلي النفس ، والصيام يقطع الشهوة ،والصيام ينور القلب .

فيما أكد الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي السابق لمفتي الجمهورية، أن يوم عاشوراء يوم من أيام الله وتذكرها أمر مطلوب وعليه الاحتفال بها ليس ببدعة كما يقول البعض، وقال :«إن يوم عاشوراء يوم مبارك نحتفل به كما فعل النبى صلى الله عليه وسلم».

وأضاف أن يوم عاشوراء كان صيامه واجب قبل أن يفرض صوم شهر رمضان، موضحا أن الاحتفال بهذا اليوم يعد من علامات الإيمان والمصريين استطاعوا ان يحتفوا بهذا اليوم وجعلوه يوم فرح وسرور لأن من أراد البركة فليوسع على أولاده.

من جانبه، قال الشيخ رمضان عبدالمعز، من علماء الأزهر، إن النبي -صلى الله عليه وسلم- حث المسلمين على صيام يوم عاشوراء، مشيرًا إلى أن صيام عاشوراء كان واجبًا قبل أن يفرض رمضان.

وأضاف عبد المعز، خلال حلقة برنامجه لعلهم يفقهون، المُذاع على فضائية dmc، «أن اليهود كان يعظمون يوم عاشوراء، لأن الله تعالى نجّى فيه سيدنا موسى -عليه السلام- من فرعون، فصامه شكرًا لله، فالنبى -صلى الله عليه وسلم- أمر بصيامه وقال نحن أولى بموسى منكم، وهذا هدفه أن يتعلم المسلمون أنه يجب أن نشكر الله، والصيام أفضل عبادات شكر الله».

وظائف يوم عاشوراء

ومن وظائف يوم عاشوراء : الصيام لِمَنْ يستطيع، وإن كنت غير قادر على الصيام ، ووسعت على الأسرة، فأنت بذلك قد قمت بسنة التوسعة، وعلى ذلك توسع عليَّ السنة كلها. وسئل ﷺ عن صوم يوم عرفة، فقال: يكفر السنة الماضية، والباقية. قال: وسئل عن صوم يوم عاشوراء؟ فقال: يكفر السنة الماضية» [رواه مسلم].

والذكر، والدعاء ، وقراءة القرآن أو الاستماع له ، وفعل الخير والصدقات.

ومن أهم هذه الوظائف: اجتماع الأسرة ، واجعلوها فرصة للقاء العائلة.

وكان الشيخ عطية صقر، رئيس لجنة الفتوى رحمه الله تعالى، عندما يُسْئَل عن كيف نحتفل بعاشورا، ونحتفل بالمولد النبوي، ونحتفل ببداية السنة الهجرية، ونحتفل ... فكان يقول: نحن في عصر انشغل الناس فيه، فمثل هذه الومضات، تجعل الحياة تضيء، فتجعل بينك وبين الإسلام علاقة، في الثقافة. فهذه المناسبات تجعل الناس تحيا في ظلال الإسلام . هُوِية الإسلام .

وتابع علي جمعة: فَهْم مشايخنا رحمهم الله تعالى أننا يجب أن نهتم بالمناسبات التي تجعلنا مرتبطين بِالْهُوِية، وأن نقوم بها كما فعلها رسول الله ﷺ ، وأن نراعي تغير الزمان والمكان، وأن نستحضر، ونحيي الوظائف في هذه الأيام، فنخرج بفوائدها، وهناك أسرار كثيرة لا نعرفها، ولكن إذا ما نحن اتبعنا الشريعة، وصلينا في مواقيتنا، وصليناها كما قال سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام ، سنتعرض لنفحات كثيرة، من أهمها : الهدوء النفسي، الطمأنينة، السعادة، الرضا والتسليم، الأمل، والهمة.

وشدد: صوموا يوم عاشوراء، وَمَنْ لم يستطع أن يصم، فعليه بالذكر، والدعاء، والقرآن، قراءةً أو استماعًا، ووسعوا على عيالكم، واجتمعوا حول مائدة واحدة، حتى نصل الرحم، وحتى نطبق بركة سيدنا رسول الله ﷺ. كل عام وأنتم بخير.