الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جماعة الإدعاءات والمظلومية..أسرار الإخوان تنكشف بعد 10 سنوات من فض اعتصام رابعة

اعتصام رابعة
اعتصام رابعة

قبل عشر سنوات شهدت مصر يومًا لم تعرف مثله في تاريخها القريب، يوم لا يسمع فيها سوى صوت طلقات الرصاص، وأجواء ملتهبة، وأشخاص يحملون السلاح، وأعمال عنف، وتحريض على قتل واغتيالات، لتنجح في النهاية قوات الأمن المصري، في فض اعتصام رابعة المسلح، والذي هدد المصريين وروع الآمنين.

تصوير بالأقمار الصناعية.. مدير الأمن الوطني الأسبق يرد على فيلم الإخوان عن فض  رابعة
اعتصام رابعة

جماعة الإدعاءات والمظلومية

بعد إطاحة الشعب المصري بالرئيس المعزول محمد مرسي،  لجأت جماعة الاخوان للعنف والدم، عقب ثورة شعبية خرج فيها جموع الشعب المصري للمطالبة بإنهاء حكم جماعة الإخوان.

وتحولت إشارة رابعة العدوية بالقاهرة وميدان النهضة في الجيزة، لمكانين لتجمعات العناصر الاخوانية المسلحة، التي أعلنت استهداف مؤسسات الدولة والشخصيات العامة، وتنفيذ سلسلة اغتيالات، مطالبين بعودتهم للحكم، فإما الحكم أو القتل "نحكمكم أو نقتلكم".

ولم تكن مؤسسات الدولة تقف مكتوفة الأيدي أمام هذا الخطر الداهم، الذي يهدد استقرار البلاد، فجاء فض اعتصام رابعة والنهضة في 14 أغسطس 2013، لإنهاء هذا الخطر، ولتعود الحياة لطبيعتها كما كانت. وتزامنًا مع فض الاعتصامين المسلحين، تسللت عناصر إرهابية لاستهداف مؤسسات الدولة، لا سيما المواقع الشرطية، ودور العبادة، خاصة الكنائس لحرقها، وتصدى جموع الشعب المصري لهذه المحاولات الإرهابية الجبانة.

وخلال هذه الأحداث سقط عدداً من الشهداء، وهم يسطرون ملاحم بطولية في الفداء، قدموا الأرواح من أجل أن نعيش في سلام وأمان، على رأسهم شهداء الشرطة في فض الاعتصامين، وشهداء الشرطة في كرداسة، وغيرهم من الأبطال الذين سجلوا أسمائهم في سجلات الشرف.

ويحمل اعتصام رابعة العديد من الأسرار والخفايا، التي يرفض الإخوان الاعتراف بها، كالسلاح والتخابر بهدف ضرب الدولة المصرية وتفكيكها من الداخل.

وفي إطار هذا العنف بجميع أشكاله وأنواعه، ادّعت الجماعة أن اعتصام رابعة سلمي، وحاولت الترويج لهذه الفكرة، ولكن أين السلمية، في ظل ما تلفّظت به أعضاء الجماعة على منصة رابعة، في تهديدات صريحة للشعب المصري مفادها إما أن ترضوا بحكم الإخوان، أو أن تقتلوا، وغيرها مما شابه، من قيادات الجماعة الإرهابية، ما دفع قوات الأمن للإسراع بعملية فض الاعتصام لوقف نزيف الدماء وحفظ الأمن والسلم العام.

وفي هذا السياق، قال الدكتور منير أديب، الباحث في شئون الحركات الإرهابية، إن جماعة الإخوان تعتمد على المظلومية منذ أكثر من خمسة وتسعين عاماً، ولا تجد سوى هذه القشة تُدر عليها تعاطف المجتمع وتربط أعضاءها وأنصارها بها.

