الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تحركات عاجلة وقرارات حاسمة.. كيف تصدت التعاون الإسلامي لمحاولات الإساءة للمصحف الشريف؟

منظمة التعاون الإسلامي
منظمة التعاون الإسلامي

جهود دؤوبة وتحركات حثيثة، وإدانات مستمرة، وتصعيد لم يتوقف ردا على التجاوزات والإساءة والتدنيس.. هكذا تعاملت منظمة التعاون الإسلامي مع جريمة التدنيس المتكرر لنسخ من المصحف الشريف والتي وقعت بمملكتي السويد والدنمارك على مرأى ومسمع العالم أجمع وبموافقة حكومتي البلدين، وهو ما دفع منظمة التعاون الإسلامي لتقف بالمرصاد لتلك التجاوزات.

وفي بيان له على تلك التجاوزات أكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، أن أفعال تدنيس المصحف الشريف والإساءة للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم والرموز الإسلامية ليست مجرد حوادث إسلاموفوبيا عادية، وحث المجتمع الدولي على التطبيق العاجل للقانون الدولي، الذي يحظر بوضوح أي دعوة إلى الكراهية الدينية. 

وأشار الى أهمية الالتزام بمضمون القرار الذي اعتمده مؤخرا مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة بشأن "مكافحة الكراهية الدينية التي تشكل تحريضا على التمييز أو العداء أو العنف".

أمين عام منظمة التعاون الإسلامي 

ونظرا لتكرار تلك الجريمة ومحاولات الإساءة دعا الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي جميع الدول الأعضاء لاتخاذ القرارات السيادية التي تراها مناسبة للتعبير عن موقفها الرافض لمنح السلطات السويدية تراخيص مكنت من الإساءة المتكررة لحرمة المصحف الشريف والرموز الإسلامية والتعبير عن رفض دول المنظمة لهذه الاعمال المشينة تحت ذريعة حرية التعبير، مؤكدا على أهمية اتخاذ الإجراءات التشريعية اللازمة لتجريم مثل هذه الاعتداءات، مع الوضع في الحسبان أن ممارسة حرية التعبير تنطوي على واجبات ومسؤوليات خاصة.

‏‎تعليق صفة المبعوث الخاص للملكة السويد 

وردا على تلك التجاوزات أبلغت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الاسلامي حكومة السويد بأنها قررت تعليق صفة المبعوث الخاص لمملكة السويد لدى المنظمة وذلك اتساقا مع توصيات البيان الختامي الصادر عن اللجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي في اجتماعها الاستثنائي الذي عقد يوم 2 يوليو الماضي والذي طلب من الأمين  العام النظر في الخطوات الممكنة لمراجعة الإطار الرسمي الذي يربط الأمانة العامة بأي دولة يتم فيها تدنيس حرمة نسخ من المصحف الشريف والقيم الإسلامية الأخرى والرموز الإسلامية والتي تتم بموافقة البلد المعني، بما في ذلك تعليق وضع المبعوث الخاص.

اجتماعات منظمة التعاون الإسلامي 

وفي إطار التحركات العاجلة لمنظمة التعاون الإسلامي للرد على تكرار حوادث تدنيس وحرق نسخ من المصحف الشريف في السويد والدانمارك، عقدت منظمة التعاون الإسلامي الدورة الاستثنائية الثامنة عشرة لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء، بشكل افتراضي، وذلك بناء على طلب المملكة العربية السعودية – رئيس القمة الإسلامية الرابعة عشر- وجمهورية العراق، والذي بحث التحركات الإسلامية التصدي لحوادث الإساءة للمصف الشريف، والنظر في اتخاذ مزيد من الإجراءات ردا على تكرار مثل هذه الأعمال الاستفزازية التي تمثل مظهرا من مظاهر الكراهية الدينية المتعمدة والتعصب.

اجتماع استثنائي لوزراء خارجية دول التعاون الإسلامي

وأعرب وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي عن بالغ القلق إزاء تزايد حوادث التعصب والتمييز وأعمال العنف التي يشهدها العالم، وتلاحظ بقلق أن محاولات نشر كراهية الإسلام آخذة في الازدياد في أجزاء كثيرة من العالم كما يتضح من العدد المتزايد من حوادث التعصب الديني والقوالب النمطية السلبية والكراهية والعنف ضد المسلمين؛ وإذ تعزز حوادث حرق نسخ من المصحف الشريف التعصب والتمييز، بجانب الإشارة بقلق عميق إلى عودة ظهور الحركات العنصرية والتطرف اليميني في مناطق متعددة من العالم من خلال أعمال الاستفزاز المتكررة لمؤيدي اليمين المتطرف من خلال إهانة الرموز والمقدسات الدينية الإسلامية بما في ذلك تدنيس نسخ من المصحف الشريف.

اجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي 

وتضمن البيان الختامي لإجتماع مجلس وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي التأكيد على العديد من النقاط تمثلت في 35 بندا بجانب التأكيد على أهمية تعزيز الحوار والتفاهم والتعاون بين الأديان والثقافات والحضارات من أجل السلام والوئام في العالم؛ وأن نشر قيم التسامح والسلام هو السبيل الأمثل لمواجهة خطابات الكراهية والتعصب والتطرف والعنف والتحريض، جأت كالتالي:

قرارات عاجلة لوزراء خارجية التعاون الإسلامي

أدان المجلس بشدة تكرار الاعتداءات السافرة على حرمة وقدسية المصحف الشريف والتي كان اخرها في مدينة ستوكهولم، وكذلك في مدينة كوبنهاجن، ويأسف لتكرار أفعال تدنيس نسخ من المصحف الشريف، ويأسف بشدة لاستمرار السلطات السويدية في اصدار تصاريح تسمح بتنفيذها وعدم اتخاذ ما يلزم لمنعها في كل من السويد والدنمارك، بجانب إدانة كل محاولات الإساءة إلى حرمة المصحف الشريف وغيره من الكتب والقيم والرموز المقدسة للإسلام والأديان الأخرى تحت ذريعة حرية التعبير، معتبرا أن عدم اتخاذ السلطات في السويد والدنمارك إجراءات تمنع تكرار مثل هذه الأفعال مخالفاً لقرار مجلس الأمن حول التسامح والسلم والأمن الدوليين.

