الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بسبب النساء.. إيران تستهدف شركاتها التجارية

صدى البلد

في تقرير نشرته الفاينانشال تايمز، وضحت الصحيفة كيف أن المتاجر والمكاتب في إيران تواجه الإغلاق المؤقت بسبب السماح للموظفات والعملاء بتجنب أغطية الرأس. 

 

ووفقا لما نشرته الصحيفة، تعرضت شركة بيع بالتجزئة علي الإنترنت لمضايقات من الحكومة الإيرانية وإغلاق مؤقت لمكاتبها ومقارها وذلك بسبب صورة لمجموعة من العمال الشباب وهم يودعون زميلًا لهم وتضمنت الصورة بعض النساء اللواتي لم يلتزمن بالحجاب الإجباري. 

 

بعد أيام من انتشار صورة الموظفين في شركة ديجيكالا إلى وسائل التواصل الاجتماعي، أرسلت السلطات موظفين حكوميين إلى مقر الشركة في طهران لإغلاق المبنى وإغلاق المكتب مؤقتًا.

 

كان الجدل الذي اجتاح واحدة من الشركات الشهيرة والتي يعتبرها الإيرانيون النسخة المحلية من متاجر التجزئة العالمية أمازون، هو المثال الأشهر على الضغط المتزايد على الشركات في الوقت الذي تكافح فيه طهران لوقف موجة النساء الإيرانيات الرافضات لارتداء الحجاب.

 

قال رجل أعمال تعرض متجره للإغلاق بسبب نفس القضية مؤخرًا لصحيفة فاينانشال تايمز: "عندما لم يعد من الممكن اعتقال النساء في الشوارع بسبب الحجاب، اختارت الجمهورية الإسلامية اتخاذ إجراءات صارمة ضد الشركات وإرسال رسالتها إلى المجتمع بهذه الطريقة". 

 

على مدى أشهر بعد الاحتجاجات المناهضة للنظام في جميع أنحاء البلاد العام الماضي، غضت السلطات الطرف إلى حد كبير عن العدد المتزايد من النساء اللائي تخلصن من غطاء الرأس في تحد لقواعد اللباس الإسلامية الصارمة، لكن في الأسابيع الأخيرة، كثف النظام محاولاته لاحتواء هذا الاتجاه، حيث وجدت الشركات نفسها هي المستهدفة.

 

يقول بعض المحللين إن هذه التحركات رمزية وهي محاولة لاسترضاء المحافظين الذين يعيقون مؤقتًا عمليات الشركة، ينظر آخرون إلى هذه الخطوات على أنها لائحة اتهام أخرى للصراعات التي لا تعد ولا تحصى التي تواجهها الشركات في إيران ومقاومة النظام لتخفيف القيود الاجتماعية.

 

قال سعيد ليلاز، المحلل الإيراني، إن السلطات تعتقد على ما يبدو أن مثل هذا الاستعراض المؤقت للعضلات من شأنه أن يساعد في الحد من أي اضطرابات اجتماعية جديدة قبل الذكرى الأولى لوفاة محساء أميني في حجز الشرطة، وهو ما أثار احتجاجات العام الماضي.

 

وأضاف ليلاز: "بالنسبة للجمهورية الإسلامية، الحجاب مسألة أمنية أكثر من كونها قضية ثقافية أو أيديولوجية"، إذا مرت المؤسسة السياسية بالذكرى السنوية في سبتمبر مع عدم وجود اضطرابات كبيرة، لن يواجه النظام أي تحد أمني كبير لشهور مقبلة ". 

 

تبددت الاضطرابات في بداية العام، وفي الأشهر التالية تم سحب شرطة الأخلاق في تنازل واضح لتخفيف التوتر الاجتماعي، مع تجاهل السلطات إلى حد كبير النساء اللواتي لا يرتدين الحجاب في الأماكن العامة.

 

لكن النظام أعلن الشهر الماضي أن شرطة الآداب ستستأنف دورياتها لوقف الاتجاه المناهض للحجاب حيث زاد عدد النساء اللواتي لا يغطين رؤوسهن في درجات حرارة الصيف الحارة. 

 

قال محمد خاتمي، الرئيس الإصلاحي السابق لإيران، إن الحجاب الإجباري تحول إلى "أزمة" بالنسبة للمؤسسة، وحذر من أن مثل هذه السياسات "غير الفعالة" و "المدمرة" لن تنجح.

 

ألمحت سيدة أعمال تم إغلاق متجرها مؤقتًا مؤخرًا إلى المعضلة التي تواجهها الشركات، قالت إنها لا تستطيع منع الزبونات من دخول مقرها دون الحجاب أو إقناع السلطات بأن الإغلاق المؤقت يضر ببيئة العمل.