اعتصام رابعة

مظلومية كربلاء الشيعة

وأضاف أديب في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن الهدف من إدعاء الإخوان للمظلومية هو إيجاد عاطفة قوية بين قيادات التنظيم وممارساتهم العنيفة التي تخرج عن إطار المنطق وبين بقية أعضاء الجماعة، متابعاً أن التنظيم يُحاول أن يخلق مبرراً للسلوك وسبباً مقنعاً على الأقل لدى هؤلاء الأعضاء لعدم الإفصاح عما يجب الإعلان عنه من أنشطة وفعاليات.

وتابع أن جماعة الإخوان تمارس الجماعة السرية المبررة من وجهة نظرها بدعوى الاضطهاد وأنّ هناك من يتصيّد أخطاءها، والحقيقة أنها تعشق الظلام كما يعشقه البوم "الجارح" الذي لا ينشط إلا في الليل أو عند الغسق وتزداد أحلام التنظيم مع الوقت مثل الحيوانات الليلية التي تكبر عيونها في الليل ويتوسع بؤبؤ عيونها في الظلام بهدف جمع ضوء أكبر حتى يسهل لها الرؤية.

وأشار أديب إلى أن الجماعة أن تخلق مظلومية أشبه بكربلاء الشيعة، وهدف التنظيم من خلالهما خلق بكائية جديدة بعد أن صارت بكائياته الماضية خلال المائة عام الأخيرة بلا أي تأثير، مردفاً، أن الهدف الأهم من وراء خلق بكائية "رابعة" هو القفز على أخطاء قيادات التنظيم الذين أصروا على الاعتصام، كما أصروا على الوقوف أمام قوات الأمن سواء المسلحة أو الشرطة الداخلية والأهم أنهم سلحوا جزءاً من المعتصمين، فبات فض هذين الاعتصامين واجباً أمام القيادة الأمنية بما يُشكله من خطر على الأمن.

وكشف الباحث في الشؤون السياسية والإرهابية، أن اعتصام رابعة والنهضة كانا مسلحين مادياً ومعنوياً؛ موضحاً أن منصة كل منهما كان يخرج منها التحريض بالقتل عياناً بياناً، كما أن منصة رابعة كانت تضم المجموعات الأكثر تطرفاً، "داعش" و"القاعدة"، فضلاً عن أن هذه القيادات كانت ممثلة بكلمات فوق المنصة، فقد عانت مصر من تحريض هذه المنصة لسنوات طويلة حتى بعد الفض.

وقال أديب أنه كان بحوزة المعتصمين بعض الأسلحة الخفيفة والثقيلة، كاشفاً أن إخوان المنوفية هم من أطلقوا أول رصاصة من مدخل التأمين عند "طيبة مول"، وهو ما اضطر أجهزة الأمن للتعامل مع مطلقي النيران.

وتابع أن هدف أجهزة الأمن كان فض الاعتصام فقط دون إراقة نقطة دماء واحدة، حتى إنها قامت بخلق ممرات آمنة للنساء والأطفال والرجال من الشباب والعجائز، ولولا أن الإخوان المسلحين صوبوا نيرانهم تجاه أجهزة الأمن، وما شكلته المجموعات الأكثر تطرفاً من خطر حتى كان الاعتصام نقطة جذب لكل هذه التنظيمات التي قامت بقتل ضباط الشرطة، ما خرجت رصاصة واحدة من فوهة سلاح ضابط أمن.

وأشار أديب إلى أن المظلومية التي صنعها الإخوان على خلفية فض اعتصامي رابعة والنهضة في ذكراها العاشرة التي تشهد على عنف التنظيم، يتزامن مع شماتة الإخوان الأخيرة في وفاة نجل الفنان المصري حسن يوسف والفنانة شمس البارودي، مختتماً الإخوان كرّسوا إنتاجهم الأدبي وممارستهم السياسية للتسويق بأنهم جماعة دعوية أو سياسية، كما أنهم نجحوا في إقناع البعض بعدم وجود أي علاقة لهم بالعنف، والحقيقة أنهم أكثر التنظيمات ممارسة للعنف وتشفياً في الموت بالوقت نفسه.