تحرك عاجل ضد السويد والدنمارك 

وقرر وزراء خارجية الدول أعضاء منظمة التعاون الإسلامي إرسال وفد من منظمة التعاون الإسلامي برئاسة الأمين العام لحث مفوضية الاتحاد الأوروبي للإعراب عن إدانة الدول الأعضاء في المنظمة لجريمة تدنيس المصحف الشريف ودعوتها إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمانعدم تكرار ذلك العمل الإجرامي تحت ذريعة حرية التعبير، ودعا سفراء الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في العواصم التي تقع فيها أعمال شنيعة ضد نسخ من المصحف الشريف والرموز الإسلامية المقدسة الأخرى، إلى بذل جهود جماعية على مستوى البرلمانات الوطنية ووسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني، للتعبير عن موقف منظمة التعاون الإسلامي وحث الجهات ذات الصلة على اتخاذ الإجراءات التشريعية اللازمة لتجريم مثل هذه الاعتداءات، آخذة في الحسبان أن ممارسة حرية التعبير تنطوي على واجبات ومسؤوليات خاصة.

منظمة التعاون الإسلامي 

ودعا وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي، جميع بعثاتها في المنظمات الدولية المعنية والمعتمدة لدي نيويورك وجنيف وبروكسل إلى أخذ زمام المبادرة من أجل التصدي لأعمال الكراهية ضد الإسلام ورموزه ومقدساته في تفسير الاتفاقيات ذات الصلة وكذلك وضع نصوص قانونية دولية جديدة لهذا الغرض، بجانب التنديد بتكرار جريمة تدنيس نسخ من المصحف الشريف الذي آثار حفيظة ومشاعر حوالي ملياري مسلم في انحاء العالم كافة، مما يمثل تجسيداً خطيراً لثقافة الكراهية والعنصرية، ومظهراً من مظاهر الإسلاموفوبيا، والمطالبة بالوقف الفوري لمثل هذه الأفعال الاستفزازية المتطرفة وتجريمها، وضرورة احترام النصوص والرموز الدينية وتعزيز ثقافة السلام وقبول الأخر.

خطة عمل لمكافحة الإسلاموفوبيا 

كما دعا وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي الأمانة العامة للمنظمة إلى الإسراع في تنفيذ "خطة العمل لمكافحة الإسلاموفوبيا، وحث الأمانة العامة على بذل مزيد من الجهود للتنسيق والتعاون مع المنظمات الإسلامية المعنية بهذا الشأن من أجل التعاون والتكامل لمواجهة تداعيات الإسلاموفوبيا السلبية بشكل عام بأكثر فاعلية، معربا عن فائق تقديره لكافة الدول الأعضاء في مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة التي صوتت لصالح قرار مجلس حقوق الانسان رقم 53/1 والدول التي ساندته، ويدعو جميع الدول الأعضاء للالتزام بما تضمنه ميثاق منظمة التعاون الإسلامي  من "حماية صورة الإسلام الحقيقية والدفاع عنها والتصدي لتشويه صورة الإسلام وتشجيع الحوار بين الحضارات والأديان". 

يكلف مجموعة منظمة التعاون الإسلامي في نيويورك وجنيف بأن تواصل إثارة واطلاع الأجهزة المعنية في الأمم المتحدة على الانتهاكات المستمرة ضد الرموز والمقدسات الإسلامية، والتي تذكي خطاب الكراهية وتغذي التطرف، وتكلف مجموعة منظمة التعاون الإسلامي في العواصم العالمية والمنظمات الدولية وخاصة الاتحاد الأوربي اتخاذ ما يلزم نحو إحالة هذا البيان إلى وزارات الخارجية والأجهزة المعنية في تلك الدول والمنظمات وإيضاح خطورة وتبعات التمادي في إهانة الرموز والمقدسات الإسلامية. 

وجدد وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي الدعوة الى الأمين العام لاتخاذ خطوات فورية لتعزيز مرصد الإسلاموفوبيا في الأمانة العامة من أجل مجابهة التحديات الملحة التي تواجه المنظمة في هذا المجال، وذلك من خلال تحويله إلى إدارة مختصة لمكافحة الإسلاموفوبيا والحوار والتواصل، والدعوة لوضع موضوع تدنيس نسخ من المصحف الشريف، والرموز والمقدسات الإسلامية على أجندة الاجتماع التنسيقي لوزراء خارجية الدول الأعضاء على هامش أعمال الدورة القادمة للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.ويدعو أيضاً إلى وضعها في أجندة القمة الإسلامية القادمة في جامبيا، وأيضاً على أجندة المؤتمرات الأخرى المتعلقة بالعالم الإسلامي بهدف اتخاذ المزيد من الإجراءات للتصدي لهذه الظاهرة السلبية ضد الإسلام والمسلمين.